هل صح أثر علي رضي الله عنه في تعليق يد السارق في عنقه بعد قطعها؟

ـ[أبو المقداد]ــــــــ[15 - 12 - 05, 06:08 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فقد روي من حديث فضالة بن عبيد أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قطع يد سارق وعلقها في عنقه.

وهذا حديث مشهور عند الفقهاء، لكنه لا يثبت عن أهل العلم بالأخبار، وقد أعله الإمام الحافظ أبو عبد الرحمن النسائي في سننه (4986) بالحجاج بن أرطاة.

ولكن قد روي ذلك من فعل علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بسند صحيح، قال ابن أبي شيبة في مصنفه (28974):

حدثنا أبو الأحوص عن الأعمش عن القاسم عن أبيه أن عليا قطع يد سارق فرأيتها معلقة يعني في عنقه.

ثم رواه (28975) عن حفص بن غياث عن الأعمش به.

وهكذا رواه البيهقي في الكبرى (17051) من طريق حفص به.

ورواه البيهقي كذلك (17050) من طريق شعبة عن المسعودي عن القاسم به.

والمسعودي هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وهو ثقة لكنه اختلط، ولكن قد صحح الأئمة؛ يحيى بن معين وعلي بن المديني- روايته عن القاسم وغيره من شيوخه الكبار.

وهو من أقران شعبة، ذكر ذلك المزي فيمن روى عن المسعودي، ولم يذكر المسعودي فيمن روى عنه شعبة، وانظر تهذيب الكمال (3860).

وبقي الكلام على سماع القاسم من أبيه، وهو ثابت إن شاء الله، ولم يتكلم فيه أحد من أهل العلم (?)، وإنما الكلام في رواية عبد الرحمن عن أبيه.

وقد صحح ابن حبان والحاكم عدة أحاديث من رواية القاسم عن أبيه.

أما سماع عبد الرحمن من علي فقد أثبته يحيى بن معين، انظر تهذيب الكمال (3765).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015