ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[16 - 11 - 09, 10:36 م]ـ
وفيكم بارك، ولا حرمنا فوائد زناتية!
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[18 - 11 - 09, 05:58 م]ـ
وسنورد فرائد بحثه في عجالة "إنترنتية":
قال الدكتور لقبال موسى ص 52: "وإذا كانت النصوص لم تشر بصدد سقوط حواضر إفريقْيَة الكبرى وهي: القيروان [عاصمة الأغالبة] ورقادة [العاصمة الثانية للأغالبة] إلى تصرف معين للداعي الشيعي تجاه المخلفات والآثار الأدبية والفكرية، فإن النصوص الإباضية أشارت إلى حادث استيلاء أبي عبد الله الشيعي على مكتبة (المعصومة) بمدينة تاهرت عاصمة الرستميين، وكانت على جانب كبير من الأهمية ومن التنوع والغنى"
ثم قال: "وتضيف النصوص الإباضية بأن عبد الله الشيعي فحص محتويات المكتبة الأثرية فأخذ منها كتب الرياضة والصنائع وما شابهها من الكتب الفنية والعلمية، ثم أحرق بقية الكتب والآثار المذهبية ومن ضمنها: أمهات كتب المذهب ودواوينه، ومن أجل ذلك فقدت أغلب الأصول المذهبية للإباضية وغدا رجال المذهب الإباضي لأول مرة بعد حياة ثرية وحافلة بدون [؟] مصادر أصلية لمذهبهم، ومن ضمنها (ديوان تاهرت) الذي كان عمدة الأحكام"
ثم قال: "ويبدو أن هذه الرواية التي تفردت بها بعض النصوص الإباضية تفتقر إلى السند التاريخي الصحيح، ولا يوجد ما يؤيدها في النصوص السنية والشيعية أيضا"
قلت: قد فنّد الدكتور هذه الدعوى (في سبع صفحات) متبعا طريقة المؤرخين لا المحدّثين، وهي دراسة سيرة أبي عبد الله الشيعي ثم عرْض هذه الفرضية الإباضية على سجاياه، بمعنى آخر: هل يمكن أن يحرق أبو عبد الله الشيعي مكتبة (المعصومة) بالنظر لسيرته الماضية واللاحقة مع غيرها من المكتبات في أثناء حركته التوسعية؟
وقال ص 53: "فكيف نصدق بسهولة رواية حرق مكتبة (المعصومة) بتاهرت؟ وهي التي لم تقاوم بل رحبت بركب الداعي الذي فارقها إلى هدفه البعيد"
وقال: "وقد ظهرت أصداء ما يكنه أولئك لهؤلاء [الإباضية للشيعة] في بعض المصادر الإباضية المتأخرة مل الوارجلاني (ق 6هـ) في كتابه (الدليل والبرهان) حيث يقول: (وأما الشيعة الجهلة، روافضهم وغاليتهم، فإنهم قدحوا في الإسلام والنبوة والألوهية) "
ثم قال ص 54: "ولقد كانت حواضر إفريقية والمغرب الأوسط والأقصى وهي: القيروان، رقادة، تلمسان، فاس، سجلماسة زاخرة بالكتب وبالآثار الأدبية وبالمكتبات مثل تاهرت حاضرة بني رستم، ومع ذلك يفتقر الباحث إلى إشارات نصية عن قضية حرق الكتب والمكتبات حتى في عهود الفتن والثورات والصراع المذهبي بين الشيعة ومعارضيهم من أية نحلة كانوا"
وقال ص 55: "ولعل حرق نفائس مكتبة (المعصومة) – إن حصل فعلا – إنما يكون بسبب الفتن والصراعات التي عرفتها مدينة تاهرت والإمامة الرستمية، وهي فتن كثيرة تسببت فيها القبائل المجاورة للمدينة مثل: هوارة ولواتة وزناتة، وكذلك سياسة بعض الأئمة الرستميين ... "
ثم قال ص 56: "فلعل هذه الطوائف [المالكية والواصلية والنكارية الإباضية] التي تواطأت مع الشيعي لمحو الكيان السياسي للإباضية في تاهرت هي التي قادت المعركة ضد آثارهم الأدبية والمذهبية بطريقة أو بأخرى، سيما وأنها بحكم تعايشها معهم في تاهرت تكون قد تضررت بمظاهر استبدادهم وبتحيزهم وعنادهم التي كانت تظهر أثناء حلقات الجدل والمناظرة بين الطوائف المذهبية أو أثناء الفتن والحروب الداخلية"
وقال: "فالذي يلاحظ هنا أن إباضية (جبل نفوسة) (وجبل دمر) والجريد وجربة، قد بقوا حتى هذا الوقت بمنأى عن الأخطار، وبالتالي بقيت آثارهم الأدبية وكتبهم المذهبية في حرز أمين، ومنطقة جبل نَفُوسة بصفة خاصة كانت تعتبر مركزا تاريخيا للمذهب وموطنا زاخرا بعلمائه وحملة لوائه"
ثم قال ص 57: "وما ضاع من تاهرت بعد سقوطها يكون له دون شك إما نظير أو أصل في منطقة نفوسة" وفي الحاشية: "ومن ذلك ما ذكره الشماخي عن تآليف كثيرة بلغ عددها ثلاثة وثلاثون ألف سفر [بنفوسة]، وقارَن أيضا بما ذكره عن مدونة أبي غانم التي احتفظ بها في صورتها العمروسية ... "
¥