بينما ذهب بعض أهل العلم إلى أنه لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة المسجد الحرام ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم والمسجد الأقصى.

وفي ذلك حديث رواه البيهقي في سننه والطحاوي في مشكل الآثار عن حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة)).

وهذا الخبر معلول ولا يصح رفعه والمحفوظ أنه من قول حذيفة رواه عبد الرازق في المصنف (4/ 348).

ويجاب عنه بأنه خلاف عموم الآية ولا يجوز تقييدها بمثل هذا.

الوجه الثاني: أن أكابر الصحابة على خلافه فقد أفتى علي بن أبي طالب وعائشة وابن عباس بالاعتكاف في كل مسجد تقام فيه الجماعة ولم يثبت عن أحد من الصحابة مخالف في ذلك بل كان هذا العمل مشهوراً بينهم في كل الأمصار دون نكير، إلا ما جاء عن حذيفة رضي الله عنه والله أعلم.

قاله: سليمان بن ناصر العلوان (11/ 9 / 1421هـ).

كتب في: 01 - 12 - 2001 06:04 صلى الله عليه وسلمM

قال عبدالرحمن الفقيه

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك

بالنسبة للتفريق في الاعتكاف بين رمضان وغيره ففيه نظر لعموم الأدلة والله أعلم

وبالنسبة لترجيح الرفع أو الوقف في الحديث

فقد يرجح جانب الوقف والله أعلم

وبالنسبة لرواية محمد بن الفرج في معجم شيوخ الاسماعيلي فيحتاج لها الى تحرير أكثر فشيخ الاسماعيلي أبو الفضل العباس بن أحمد الوشاء قال فيه الخطيب البغدادي في التاريخ (أحد الشيوخ الصالحين) وهذا كما تعلم لايعتبر توثيقا

فتصبح روايات الرفع عن محمود بن آدم وهشام بن عمار وسعيد بن منصور

وبالنسبة لهشام بن عمار فهو صدوق وقد تكلم فيه بعض أهل العلم قال أبو حام كما في العلل (1482) لما كبر تغير وقال أيضا (1899) كان هشام بأخرة كانوا يلقنونه أشياء فليقن))

وتكلم كذلك أبوداود كما في سؤالات الآجريقال (حدث هشام بأرجح من أربع مائة حديث ليس لها أصل مسندة 00000قال هشام بن عمار حديثي قد روى فلا أبالي من حمل خطأ)

وقال عنه الامام أحمد (طياش خفيف)

ويمكن مراجعة تهذيب الكمال (30/ 247)

وبالنسبة لسعيد بن منصور فهو ثقة حافظ وقد كان الحميدي يخطئه في الشيء بعد الشيء من رواية ما يروى عن سفيان) كما في المعرفة والتاريخ للفسوى (2/ 222و178)

وبالنسبة لمن رواه موقوفا

فمنهم محمد بن يحي بن أبي عمر العدني صاحب المسند

وهذا الراوي ثقة وهو كثيرا جدا ما يروى عن سفيان بن عيينة حتلى في صحيح مسلم تجد له روايات كثيرة عن سفيان وفي زوائد مسنده كما في المطالب العلالية لابن حجر

وبالنسبة لرواية النخعي للرواية الموقوفة فروايته فيها عن ابن مسعود وان كان لم يلقه الا أن روايته عن لها حكم الاتصال

كما في تهذيب الكمال عن النخعي (أنه قال اذا حدثتكم عن عبدالله فهو الذي سمعت واذا قلت قال عبدالله فهو عن غير واحد عن عبدالله)

ويمكن مراجعة حاشية فتح الباري لابن رجب (8/ 428_429) والامام لابن دقيق العيد (2/ 357و505) وجامع التحصيل ص 141 وشرح العلل1/ 294

فهذه قد ترجح جانب الوقف

وعلى القول بالوقف فقولك وفقك الله (

) وفي المقابل، فإنّ ممّا يعضّد رواية الرّفع: أن حذيفة بن اليمان (رضي الله عنه) ذكر حكماً شرعياً ما كان له أن يأتي به من عند نفسه، فلا بد إذن أن يكون قد سمعه من النبي (عليه الصلاة والسلام)، انظر (السلسلة الصحيحة 2786).)

