....... فدل ذلك على اتحاد قصتهما، وقد ثبت في هذه ما ثبت في تلك من قوله إنك لجريء، ومن قوله: ((فقال اللهم حوالينا ولا علينا)) وغير ذلك، وظهر بذلك أن أسباط بن نصر لم يغلط في الزيادة المذكورة ولم ينتقل من حديث إلى حديث، وسياق كعب بن مرة يشعر بأن ذلك وقع في المدينة بقوله: ((استنصرت الله فنصرك)) لأن كلاً منهما كان بالمدينة بعد الهجرة، لكن لا يلزم من ذلك اتحاد هذه القصة مع قصة أنس، بل قصة أنس واقعة أخرى لأن في رواية أنس ((فلم يزل على المنبر حتى مطروا)) وفي هذه ((فما كان إلا جمعة أو نحوها حتى مطروا)) والسائل في هذه القصة غير السائل في تلك فهما قصتان وقع في كل منهما طلب الدعاء بالاستسقاء ثم طلب الدعاء بالاستصحاء، وإن ثبت أن كعب بن مرة أسلم قبل الهجرة حمل قوله: ((استنصرت الله فنصرك)) على النصر بإجابة دعائه عليهم، وزال الإشكال المتقدم والله أعلم. وإني ليكثر تعجبي من كثرة إقدام الدمياطي على تغليط ما في الصحيح بمجرد التوهم، مع إمكان التصويب بمزيد التأمل والتنقيب عن الطرق، وجمع ما ورد في الباب من اختلاف الألفاظ، فلله الحمد على ما علم وأنعم اهـ
وقال أيضا في الفتح 2/ 494
تنبيه وقع في السياق عن عبد الله بن الحارث ابن عم محمد بن سيرين وأنكره الدمياطي فقال كان زوج بنت سيرين فهو صهر ابن سيرين لا ابن عمه. قلت: ما المانع أن يكون بين سيرين والحارث أخوة من رضاع ونحوه فلا ينبغي تغليط الرواية الصحيحة مع وجود الاحتمال المقبول اهـ
وقال أيضا في الفتح 9/ 493 - 494
قال الدمياطي والذي وقع في البخاري من أنها بنت أبي وهم. قلت: ولا يليق إطلاق كونه وهما فإن الذي وقع فيه أخت عبد الله بن أبي وهي أخت عبد الله بلا شك لكن نسب أخوها في هذه الرواية إلى جده أبي كما نسبت هي في رواية قتادة إلى جدتها سلول فبهذا يجمع بين المختلف من ذلك.
وأما ابن الأثير وتبعه النووي فجزما بأن قول من قال إنها بنت عبد الله بن أبي وهم وأن الصواب أنها أخت عبد الله بن أبي، وليس كما قالا، بل الجمع أولى، وجمع بعضهم باتحاد اسم المرأة وعمتها وأن ثابتا خالع الثنتين واحدة بعد أخرى ولا يخفى بعده ولا سيما مع اتحاد المخرج.
وقد كثرت نسبة الشخص إلى جده إذا كان مشهورا.
والأصل عدم التعدد حتى يثبت صريحا اهـ.
ومن أخطاء الدمياطي في الصحيح ـ وكثير منها في بيان أسماء الرواة ـ:
قال في الفتح 2/ 138
قوله حدثني إسحاق لم أره منسوبا وتردد فيه الجياني وهو عندي ابن إبراهيم الحنظلي المعروف بابن راهويه كما جزم به المزي ويدل عليه تعبيره بقوله أخبرنا فإنه لا يقول قط حدثنا بخلاف إسحاق بن منصور وإسحاق بن نصر وأما ما وقع بخط الدمياطي أنه الواسطي ثم فسره بأنه ابن شاهين فليس بصواب لأنه لا يعرف له عن أبي أسامة شيء لأن أبا أسامة كوفي وليس في شيوخ ابن شاهين أحد من أهل الكوفة اهـ.
قلت: ذكرت هذا الخطأ هنا وهو ليس على شرط الشيخ أبي عمر حفظه الله لكن لما فيه من الفائدة في تمييز إسحاق غير منسوب عند الإمام البخاري.
وليس معنى ما قلت ُ: أن أكثر كلام الحافظ الدمياطي أوهام وأخطاء بل كثيرا ما يوافقه الحافظ رحمهما الله تعالى.
سؤال
هل كتاب الدمياطي مطبوع
وإن كان فأين
محبكم أبو بكر
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 11 - 04, 07:01 م]ـ
بارك الله في الشيخ المفيد ماهر علوش
وجزاكم الله خيرا على هذه النقولات والفوائد
والكتاب لاأعلم ان أحدا طبعه، ولكن لعل الشيخ ماهر علوش يقوم بجمع هذه الفوائد الموجودة في الطبقات للسبكي ويكتب عليها عددا من التعليقات ويبحث عن نسخ خطية إن وجد لها وإلا فيكفي نقلها من الطبقات ثم يقوم بطبعها وإفادة طلاب العلم بها.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[05 - 12 - 04, 06:41 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
الدمياطي علامة في النسب والمغازي والسير
وطريقة ابن حجر وغيره من المتأخرين في الجمع فيها نظر
والأصل اما أن يكون الحرف المختلف فيه صحيحا أو لا
الدمياطي يحكم بعلمه بالأنساب والمغازي بأن هذا لايصح
والخطأ وراد عليه وقد يكون هناك اختلاف بين أهل التاريخ والنسب
ويكون الدمياطي اختار أحد تلك الأقاويل
الخ
نعم قد يصح الجمع في روايات متقاربة
عموما مسألة الجمع تحتاج مزيد بحث واستخراج طرق الجمع بين الروايات
فقول الشراح هذا صحيح وهذا صحيح ويمكن الجمع ونحو ذلك
ويكون في بعض ذلك تكلف ظاهر
أو قولهم قاله فلان وفلان ويمكن أن يكون رواه فلان الأوسي وفلان الخزرجي
القصة واحدة اما أن يكون الأوسي رواه أو الخزرجي
وهكذا قولهم يمكن أن يكون في السنة الثانية وفي السنة الخامسة
الحدث حصل مرة واحدة
ولكنهم يقولون بالتعدد كل ذلك لاختلاف حرف أو زيادة كلمة
وهكذا
ومسألة الجمع يحتاج الى موضوع مستقل
وهذا الجمع الذي فيه نظر موجود حتى عند ابن حبان رحمه الله
بل احيانا عند ابن خزيمة رحمه الله ورضي عنه
¥