ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[12 - 11 - 05, 01:06 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
لدى استفسار عن هذا الدعاء المروى عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قرأته فى كتاب الحلية فى ترجمة الامام الشافعى و أنه كان يردده قبل دخوله على هارون الرشيد فما مدى صحة الدعاء و أيضا صحة قصة الشافعى مع هارون الرشيد.
و لى طلب أيضا أين أجد تخريج أحاديث الحلية علما بأن الطبعة التى بحوزتى قديمة منذ 1980.
نص القصة من الحلية:
(حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر البغدادي غندر، حدثنا أبو بكر محمد ابن عبيد، حدثنا أبو نصر المخزومي الكوفي، حدثنا أمير المؤمنين فإذا بين يديه صيارة سيوف، وأنواع من العذاب، فقال لي: يا فضل، قلت: لبيك يا أمير المؤمنين. قال: علي بهذا الحجازي - يعني الشافعي - فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، ذهب هذا الرجل. قال: فأتيت الشافعي فقلت له: أجب أمير المؤمنين. فقال: أصلي ركعتين. فصلى ثم ركب بغلة كانت له، فصرنا معاً إلى دار الرشيد، فلما دخلنا الدهليز الأول حرك الشافعي شفتيه، فلما دخلنا الدهليز الثاني حرك شفتيه، فلما وصلنا بحضرة الرشيد قام إليه أمير المؤمنين كالمستريب له، فأجلسه موضعه وقعد بين يديه يعتذر إليه، وخاصة أمير المؤمنين قيام ينظرون إلى ما أعد له من أنواع العذاب، وإذا هو جالس بين يديه، فتحدثوا طويلا ثم أذن له بالانصراف. فقال لي: يا فضل، قلت: لبيك يا أمير المؤمنين. فقال: احمل بين يديه بدرة، فحملت فلما سرنا إلى الدهليز الأول قلت: سألتك بالذي صير غضبه عليك رضا إلا ما عرفتني ما قلت في وجه أمير المؤمنين حتى رضي. فقال لي: يا فضل. قلت: لبيك أيها السيد الفقيه قال: خذ مني واحفظ عني: شهد الله أنه لا إله إلا هو الآية آل عمران 18 اللهم إني أعوذ بنور قدسك، وببركة طهارتك، وبعظمة جلالك، من كل عاهة وآفة، وطارق الجن والإنس، إلا طارقاً يطرق بخير منك يا رحمن. اللهم بك ملاذي قبل أن ألوذ. وبك غياثي قبل أن أغوث يا من ذلت له رقاب الفراعنة، وخضعت له مغاليظ الجبابرة، ذكرك شعاري وثناؤك دثاري، أنا في سرادقات حفظك، وقني واغنني بخير منك يا رحمن. قال الفضل: فكتبتها في شركة قبائي. وكان الرشيد كثير الغضب علي، فكان كلما هم أن يغضب أحركهما في وجهه فيرضى. فهذا ما أدركت من بركة الشافعي.
حدثنا أبو بكر بن محمد بن موسى، حدثنا محمد بن الحسين بن مكرم، حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي، قال: قال الرشيد يوماً للفضل بن الربيع وهو واقف على رأسه: يا فضل، أين هذا الحجازي? - كالمغضب - فقلت: ها هنا، فقال: علي به، فخرجت وبي من الغم والحزن لمحبتي للشافعي لفصاحته وبراعته وعقله، فجئت إلى بابه فأمرت من دق عليه، وكان قائماً يصلي فتنحنح، فوقفت حتى فرغ من صلاته وفتح الباب، فقلت: أجب أمير المؤمنين، فقال: سمعا وطاعة. وجدد الوضوء وارتدى وخرج يمشي حتى انتهينا إلى الدار، فمن شفقتي عليه قلت: يا أبا عبد الله قف حتى أستأذن لك، فدخلت على أمير المؤمنين فإذا هو على حالته كالمغضب، وقال: أين الحجازي فقلت: عند السير، فجئت إليه، فقام يمضي رويداً ويحرك شفتيه، فلما بصر به أمير المؤمنين قام إليه فاستقبله وقبل بين عينيه، وهش وبش وقال: لم لا تزورنا أو تكون عندنا? فأجلسه وتحدثا ساعة، ثم أمر له ببدرة دنانير، فقال: لا أرب لي فيه، قال الفضل: فأومات إليه فسكت، وأمرني أمير المؤمنين أن رده إلى منزله، فخرجت والبدرة تحمل معه، فجعل ينفقها يمنة ويسرة حتى رجع إلى منزله وما معه دينار، فلما دخل منزله قلت: قد عرفت محبتي لك، فبالذي سكن غضب أمير المؤمنين عنك إلا ما علمتني ما كنت تقول في دخولك معي عليه فقال: حدثني مالك، عن نافع، عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ يوم الأحزاب: شهد الله أنه لا إله إلا هو إلى قوله: إن الدين عند الله الإسلام. آل عمران 18، 19. ثم قال: وأنا اشهد بما شهد الله به وأستودع الله هذه الشهادة، وديعة لي عند الله يؤديها إلى يوم القيامة، اللهم إني أعوذ بنور قدسك وعظيم بركتك وعظمة طهارتك، من كل آفة وعاهة، ومن طوارق الليل والنهار، إلا طارقاً يطرق بخير، اللهم أنت غياثي بك أستغيث، وأنت ملاذي بك ألوذ وأنت عياذي بك أعوذ، يا من ذلت له رقاب الجبابرة، وخضعت له أعناق الفراعنة، أعوذ بك من خزيك، ومن كشف سترك، ونسيان ذكرك، والانصراف عن شكرك، أنا في حرزك ليلي ونهاري، ونومي وقراري، وظعني وأسفاري، وحياتي ومماتي، ذكرك شعاري، وثناؤك دثاري، لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك تشريفاً لعظمتك، وتكريماً لسبحات وجهك، أجرني من خزيك ومن شر عبادك، واضرب علي سرادقات حفظك، وأدخلني في حفظ عنايتك، وجد علي منك بخير يا أرحم الراحمين. قال عبد الأعلى: قال الفضل: فحفظته فلم يغضب على الرشيد بعد ذلك. فهذا أول بركة الشافعي.)
¥