[الحديث الأول] قال الإمام الشافعي ((الأم)) (1/ 162) و ((المسند)) (ص279): أخبرنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ رِفَاعَةَ أن رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نادى: ((أيها النَّاسُ! إِنَّ قُرَيْشًا أَهْلُ أَمَانَةٍ، فَمَنْ بَغَى لَهَا الْعَوَاثِرَ أَكَبَّهُ اللهُ لِمِنْخَرَيْهِ فِي النَّارِ))، يقولها ثلاث مرات.
فرواية الشافعى عن شيوخه توثيق لهم.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[15 - 02 - 05, 11:16 ص]ـ
متابعة الكلام عن يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ
وأما أحاديثه عن غيره، فمنها غرائب وأفراد، وأكثر ما يقع الاختلاف فى أحاديثه عن عبيد الله بن عمر، وسيأتى بيان بعضها.
وأما حديثه عن إِسْمَعِيلَ بْنِ كَثِيرٍ أَبِى هَاشِمٍ الْمَكيِّ، فقد روى منه أصحاب ((السنن الأربعة))، والصحاح: ابن خزيمة، وابن حبان حديثاً صحيحاً لا مرية فى صحته.
قال الترمذى (887): حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ الْبَغْدَادِيُّ الْوَرَّاقُ وَأَبُو عَمَّارٍ الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ قَالا حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ حَدَّثَنِي إِسْمَعِيلُ بْنُ كَثِيرٍ سَمِعْتُ عَاصِمَ بْنَ لَقِيطِ بْنِ صَبِرَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَخْبِرْنِي عَنِ الْوُضُوءِ، قَالَ: ((أَسْبِغِ الْوُضُوءَ، وَخَلِّلْ بَيْنَ الأَصَابِعِ، وَبَالِغْ فِي الاسْتِنْشَاقِ إِلا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا)).
قال أَبو عِيسَى: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ)).
وأخرجه كذلك الشافعى ((المسند)) (ص15)، وابن أبى شيبة (1/ 18/84)، وأبو داود (2019،123)، والنسائى ((المجتبى)) (1/ 66) و ((الكبرى)) (1/ 89/117)، وابن ماجه (442،401)، وابن الجارود (80)، وابن خزيمة (168،150)، وابن حبان (4510،1087،1054)، والحاكم (4/ 123)، والبيهقى (1/ 76 و7/ 303) من طرقٍ عن يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ عَنْ أَبِى هَاشِمٍ إِسْمَعِيلَ بْنِ كَثِيرٍ عن عَاصِمِ بْنِ لَقِيطِ بْنِ صَبِرَةَ عن لَقِيطِ بْنِ صَبِرَةَ به، وفى رواية أكثرهم ذكر وفادة لَقِيطِ بْنِ صَبِرَةَ على النبى صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وضيافته له.
وأما أحاديثه عن إِسْمَعِيلِ بْنِ أُمَيَّةَ، فأكثرها مستقيمة متقاربة وفى بعضها نكارة. ومما أنكروه منها:
ما أخرجه أبو داود (3319)، وابن ماجه (3238)، وابن عدى (7/ 219)، والطبرانى ((الأوسط)) (3/ 181/2859)، والدارقطنى (4/ 268/8)، والبيهقى ((الكبرى)) (9/ 255)، وابن عبد البر ((التمهيد)) (16/ 225)، وابن الجوزى ((التحقيق فى أحاديث الخلاف)) (1945) من طرق عن يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيِّ ثنا إِسْمَعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَا أَلْقَى الْبَحْرُ أَوْ جَزَرَ عَنْهُ فَكُلُوهُ، وَمَا مَاتَ فِيهِ فَطَفَا فَلا تَأْكُلُوهُ)).
قلت: هكذا رواه يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ فرفعه ووهم فى ذلك، شأنه شأن الثقات الذين تعد أوهامهم فى روايتهم عن خواص شيوخهم. ورواه أيوب السختيانى، وعبيد الله بن عمر، وابن جريج، وحماد بن سلمة، والثورى جميعا عن أبى الزبير فأوقفوه، إلا أن أبا أحمد الزبيرى رواه عن الثورى فرفعه بنحو رواية الطائفى، وكلاهما خطأ، والصحيح الموقوف كما قاله البخارى، وأبو زرعة، وأبو داود، والدارقطنى، والبيهقى.
فقد بان أن يحيى بن سليم ليس بالمتفرد بالوهم والخطأ هاهنا، بل أخطأ كذلك أبو أحمد الزبيرى، وهو أحد الثقات الحفاظ، ولا يغيبن عنك قول أبى حاتم الرازى، وقد سئل عن أبى أحمد، فقال: حافظ للحديث عابد مجتهد له أوهام، مع قول ابن معين عنه: ثقة.
¥