قال الثوري: ما بالكوفة آمن على الحديث من منصور وقال أيضا: هؤلاء الأعين الذين لايشك فيهم وذكر منهم منصور بن المعتمر العابد الثقة
وقال أحمد: أثبت الناس في إبراهيم الحكم ثم منصور
قال العجلي: ثقة ثبت في الحديث كان أثبت أهل الكوفة لايختلف فيه أحد رجل صالح كان فيه تشيع قليل ولم يكن بغال 000الخ تهذيب التهذيب (4/ 160)
قلت: فهل إذا روى منصور رواية في فضل أهل البيت نتوقف فيها بدعوى أنه شيعي؟! وكذلك أبو إسحاق السبيعي والأعمش والحكم وابن أبي ليلى وعدي ين ثابت وزبيد اليامي وعبثر بن القاسم وغيرهم كثير، لاأظن أن منصفا عارفا بالحديث يتوقف في رواية هؤلاء!!
قال المعلمي رحمه الله رداًعلى الجوزجاني: فإن في الكوفيين المنسوبين للتشيع جماعة أجلة اتفق أئمة أهل السنة على توثيقهم وحسن الثناء عليهم وقبول روياتهم وتفضيلهم على كثير على كثير من الثقات الذين لم ينسبوا للتشيع 000الخ التنكيل (46)
قلت: ولم يفرق أهل الحديث المتقدمين في قبول رواية هؤلاء بين ما رووه في فضائل أهل البيت وما رووه في غيرهم بل قبلوا روايتهم من غير تفصيل حتى جاء الجوزجاني! وحصل الخلاف في تفسير كلامه وأظن أن الجوزجاني كان شديد العبارة لكنه لم يخالف من سبقه وقصد الجوزجاني رد أحاديث هؤلاء الثقات إذا كانت عن شيوخهم الضعفاء أو كانت غير متصلة الإسناد كأن يكون فيها انقطاع أو تدليس أو إرسال وما سوى ذلك فروايتهم مقبولةحتى لو كانت مؤيدة لبدعتهم في الظاهر والله أعلم
المسألة الرابعة:مسألةالاضطراب.
قلت: لايوجد في الحديث اضطراب ورواية أبي الضحى مسلم بن صبيح موضحة لرواية مسلم ومبينة له ولايوجد هناك أي تعارض فرواية مسلم بلفظ _ (وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله 000ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي 00الخ
وأما رواية أبي الضحى عن زيد بن أرقم قال قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض. المستدرك وصححه على شرط الشيخين والمعرفة والتاريخ والطبراني في الكبير والطحاوي في المشكل وغيرهم كثير
وذكر الفسوي في المعرفة أكثر من طريق له مما يدل على شهرة الحديث تفوق شهرة كثير من الأحاديث الصحيحة المتداولة على الألسنة!
و تقدم رواية جرير الضبي على رواية أبي الجحاف لأنه أوثق منه
ورواه أبو الطفيل عن زيد بن أرقم وهذه متابعة جيدة لرواية أبي الضحى وإن كان فيها حبيب بن أبي ثابت لكنه لم ينفرد به فقد تابعه فطر بن خليفة عن أبي الطفيل
قال السخاوي: وفي الباب عن جابر وحذيفة بن أسيد وخزيمة بن ثابت وزيد بن ثابت وعبد الرحمن بن عوف وعقبة بن عامر وغيرهم كثير 00الخ. استجلاب ارتقاء الغرف
وذكر الألباني رحمه الله أكثر من طريق له في كتابه السلسلة (4/ 333)
وكون البخاري لم يخرج للحسن بن عبيد الله النخعي لايلزم من ذلك ضعف الراوي أو المروي وإنما العبرة بدراسة الإسناد دراسة علمية بعيدة عن العاطفة أو التحامل
وهذا لايمكن أن نختلف فيه إن شاء الله والحكم على حديث (الثقلين) بالاضطراب سواء كان من رواية أبي الضحى أو رواية غيره غير صحيح إطلاقا والحديث صحيح إن شاء الله لاشك في ذلك ولا ريب ولا أظن أن منصفا عارفا بالحديث إلا ويسلم بصحة الحديث لكثرة طرقه وسلامته من العلل القادحة
ا
لمسألة الخامسة: وأما متن الحديث قال السخاوي: فالثقلان كتاب الله والعترة الطيبة إنما سماهما بذلك إعظاما لقدرهما وتفخيما لشأنهما فإنه يقال لكل شيء خطير نفيس: ثقيل وأيضا فلأن الأخذ بهما والعمل بهما ثقيل
ومنه قوله تعالى (سنلقي عليك قولا ثقيلا) أي له وزن وقدر أو لأنه لايؤدى إلا بتكلف ما يثقل وكذا قيل للجن والإنس الثقلان لمونهما قطان الأرض وفضلا بالتمييز على سائر الحيوان وناهيك بهذا الحديث فخرا لأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وتتضمن الحث على المودة لهم والإحسام إليهخم والمحافظة بهم واحترامهم وإكرامهم وتأدية حقوقهم الواجبة والمستحبة فإنهم من ذرية طاهرة من أشرف من وجد على وجه الأرض فخرا وحسبا ونسبا لاسيما إذا كانوا متبعين للسنة النبوية الصحيحة الواضحة الجليةكما كان عليه سلفهم كالعباس وبنيه وعلي وآل بيته وذويه رضي الله عنهم 000الخ
قلت: هذا ما لدي باختصار شديد جدا وأرجو من الإخوة الفضلاء أن يتقبلوا هذا النقد بصدر رحب وصلى الله على محمد وآله وسلم
ار مكونة من عدة مسائل
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[03 - 04 - 04, 11:26 ص]ـ
جزى الله الشيخ أبو حاتم خير الجزاء على ما تفضل به
والظاهر أنك فهمت من كلامي نفي سماع أبي الضحى من زيد، فلعلك تتأمل في ما ذكرته مرة ثانية بارك الله فيك حتى يتبين لك الأمر
الأمر الثاني يحتاج إلى تأمل في طرق الحديث فالمخرج واحد والحديث واحد، وقد اختار الإمام مسلم رحمه الله اللفظ الصحيح وخرجه في صحيحه
وأما الألفاظ الأخرى فلا تصح.
والتصحيح بكثرة الطرق الواهية والمعلولة ليس من طريقة العلماء المتقدمين، وكل هذه الطرق لاتخلو من علة قادحة.
¥