فقولك هذا فيه نظر لأن المسألة مما يسوغ فيها الاجتهاد وقول الصحابي يعتبر له حكم الرفع اذا كان في الأمور المستقبلية أو في ما لامجال للاجتهاد فيه وكان معروفا بعد الأخذ عن أهل الكتاب

أما في هذه الحالة فيمكن أن حذيفة رضي الله عنه اجتهد فيها

وقد ذكر بعضهم أنه لعله اشتبه عليه حديث شد الرحال الى المساجد الثلاثة

والله تعالى أعلم

عبدالرحمن بن عمر الفقيه

مكة المكرمة

كتب في: 06 - 12 - 2001 08:42 PM

قال هيثم حمدان

جزاك الله خيراً أخي الفقيه وبارك فيك وزادنا وإيّاك علماً وهدىً وتوفيقاً.

1) أخي الكريم أين روى النخعي هذا الحديث عن ابن مسعود بصيغة التّحديث؟

2) أشكلت علي (أخي الكريم) عبارة النخعي: "إذا حدّثتكم عن رجل عن عبدالله فهو الذي سمعت، وإذا قلت: قال عبدالله فهو عن غير واحد عن عبدالله".

ما المقصود منها؟ وكيف نعطي ما حدّث به النخعي عن ابن مسعود حكم الاتّصال مع أنّ النخعي قد أقرّ بوجود رجل بينهما؟

وجزاك الله خيراً.

كتب في: 07 - 12 - 2001 03:53 PM

قال عبدالرحمن الفقيه

بالنسبة بارك الله فيك لأبراهيم النخعي فروايته عن ابن مسعود لها حكم الاتصال لأنه صرح أنه اذا قال حدثني عبد الله فهو الذي ذكر من الرواة واذا قال قال عبدالله فهو عن غير واحد عن عبدالله وأصحاب عبدالله الذين يروى عنهم النخعي معروفون فيكون مرسله عن ابن مسعود قوي

وهذا ما ذكره عدد من أهل العلم منهم البيهقي

وقد كان الشيخ الألباني رحمه الله يضعف رواية النخعي عن ابن مسعود فلما وقف على قوله هذا رجع عن تضعيفها وقد صرح به في بعض كتبه

وعلى سبيل المثال قال في ارواء الغليل (2/ 131) (وهذا اسناد صحيح وان كان ظاهره الانقطاع لما عرف من ترجمة ابراهيم وهو النخعي فيما يرويه عن ابن مسعود بدون واسطة أنه انما يفعل ذلك اذا كان بينه وبين ابن مسعود أكثر من واحد من التابعين من أصحاب ابن مسعود ولذلك صرح الحافظ بصحة اسناده كما تقدم) انتهى

وقال في السلسة الصحيحة (6/ 2/1261) (وكذلك هو من طريق ابراهيم وهو ابن يزيد النخعي وهو وان كان لم يسمع من ابن مسعود فمن المعروف من ترجمته أن ما ارسله عنه فهو صحيح) انتهى

والله تعالى أعلم

عبدالرحمن بن عمر الفقيه

مكة المكرمة

كتب في: 07 - 12 - 2001 10:39 PM

قال هيثم حمدان

وفقك الله وبارك فيك.

بقي لدي سؤال وهو: إذا قال النخعي: "قال ابن مسعود" هل نحكم على الرواية بالصحّة بعد أن ثبت عندنا أن لها حكم الاتصال؟

كتب في: 08 - 12 - 2001 08:15 صلى الله عليه وسلمM

قال عبدالرحمن الفقيه

نعم يحكم على الرواية بالصحة

قال العلائي في جامع التحصيل ص 141 (وجماعة من الأئمة صححوا مراسيله كما تقدم وخص البيهقي ذلك بما ارسله عن ابن مسعود)

والله تعالى أعلم.

عبدالرحمن بن عمر الفقيه

مكة المكرمة

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015