ـ[طلال العولقي]ــــــــ[16 - 01 - 06, 09:50 ص]ـ
س-بارك الله فيكم وأحسن إليكم:
قال الامام الصنعاني في سبل السلام ص 304 تحقيق الشيخ طارق:
وَعَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَحَدِ التَّابِعِينَ - قَالَ: كَانُوا يَسْتَحِبُّونَ إذَا سُوِّيَ عَلَى الْمَيِّتِ قَبْرُهُ، وَانْصَرَفَ النَّاسُ عَنْهُ. أَنْ يُقَالَ عِنْدَ قَبْرِهِ: يَا فُلَانُ، قُلْ: لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، يَا فُلَانُ: قُلْ رَبِّي اللَّهُ، وَدِينِي الْإِسْلَامُ، وَنَبِيِّي مُحَمَّدٌ، رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ مَوْقُوفًا - وَلِلطَّبَرَانِيِّ نَحْوُهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ مَرْفُوعًا مُطَوَّلًا.
وَقَالَ فِي الْمَنَارِ: إنَّ حَدِيثَ التَّلْقِينِ هَذَا حَدِيثٌ لَا يَشُكُّ أَهْلُ الْمَعْرِفَةِ بِالْحَدِيثِ فِي وَضْعِهِ وَأَنَّهُ أَخْرَجَهُ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ فِي سُنَنِهِ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حَبِيبٍ عَنْ أَشْيَاخٍ لَهُ مِنْ أَهْلِ حِمْصَ فَالْمَسْأَلَةُ حِمْصِيَّةٌ
السؤال: أحسن الله إليكم ما مراد ابن القيم – رحمه الله – المسألة حمصية؟ فقد أشكل علي
أفيدونا أفادكم الله.
ـ[العاصمي]ــــــــ[16 - 01 - 06, 10:52 ص]ـ
بارك الله فيك، وزادك توفيقا.
الظاهر أنّ مقصوده بيان أنّ مردّ مسألة تلقين الميّت بعد دفنه إلى قول لبعض الأشياخ الحمصيّين، وأنّه لا يصحّ في الباب حديث مرفوع، بل أشبه ما في الباب أثر مقطوع، والحجّة في الصحيح المرفوع، دون الأثر المقطوع.
وهذه فائدة لها شائبة صلة بهذه المسألة، لكن من وجه آخر، أنقلها عن الشيخ زياد التكلة ...
قال - وفّقه الله تعالى -:
فروى أبوداود (2423 واللفظ له) والحاكم (1/ 436) والبيهقي (4/ 302) من طريق عبدالملك بن شعيب بن الليث، ثنا ابن وهب، سمعت الليث يحدث عن ابن شهاب، أنه كان إذا ذُكر له أنه نهي عن صيام يوم السبت يقول: هذا حديث حمصي.
ورواه الطحاوي (2/ 81) من طريق عبدالله بن صالح كاتب الليث، ثنا الليث بن سعد به بأتم منه، ولفظه: سئل الزهري عن صوم يوم السبت، فقال: لا بأس به، فقيل له: فقد رُوي عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في كراهته، فقال: ذاك حديث حمصي.
قال الطحاوي عقبه: فلم يعدّه الزهري حديثا يُقال به، وضعَّفه.
وهذا صحيح عن الزهري، وقد أطال الإمام الألباني في نقد معنى العبارة بعد تصحيح سنده للزهري (صحيح أبي داود الكبير 7/ 182)، ولكن أقول: سواء كان قصد الإمام الزهري التنكيت على أهل حمص أو لم يكن؛ فإن مقصد كلامه الطعن في متن الحديث، وأنه لا أصل له صحيح عنده، ولهذا أورده الإمام أبوداود - وغيره - مُعلا به الخبر، ونص على هذا المعنى الطحاوي.
وكفى بهذا الحكم المتقدم من حافظ التابعين وأوسعهم رواية.
ـ[حسام الدين الكيلاني]ــــــــ[17 - 01 - 06, 12:38 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وعلى آله وصحبه وأزواجه وأتباعه إلى يوم الدين.
ثم أما بعد:
فهذه مسألة حمصية وهذا حديث حمصي ........
والبعض يظن أن الجواب يرجع القضية إلى نكات وتنكيت أو مزاح أو شيء من هذا القبيل إلى الإمام ابن شهاب الزهري، فهو غالباً ما يكثر من قوله هذا حديث حمصي، وأنا لم أر قوماً يكثرون من إلقاء النكات والمزاح على أنفسهم أكثر من الحمامصة (أهل مدينة حمص)، فهم إذا أرادوا إلقاء مزحة أو نكتة يقولون: حمصي قال .... حمصي جاء ..... حمصي ذهب ...... وهكذا ...
ولكن المسألة الحمصية التي يسأل عنها السائل جزاه الله خيراً، ليس مردها هذا المرد، إنما هي مسألة اصطلاحية تعرف عند المعتنين بفن الجرح والتعديل في علوم الحديث الشريف.
مسألة حمصية: عبارة قليلة في كتب الحديث والمصطلح، كما أورد السائل عبارته.
حديث حمصي:
1 ــ روى الحاكم عن الزهري أنه كان إذا ذكر له الحديث قال (هذا حديث حمصي). انظر تلخيص الحبير لابن حجر ج 6 ص 472.
2 ــ وروى أبو داود في سننه ج 6 ص 541 حديث رقم 2423 بسنده إلى الزهري أنه كان إذا ذكر له نهي عن صيام يوم السبت يقول: هذا حديث حمصي.
3 ــ وروى ذلك الحاكم في مستدركه ج1 ص 436 / الحديث نفسه /.
4 ــ وروى البيهقي في السنن الكبرى ذلك بألفاظه ج 4 ص 302.
5 ــ وروى ذلك أيضاً في عون المعبود ج 7 ص 53.
6 ــ وروى ذلك النسائي في السنن الكبرى ج1 ص 312.
7 ـ وانظر شرح معاني الآثار ج 2 ص 81.
8 ــ وإرواء الغليل ج 4 ص 124.
سبب التسمية التي أطلقها الإمام الزهري:وجود راويين حمصيين في الحديث المتكلم فيه بالتضعيف وهما:
1 ــ ثور بن يزيد. الحمصي.
2 ــ خالد بن معدان. الحمصي.
وكلاهما متكلم فيه بالتضعيف ووثقهما البعض.فإذن المسألة مردودة إلى كون بعض الرواة من مدينة حمص حتى قال الإمام الزهري رحمه الله تعالى: حديث حمصي، وليس الأمر من قبيل المزاح أو النكات.
هذا وأصلي وأسلم على سيدي رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم.
أخوكم
حسام الدين بن سليم الكيلاني الحسني الحمصي
¥