ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[28 - 09 - 04, 03:14 م]ـ

جزى الله الجميع خيرا ... وهذا كلام الشيخ الألباني في الحديث يوضح فيه لماذا الحديث حسن عنده:

" إذا تزوج العبد , فقد استكمل نصف الدين , فليتق الله فيما بقي ". قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2/ 199:أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " (1/ 162 / 1) من طريق عصمة بن المتوكل

أنبأنا زافر بن سليمان عن إسرائيل بن يونس عن جابر عن يزيد الرقاشي عن أنس بن

مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره , و قال: " لم يروه عن

زافر إلا عصمة ".

قلت: و كلاهما ضعيف , و فوقهما ضعيفان آخران: و هما جابر و هو ابن يزيد

الجعفي , و يزيد الرقاشي , و جابر أشد ضعفا منه , لكنه لم يتفرد به عنه , فقد

أخرجه الطبراني أيضا من طريق عبد الله بن صالح: حدثني الحسن بن خليل بن مرة عن

أبيه عن يزيد الرقاشي به.

قلت: و هذا إسناد مسلسل بالضعفاء:

1 - عبد الله بن صالح هو كاتب الليث المصري فيه ضعف و غفلة.

2 - الحسن بن الخليل بن مرة لم أجد له ترجمة , و قد ذكر في ترجمة أبيه من

" التهذيب " أنه روى عنه ابنه علي بن الخليل بن مرة , و لم أجد له ترجمة أيضا.

3 - الخليل بن مرة ضعيف كما في " التقريب ".

4 - يزيد الرقاشي و هو ابن أبان ضعيف أيضا. و قد روي عنه من طريق أخرى خير من

هذه عن الخليل. أخرجه الخطيب في " الموضح " (2/ 84) عن يعقوب بن إسحاق

الحضرمي حدثنا الخليل بن مرة به.

قلت: فقد صح الإسناد إلى الخليل و هو و إن كان ضعيفا كما ذكرنا , فليس ذلك

لتهمة في صدقه و إنما لضعف في حفظه و كذلك شيخه يزيد ابن أبان الرقاشي و قد قال

فيه ابن عدي: " له أحاديث صالحة عن أنس و غيره و أرجو أنه لا بأس به لرواية

الثقات عنه ". و قال في الخليل: " لم أر في حديثه حديثا منكرا قد جاوز الحد

و هو في جملة من يكتب حديثه , و ليس هو متروك الحديث ".

قلت: فمثلهما , و إن كان لا يحتج بحديثهما و لكن يستشهد به و قد جاء من طريق

أخرى عن أنس هي خير من هذه فمجموعها يقوي الحديث و يرتقي إلى درجة الحسن و لفظه

: (من رزقه الله امرأة صالحة , فقد أعانه على شطر دينه , فليتق الله في الشطر

الثاني). أخرجه الطبراني في " الأوسط " (3/ 161 / 1) و الحاكم (2/ 161)

عن عمرو بن أبي سلمة التنيسي حدثنا زهير بن محمد: أخبرني عبد الرحمن - زاد

الحاكم: ابن زيد - عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

فذكره. و قال الحاكم: " صحيح الإسناد , و عبد الرحمن هذا هو ابن زيد بن عقبة

الأزرق مدني ثقة مأمون ".

و وافقه الذهبي. كذا قال: و زهير بن محمد هو أبو المنذر الخراساني الشامي

أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال: " ثقة فيه لين ". و في " التقريب ":

" رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة , فضعف بسببها , قال البخاري عن أحمد كأن

زهير الذي يروي عنه الشاميون آخر , و قال أبو حاتم: حدث بالشام من حفظه , فكثر

غلطه ".

قلت: و هذا من رواية التنيسي عنه و هو شامي , و لذلك فالإسناد عندي ضعيف.

و قال الهيثمي في " المجمع " (4/ 272): " رواه الطبراني في " الأوسط "

و فيه عبد الرحمن عن أنس و عنه زهير بن محمد و لم أعرفه إلا أن يكون عبد الرحمن

بن زيد بن أسلم , فيكون إسناده منقطعا و إن كان غيره , فلم أعرفه.

و الله أعلم ".

قلت: بينت رواية الحاكم أنه عبد الرحمن بن زيد , ثم ذكر أنه ابن عقبة و قد

ترجمه ابن أبي حاتم (2/ 2 / 233) و قال: " يعد في أهل المدينة , روى عن أنس

بن مالك , روى عنه عمرو بن يحيى و سألت أبي عنه ? فقال: ما بحديثه بأس ".

و أورده ابن حبان في " الثقات " (1/ 125).

(تنبيه) ذكرت آنفا أن الذهبي أقر الحاكم على تصحيحه , و هو الذي وقع في

النسخة المطبوعة من " التلخيص ". ثم رأيت المناوي يقول في " الفيض ":

" قال الحاكم: صحيح , فتعقبه الذهبي بأن زهيرا وثق , لكن له مناكير ,. اهـ.

و قال ابن حجر: سنده ضعيف ". و نقل المنذري في " الترغيب " (3/ 68) تصحيح

الحاكم إياه , و أقره أيضا! و كذلك صنع الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " (

4/ 99) و لكنه ذكر أن ابن الجوزي رواه في " العلل " من حديث أنس بسند ضعيف ,

و هو عند الطبراني في " الأوسط ". و قال الهيثمي في " المجمع " (4/ 252):

" رواه الطبراني في " الأوسط " بإسنادين و فيهما يزيد الرقاشي و جابر الجعفي

و كلاهما ضعيف , و قد وثقا ".

قلت: التوثيق المذكور مما لا يعتد به لاسيما في الجعفي , فقد اتهمه بعضهم لكنه

ليس في الطريق الأخرى عند الطبراني , و قد تابعه الخليل بن مرة و هو خير منه

كما سبق تحقيقه. فإذا ضمت هذه الطريق إلى طريق عبد الرحمن بن زيد أخذ الحديث

بهما قوة. و الله تعالى أعلم.) اهـ كلام الشيخ الألباني.

فائدة أخرى: قال الحافظ العراقي في تخريج الإحياء: حديث " من تزوج فقد أحرز شطر دينه فليتق الله في الشطر الآخر " ** أخرجه ابن الجوزي في العلل من حديث أنس بسند ضعيف وهو عند الطبراني في الأوسط بلفظ " فقد استكمل نصف الإيمان " وفي المستدرك وصحح إسناده بلفظ " من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه. . . الحديث ".اهـ

فائدة أخرى: قال الهيثمي في مجمع الزوائد: عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه فليتق الله في الشطر الثاني ".

** رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الرحمن عن أنس وعنه زهير بن محمد ولم أعرفه إلا أن يكون عبد الرحمن بن زيد بن أسلم فيكون إسناده منقطعاً وإن كان غيره فلم أعرفه والله أعلم. اهـ

وحديث أنس هذا ضعفه الحافظ ابن حجر كما ذكر الشوكاني في نيل الأوطار 5/ 101 وضعفه الشيخ الألباني نفسه في ضعيف الجامع رقم 5610 وقال في الهامش: قد ثبت عنه بنحوه فانظر الصحيح "6024" اهـ وهو في صحيح الجامع ولكن برقم 6148 وأحال على الصحيحة 625 وقد سبق نقل كلامه رحمه الله منها.

هذا ما عندي من حواشٍ على الحديث والله أعلم.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015