157 / (الكامل) (64/ 2) عن الحارث بن سريج وحده ثم قال عقبه: (وهذا الحديث معروف بمحمد بن المنهال عن يزيد بن زريع، وأظن أن الحارث هذا سرقه منه، ولا أعلم يرويه عن يزيد بن زريع غيرهما، ورواه ابن أبي عدي وجماعة معه عن شعبة موقوفا). قلت: يزيد بن زريع احتج به الشيخان، وهو ثقة ثبت ومثله محمد بن المنهال احتج به الشيخان أيضا وهو ثقة حافظ كما في (التقريب) وكان أثبت الناس في يزيد بن زريع كما قال ابن عدي عن أبي يعلى، فالقلب يطمئن لصحة حديثه، ولا يضره وقف من أوقفه على شعبة، لان الراوي قد ينشط تارة فيرفع الحديث، ولا ينشط تارة فيوقفه فمن حفظ حجة على من لم يحفظ، ولهذا قال الحاكم: (صحيح على شرط الشيخين). ووافقه الذهبي (1). والحديث قال الحافظ في (التلخيص) (ص 201 - 202): (رواه ابن خزيمة والاسماعيلي في (مسند الاعمش) والحاكم والبيهقي وابن حزم وصححه والخطيب في (التاريخ). . . قال ابن خزيمة: الصحيح موقوف. وأخرجه كذلك من رواية ابن أبي عدي، وقال البيهقي: تفرد برفعه محمد بن المنهال، ورواه الثوري عن شعبة موقوفا. قلت: لكن هو عند الاسماعيلي والخطيب عن الحارث بن سريج عن يزيد ابن زريع متابعة لمحمد بن المنهال، ويؤيد رفعه ما رواه ابن أبى شيبة في مصنفه: نا أبو معاوية عن الاعمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس قال: احفظوا عني، ولا تقولوا قال ابن عباس فذكره. وهذا ظاهره أنه أراد أنه مرفوع، فلذا نهاهم عن نسبته إليه، وفي الباب عن جابر أخرجه ابن عدي بلفظ: (لو حج صغير حجة، لكان عليه حجة أخرى) الحديث. وسنده * (هامش) * (1) وصححه أيضا عبد الحق في (الاحكام) (106/ 2) لكنه توقف في صحة السند إلى يزيد بن زريع لانه لم يفف عليه، لانه نقله عن ابن حزم، وقد ابتدا به من عند يزيد وصححه ابن دقيق العيد، فاورده في (الالمام) (رقم 635). / صفحة 158 / ضعيف، وأخرجه أبو داود في (المراسيل) عن محمد بن كعب القرظي نحو حديث ابن عباس مرسلا، وفيه راو مبهم). قلت: حديث القرظي رواه أيضا سعيد بن منصور في (سننه) كما في (المغني) (3/ 248). وحديث جابر أخرجه ابن عدي في (الكامل) (111/ 1) في ترجمة حرام ابن عثمان الانصاري عن عبد الرحمن ومحمد ابني جابر عن أبيهما جابر به وتمامه: (. . . إذا بلغ ان استطاع إليه سبيلا، ولو حج المملوك عشرا، لكانت عليه حجة إذا عتق ان استطاع إليها سبيلا، ولو حج الاعرابي عشرا لكانت عليه حجة إذا بلغ إن استطاع إليه سبيلا، وإذا هاجر). وساق له أحاديث أخرى وقال: (عامة أحاديثه مناكير). قلت: وهو ضعيف جدا، قال الذهبي في (الضعفاء): (متروك باتفاق، مبتدع). قلت: لكنه لم يتفرد به، فقال الطيالسي في (مسنده) (1767): (حدثنا اليمان أبو حذيفة، وخارجة بن مصعب، فأما خارجة فحدثنا عن حرام بن عثمان عن أبي عتيق عن جابر، وأما اليمان فحدثنا عن أبى عبس عن جابر أن رسول الله (ص) قال: فذكره الا أنه قال: (لو أن صبيا حج عشر حجج. . .) كما قال في الاخرين. لكن اليمان هذا وهو ابن المغيرة ضعفوه كما قال الذهبي في (الضعفاء). وقال الحافظ في (التقريب): (ضعيف). وحديث محمد بن المنهال يظهر أن له متابعا آخر فقد قال ابن الملقن في (خلاصة البدر المنير) (104/ 1) بعد أن أقر تصحيح الحكم إياه: / صفحة 159 / (وقال أبو محمد بن حزم: رواته ثقات، وقال البيهقي: تفرد برفعه محمد بن المنهال عن يزيد بن زريع. قلت: لم يتفرد، بل تابعه عليه ثقتان كما ذكرته في (الاصل)). يعني (البدر المنير) ولم أقف عليه، لنتعرف على الثقة الاخر، وأما الثقة الاول فهو فيما يبدو حارث بن سريج المتقدم وهو مختلف فيه فقد وثقه ابن معين وابن حبان والازدي وضعفه آخرون منهم ابن معين في رواية. وخلاصته: أن الحديث صحيح الاسناد مرفوعا، وموقوفا، وللمرفوع شواهد ومتابعات يتقوى بها. (تنبيه) من التخريج السابق يتبين للباحث المتأمل أن عزو المصنف لهذا الحديث عن ابن عباس للشافعي والطيالسي لا يخلو من شئ، فإن الاول منهما، إنما أخرجه موقوفا، والاخر لم يخرجه عنه أصلا، وإنما رواه عن جابر رضي الله عنهما.