ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[24 - 09 - 10, 01:16 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الحبيب أمجد
وهذه قصة طريفة أهديها لك
معرفةُ عللِ الحديثِ ليس ادعاءً للغيب!
قَالَ ابنُ أبي حَاتِم -رحمه الله-:
سمعتُ أبى رحمه الله يقولُ: جاءني رجلٌ من جِلةِ أصحابِ الرأي مِنْ أهلِ الفهم منهم، وَمَعَه دفترٌ فعرضه علىَّ، فقلتُ في بعضها: هذا حديثٌ خطأ قد دَخَل لصاحبه حديثٌ في حَدِيث، وقلتُ في بعضه: هذا حديثٌ باطل، وقلتُ في بعضه: هذا حديثٌ منكر، وقلتُ في بعضهِ: هذا حديثٌ كذب، وسائرُ ذلك أحاديثُ صحاح.
فَقَالَ: من أين علمتَ أنّ هذا خطأ، وأنَّ هذا باطل، وأنّ هذا كذب، أخبرك راوي هذا الكتاب بأني غلطتُ وأني كذبتُ في حَدِيث كذا؟
فقلتُ: لا ما أدري هذا الجزء من رواية مَنْ هو، غير أنى أعلم أن هذا خطأ، وأنّ هذا الحَدِيث باطل، وأن هذا الحَدِيث كذب.
فَقَالَ: تدعى الغيب؟
قَالَ قلت: ما هذا ادعاء الغيب.
قَالَ: فما الدليل على ما تقول؟
قلتُ: سلْ عما قلتُ من يحسن مثل ما أحسن فإن اتفقنا علمتَ أنَّا لم نجازف ولم نقله إلا بفهم.
قَالَ: من هو الذي يحسن مثل ما تحسن؟
قلتُ: أبو زُرْعة، قَالَ: ويقولُ أبو زُرْعة مثل ما قلتَ؟ قلت: نعم، قَالَ: هذا عجب.
فأخذ فكتب في كاغذ ألفاظي في تلك الأحاديث، ثم رجع إليّ وقد كتب ألفاظ ما تكلم به أبا زُرْعة في تلك الأحاديث فما قلت إنه باطل قَالَ أبو زُرْعة: هو كذب، قلتُ: الكذب والباطل واحد، وما قلت إنه كذب قَالَ أبو زُرْعة: هو باطل، وما قلت إنه منكر قَالَ: هو منكر كما قلتُ، وما قلت إنه صحاح قَالَ أبو زُرْعة: هو صحاح، فَقَالَ: ما أعجب هذا تتفقان من غير مواطأة فيما بينكما، فقلت: فقد علمت أنا لم نجازف، وإنما قلناه بعلم ومعرفة قد أوتينا، والدليل على صحة ما نقوله بأن ديناراً نَبْهَرَجا (مزورا) يحمل إلى الناقد فيقول هذا دينار نبهرج، ويقول لدينار: هو جيد، فان قيل له: من أين قلت إن هذا نبهرج هل كنت حاضرا حين بهرج هذا الدينار؟ قَالَ: لا فإن قيل له فأخبرك الرجل الذي بهرجه أني بهرجت هذا الدينار؟ قَالَ: لا، قيل: فمن أين قلتَ إن هذا نبهرج؟ قَالَ: علماً رزقت، وكذلك نحن رزقنا معرفة ذلك، قلتُ له: فتحمل فصّ ياقوت إلى واحدٍ من البصراء من الجوهريين فيقول: هذا زجاج، ويقول لمثله: هذا ياقوت، فإن قيل له: من أين علمت أن هذا زجاج وأن هذا ياقوت هل حضرت الموضع الذي صنع فيه هذا الزجاج؟ قَالَ: لا، قيل له: فهل أعلمك الذي صاغه بأنه صاغ هذا زجاجا، قَالَ: لا، قَالَ: فمن أين علمت؟ قَالَ: هذا علم رزقت، وكذلك نحن رزقنا علما لا يتهيأ لنا أن نخبرك كيف علمنا بأنّ هذا الحَدِيث كذب وهذا حَدِيث منكر إلا بما نعرفه
تقدمة الجرح والتعديل (ص349 - 351).
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[24 - 09 - 10, 07:53 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بعلمكم
- ذكر بعض الأخوة أن علم العلل ليس علما مستقلا عن علوم الحديث
وليس الأمر كذلك
وإن كان الأمر في هذا هين ولا مشاحة في الاصطلاح
قال أبو عبد الله الحاكم في المعرفة: ((ذكر النوع السابع والعشرين من علوم الحديث هذا النوع منه معرفة علل الحديث، وهو علم برأسه غير الصحيح والسقيم والجرح والتعديل…
فإنّ معرفة علل الحديث من أجل هذه العلوم)).
وقال الخطيب البغدادي: ((معرفةُ العلل أجل أنواع علم الحديث)).
- نبه بعض الأخوة على قلة من يفهم هذا العلم
َقال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: ((سمعت أبي يقول: جرى بيني وبين أبى زرعة يوماً تمييز الحديث ومعرفته، فجعل يذكر أحاديثَ ويذكر عللها، وكذلك كنتُ أذكر أحاديث خطأ وعللها وخطأ الشيوخ
فقال لي: يا أبا حاتم قلَّ من يفهم هذا! ما أعز هذا! إذا رفعت هذا من واحد واثنين فما أقلَّ من تجد من يحسنُ هذا!
وربما أشك في شيء أو يتخالجنى شيء في حديث فإلى أن التقى معكَ لا أجد من يشفينى منه
قال أبى: وكذاكَ كان أمري))
وقال ابن أبي حاتم أيضاً: ((سمعتُ أبي يقول: الذي كانَ يحسنُ صحيحَ الحديثِ من سقيمهِ وعنده تمييزُ ذلكَ ويحسنُ عللَ الحديثِ
أحمدُ بنُ حنبل ويحيى بن معين وعلي بنُ المديني وبعدهم أبو زرعه كان يحسنُ ذلكَ
قيل لأبي: فغير هؤلاء تعرف اليوم أحداً؟ قال: لا))
قال أبو عبد الله بن منده: إنّما خص الله بمعرفة هذه الأخبار نفر يسير من كثير ممن يدعي علم الحديث".
¥