فهذا البيهقي -رحمه الله- نحن نعرف البيهقي ينتسب إلى مذهب من؟ ينتسب إلى مذهب الشافعي، فربما في الجواب عن بعض الأحاديث تكلف إذا خالفت مذهب من؟ ربما يعني وقع منه، فهو يقول -الذي وقفت عليه من عباراته أنه يقول- هذا بمعنى المرسل، هذا بمعنى المرسل.

ويقول: ناقشوه في ذلك، وقالوا: إن التابعي إذا روى عن صحابي -وإن لم يسمه- فإن هذا لا يضر؛ لأن الصحابة -يعني- عدول، ولا تضر جهالتهم، لكن أنبه هنا إلى أن البيهقي -رحمه الله- يحتمل -يعني والله أعلم- أنه لا يقصد -يعني- ما فهموه من كلامه.

وإنما -يعني- يحتمل أن يكون كلامه له معنى آخر، وهو أن التابعي إذا قال: عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو الآن في حكم المرسل؛ لأنه لا يدرى هل هذا التابع لقي هذا الصحابي أو لا؟ لأن الصحابي الآن نعرفه أو لا نعرفه؟ لا نعرفه، فالذي -يعني- يحتمل أن يكون هذا مراده، وليس مراده أن الصحابي لم يسم، فهو بمعنى المرسل، يحتمل هذا -والله أعلم.

إن كان -يعني- كلامه يحتمل هذا، وإلا فكما قال ابن كثير: إن كان يذهب مع هذا إلى أنه ليس بحجة فيلزمه أن يكون مرسل الصحابة أيضا ليس بحجة، وهو لا يقول بهذا البيهقي، مراد ابن كثير أنه إذا كنت لا تقول بهذا فلا تسم ما لم يسم فيه الصحابي لا تجعله مرسلا.

هذا من الإلزام، الإلزام في الحجة، هو يقول له: أنت تقبل مراسيل الصحابة وتجعلها حجة، فإذن إذا لم يسم الصحابي من أي باب هذا الإلزام؟ من جهة أن الصحابي إذا أرسل أسقط من؟ صحابيا، ونحن لا نعرفه، فإذا قال التابعي: عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -.

فنحن الآن لا نعرفه، فيلزمك أن تقبله كما قبلت مرسل الصحابي، أنا أقول: يحتمل أن يكون كلام البيهقي ما ذكرته قبل قليل: أن التابعي إذا قال: عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فيحتمل أن يكون الآن منقطعا لاحتمال؛ لأننا لا نعرف من هو الصحابي، فلا نتأكد أن هذا التابعي سمع منه أو لم يسمع منه، فيكون في حكم المرسل، هذا الذي احتمل كلام البيهقي، وأنا ذكرت قبل قليل أن البيهقي -رحمه الله- ربما، ربما يعني في بعض الأحاديث، ربما يتكلف الرد. نعم.

والله تعالى أعلم.

ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[28 - 12 - 10, 11:57 ص]ـ

وفي شرح التبصرة أن مراسيل الصحابة حكمها حكم الموصول. والله أعلم.

ـ[أبو زيد محمد بن علي]ــــــــ[28 - 12 - 10, 12:13 م]ـ

وفي شرح التبصرة أن مراسيل الصحابة حكمها حكم الموصول. والله أعلم.

جزاك الله خيرا

أخي الحبيب

موضوعنا ليس في مرسل الصحابي بداية؟

وأنا لم أختلف في قبول مرسل الصحابي بل هي مقبولة باتفاق (كما قرر سابقا)!!

أي أن من ثبتت له الصحبة وأرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم (لكن يلزم منه أن يكون مميزا أو سمع منه بعض الأحاديث كابن عباس وأنس) كما سبق في النقول عن غير واحد من الأئمة الذين نقلنا نصوصهم

وكلامنا هنا ليس عمن تثبت له شرف الصحبة هذا بحث؟؟؟

وحكم الرواية هل مقبولة أو مردودة أو مرسله تعامل معاملة المرسل هذا بحث آخر

والله الموفق لا رب سواه

ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[28 - 12 - 10, 12:26 م]ـ

أخي الحبيب إنما الكلام المذكور ليس في التمييز بين الذي حظي بشرف الصحبة هل تقبل روايتهُ ام لا , وإنما كان تقريراً عن مراسيل الصحابة من حيث القبول أو الرد وهذا مبتغاي أما الموضوع فنعم أنا خرجت عليه ولكن هذا للفائدة أخي الحبيب أبو زيد , ولعلنا نورد الكلام بإذن الله تعالى حول من حظي بالصحبة هل يشترط التمييز في قبول مرسل الصحابي أم أن غير المميز يقبل إرسالهُ. أليس هذا نقطة المبحث أخي.؟؟

ـ[أبو زيد محمد بن علي]ــــــــ[28 - 12 - 10, 12:33 م]ـ

ولعلنا نورد الكلام بإذن الله تعالى حول من حظي بالصحبة هل يشترط التمييز في قبول مرسل الصحابي أم أن غير المميز يقبل إرسالهُ. أليس هذا نقطة المبحث أخي.؟؟

نعم

وللتوضيح

هل من اطلق عليه [لقب صحابي] وكان غير مميزا

ثم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مالم يسمعه منه (وهو واضح)

هل تُعد روايته من مراسيل الصحابة

أم هي مرسله كالتابعين؟؟

وقد سبق في كلامي نقل نصوص صريحة بإلحاق هذا القسم بالمرسل

مثل

اليواقيت والدرر شرح شرح نخبة الفكر (1/ 506):

ومن رأى المصطفى غير مميز كمحمد بن أبي بكر (فإنه صحابي)، وحكم روايته حكم المرسل لا الموصول، ولا يأتي فيه ما قيل في مراسيل الصحابة، لأن أكثر رواية هذا وشبهه عن التابعين بخلاف الصحابي الذي أدرك وسمع.

توجيه النظر إلى أصول الأثر (2/ 561):

وَأما مَرَاسِيل من أحضر إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم غير مُمَيّز كعبيد الله بن عدي بن الْخِيَار فَلَا يُمكن أَن يُقَال إِنَّهَا مَقْبُولَة كمراسيل الصَّحَابَة لِأَن رِوَايَة الصَّحَابَة إِمَّا أَن تكون عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَو عَن صَحَابِيّ وَالْكل مَقْبُول

والله الموفق

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015