وإنِّي لتَعْرُوني لذكراكَ روعةٌ ... لها بين جلدي والعظامِ دبيبُ

وما هو إلا أن أراها فجاءةً ... وابْهَتُ حتَّى ما أكادُ أجيبُ

وأصرف عن رأيي الذي كنتُ أرتئي ... وأنسى الذي أعددتُ حين تغيبُ

وتتلو بقية الأحاديث بتوفيق الله، والحمد لله أولاً وآخراً.

ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[13 - 06 - 04, 01:45 ص]ـ

التعقيب على حديث "لا يأخذ أدكم عصا أخيه لاعبا ولا جادا ... الحديث.

إن ضرب أمثلة كهذه هو خلط من وجوه:

1. بين الراوي الذي لم يرو عنه إلا رجل واحد كعبد الله بن السائب، لم يرو عنه إلا ابن أبي ذئب، وبين الرواة الذين اشتهروا بالرواية عن بعضهم البعض، ولهم أحاديث كثيرة، ولكنهم تفردوا برواية حديث عن باقي الرواة. وذلك أن الراوي في الأول ليس له تلميذ غيره، وفي الثاني لهم تلامذة وشيوخ غيرهم، وهم أقوياء في البعض دون البعض فينتقى:

مثالكم الأول:

محمد بن المنكدر عن جابر تفردوا برواية الدعاء عقب الأذان هنا.

لكنهم لهم أحاديث أخرى منها:

ما رواه أبو داود: حدثنا موسى بن سهل أبو عمران الرملي، ثنا علي بن عياش، ثنا شعيب بن أبي حمزة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر قال: كان آخر الأمرين من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ترك الوضوء ممَّا غيَّرت النار.

وما رواه النسائي: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أخبرنا أَبُو حَيْوَةَ قَالَ: حَدّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ مُحَمّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ عَنِ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم: "كَانَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: اللّهُمّ لَكَ سَجَدْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَلَكَ أَسْلَمْتُ وَأَنْتَ رَبّي سَجَدَ وَجْهِي لِلّذِي خَلَقَهُ وَصَوّرَهُ وَشَقّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ تَبَارَكَ اللّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ".

وفوق هذا كله لقد توبع ابن المنكدر على حديثنا هذا:

قال في الفتح (2/ 64)

" ذكر الترمذي أن شعيبا تفرد به عن ابن المنكدر فهو غريب مع صحته , وقد توبع ابن المنكدر عليه عن جابر أخرجه الطبراني في الأوسط من طريق أبي الزبير عن جابر نحوه , ووقع في زوائد الإسماعيلي: أخبرني ابن المنكدر."

مثالكم الثاني:

حديث "إنما الأعمال بالنيات" وهو عن محمد بن إبراهيم عن علقمة بن وقاص عن عمر:

قلت للرواة أحاديث أخرى:

ففي صحيح مسلم:

و حدثنا ابن نمير حدثنا محمد بن بشر حدثنا محمد بن عمرو حدثني محمد بن إبراهيم عن علقمة بن وقاص قال قلت لعائشة كيف كان يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الركعتين وهو جالس قالت كان يقرأ فيهما فإذا أراد أن يركع قام فركع

وفي أبي داود

حدثنا موسى بن إسمعيل حدثنا حماد عن محمد بن عمرو عن محمد بن إبراهيم عن علقمة بن وقاص عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر بتسع ركعات ثم أوتر بسبع ركعات وركع ركعتين وهو جالس بعد الوتر يقرأ فيهما فإذا أراد أن يركع قام فركع ثم سجد

وغيرها وهذا على سبيل المثال فقط لا الحصر.

وهذه أحاديث شاركوا فيها الآخرين، واشتهروا بالرواية عن بعض، وتفردوا في تلك، فلا يضر فهم أثبات في بعضهم البعض.

2. إن قبول الروايات من الرواة المشاهير لا يكون قبول رواياتهم على الإطلاق حتى ننظر في من روى عنهم.

مثال في ابن أبي ذئب وهو من الأثبات:

قال مسلم في التمييز: فأما ابن أبي ذئب فلم يذكر ابن أبي فديك السعاية عنه في خبره، وهو سماع الحجازيين، فلعل ابن أبي بكير حين ذكر عنه السعاية كان قد لقن اللفظ؛ لأن سماعه عن ابن أبي ذئب بالعراق فيما نرى، وفي حديث العراقيين عنه كثير.

مثال في رواية محمد بن المنكدر:

قال البخاري أيضا روى عنه الوليد بن مسلم وعمرو بن أبي سلمة مناكير عن ابن المنكدر شرح العلل (2/ 616)

يقصد كحديث الترمذي:

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015