قلت: لم أقف على كلام أبي زرعة، ولا هو ذكر تصحيح أبي حاتم سماع قتادة من عبد الله بن سرجس، وأخشى أن يكون العلائي وهم في هذا، فذكر أبا زرعة مكان أبي حاتم.

والله تعالى أجل وأعلم.

يتبع إن شاء الله ...........

ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[29 - 08 - 09, 01:45 م]ـ

سلام عليكم،

فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،

أما بعد،

فإنه يلزمنا أن ننظر فى قول الإمام أحمد الذي رواه عنه حرب بن إسماعيل (وقد وجدته بنصه في مسائل الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه برواية حرب، بتحقيق قاضي عفيف) وعنه أبو محمد بن أبي حاتم، في المراسيل:

قال أبو محمد بن أبي حاتم في المراسيل:

-619 أخبرنا حرب بن إسماعيل – فيما كتبإلي – قال: قال أحمد بن حنبل:

ما أعلم قتادة روى عن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسَلَّم، إلا عن أنس.

قيل: فابن سرجس؟

فكأنه لم يره سماعا.

(وهو في مسائل حرب بن إسماعيل، ص 467، ط دار الرشد بتحقيق القاضي ناصر بن سعود)

فقد ثبت بالدليل القاطع أن الإمام أحمد قد تراجع عن قوله: {ما أعلم قتادة روى عن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسَلَّم، إلا عن أنس}

فقد أثبت الإمام أحمد في المسند – وهو من آخر ما حَدَّث به الإمام أحمد – سماع قتادة من أبي الطفيل عامر بن واثلة:

قال - رحمه الله:

17321 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ قَالَ حَدَّثَنِى شُعْبَةُ قَالَ سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ - قَالَ حَجَّاجٌ فِي حَدِيثِهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ - قَالَ قَدِمَ مُعَاوِيَةُ وَابْنُ عَبَّاسٍ فَطَافَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَاسْتَلَمَ الأَرْكَانَ كُلَّهَا فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ إِنَّمَا اسْتَلَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الرُّكْنَيْنِ الْيَمَانِيَيْنِ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَيْسَ مِنْ أَرْكَانِهِ شَيْءٌ مَهْجُورٌ.

قَالَ حَجَّاجٌ قَالَ شُعْبَةُ النَّاسُ يَخْتَلِفُونَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ يَقُولُونَ مُعَاوِيَةُ هُوَ الَّذِي قَالَ لَيْسَ مِنَ الْبَيْتِ شَيْءٌ مَهْجُورٌ وَلَكِنَّهُ حَفِظَهُ مِنْ قَتَادَةَ هَكَذَا.

{4/ 95} معتلى 7272 مجمع 3/ 240

وقال الإمامُ مسلمٌ في صحيحه (كتاب الحج، باب 40)

3125 - وَحَدَّثَنِى أَبُو الطَّاهِرِ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ قَتَادَةَ بْنَ دِعَامَةَ حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا الطُّفَيْلِ الْبَكْرِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ لَمْ أَرَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَلِمُ غَيْرَ الرُّكْنَيْنِ الْيَمَانِيَيْنِ. تحفة 5778 - 1269/ 247

وقال الإمامُ أحمد أيضا:

24526 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنْبَأَنَا الْجُرَيْرِيُّ قَالَ كُنْتُ أَطُوفُ مَعَ أَبِى الطُّفَيْلِ فَقَالَ مَا بَقِىَ أَحَدٌ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَيْرِي. قَالَ قُلْتُ وَرَأَيْتَهُ قَالَ نَعَمْ. قَالَ قُلْتُ كَيْفَ كَانَ صِفَتُهُ قَالَ كَانَ أَبْيَضَ مَلِيحاً مُقْصِداً. تحفة 5050 معتلى 8702

وقد رواه مسلمٌ أيضا: قال - رحمه الله- في كتاب الفضائل، باب 28:

6217 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ قُلْتُ لَهُ أَرَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ نَعَمْ كَانَ أَبْيَضَ مَلِيحَ الْوَجْهِ.

قَالَ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ مَاتَ أَبُو الطُّفَيْلِ سَنَةَ مِائَةٍ وَكَانَ آخِرَ مَنْ مَاتَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. تحفة 5050 - 2340/ 98

6218 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى عَنِ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ رَجُلٌ رَآهُ غَيْرِي. قَالَ فَقُلْتُ لَهُ فَكَيْفَ رَأَيْتَهُ قَالَ كَانَ أَبْيَضَ مَلِيحاً مُقَصَّداً. تحفة 5050 - 2340/ 99

وقال عبد الله بن أحمد أيضا (في العلل ومعرفة الرجال):

[5641] سمعت أبي يقول: أبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي قد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم

فبهذا يثبت تراجع الإمام أحمد عن قوله {ما أعلم قتادة روى عن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسَلَّم، إلا عن أنس}

إذ أن الإمام أحمد روى في المسند ما يصح به لأبي الطفيل الصحبة، وروى ما يصح به سماع قتادة منه،

وأما الاستدراك على الإمام أحمد في هذا النص، والذي حكاه حرب بن إسماعيل الكرماني، فالظاهر أن أبا عبد الله قد فوجئ به، ولكن يظهر أيضًا من النصين الواردين عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، أنه لم يهمل الاستدراك، ولكن ظل يتتبعه، حتى انتهى إلى تصحيح سماع قتادة من عبد الله بن سرجس، بدلالة رواية هشام الدستوائي عنه، كما مضى

والله تعالى أجل وأعلم

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015