قال ابن القطان الفاسي: ومن تلك الأحوال أحوال المسوين، والتسوية نوع من أنواع التدليس، إنما هي أن يسقط شيخ شيخه الضعيف، ويجعل الحديث عن شيخه. كان الوليد بن مسلم فيما ذكر أبو مسهر يدلس فى أحاديث الأوزاعي، فيروي عن الأوزاعي ويعنعنه عن الأوزاعي عن شيخ ذلك المسقط الذى هو شيخ الأوزاعي أيضاً.
مثاله أن يعمد إلى حديث يرويه الأوزاعي عن شيخ ضعيف عن الزهري، والزهري شيخ للأوزاعي، فيسقط الوليد الواسطة الضعيف الذي بين الأوزاعي والزهري.
فهو إذا عمل ذلك فى حديث نفسه سُمي تدليساً، وإذا عمله فى حديث شيخه سُمي تسوية. وحكم التسوية حكم التدليس سواء فى انقسام الذى أسقط إلى ثقة وضعيف. (?)
وقال ابن القطان الفاسي أيضاً: وذكر أبو محمد من طريق أبي داود حديث المقدام بن معد يكرب، فيه: وأدخل أصابعه فى صماخ أذنيه.
وسكت عنه، وهو حديث يرويه الوليد بن مسلم، عن حريز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن ميسرة، عن المقدام.
والوليد بن مسلم كان يدلس ويسوي، ولم يقل فى هذا الحديث: حدثنا ولا أخبرنا ولا سمعت، ولا ذكر عن حريز أنه قال ذلك.