أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم بن مناد الوارجلاني (نسبة إلى ورقلة بالجنوب الشرقي للجزائر)، راوي المسند ومرتبه وهو الذي سماه بالصحيح الجامع، ولد أوائل القرن السادس الهجري بورجلان، روى عن مشايخ بلده مثل الشيخ أبي عمار عبد الكافي بن أبي يعقوب التناوتي، وأبي سليمان أيوب بن إسماعيل، وأبي زكرياء وغيرهم من علماء الإباضية، رحل إلى الأندلس طالبا للعلم فتزود منها بالطبيعيات والرياضيات والمنطق حتى صار يقارن بالجاحظ، ثم ارتحل إلى بغداد - بعد جولة قصيرة إلى بلده - وهي حاضرة الخلافة يومئذ فتثقّف منها وتأدّب واستكمل من العلوم العقلية ما صار بها إماما في المذهب الإباضي.

له تواليف عديدة: تفسير للقرآن الكريم في سبعين جزءا ضاع أغلبها، قيل إنه يوجد الجزء الأول منها بإحدى خزائن روما عاصمة إيطاليا.

وله أيضا "الدليل والبرهان" مطبوع بالمطبعة الحجرية سنة 1306هـ بمصر، ثلاثة أجزاء في مجلدة واحدة، عقد فيه فصولا للطبيعيات والرياضيات والفقهيات وأصول الدين والفرق والطوائف المسلمة وغير المسلمة والفرقة الناجية ونشأة المذاهب الكلامية وبعض الحوادث التاريخية ... وعقد فيه لأسفاره الطويلة حيث كان جوالة صاحب رحلات، حيث أنه أول من أوغل في أواسط إفريقيا حتى وصل إلى مكان بينه وبين (خط الاستواء) مسيرة شهر؛ قال الورجلاني عن نفسه: "وقد وصلت أنا بنفسي إلى قريب من خط الاستواء، وليس بيني وينه إلا مسيرة شهر، وكاد أن يستوي الليل والنهار فيه أبدا، وإنما وصلنا إلى قريب منه"، وقال عن سكان تلك الناحية: "يخافون البيضان من الناس ويحسبونهم ملائكة نزلت من السماء، يهزم الأبيض الواحد من الناس عشرة آلاف منهم! وليس عندهم إلا عبادة الأصنام".

وله قصيدة من خمسين وثلاثمائة بيت، جمع فيها علوما كثيرة، نظمها في رحلته إلى الحجاز، يقول فيها:

خرجنا نؤم الشرق من حيز وارجلان -**- بفتيان صدق من وجوه العشائر

وله أيضا "العدل والإنصاف" في أصول الفقه، و"الصحيح الجامع" وهو ترتيب لمسند الربيع بن حبيب؛ فلم يصلنا هذا المسند إلا من طريقه دون واسطة بين مؤلفه ومرتبه فهو بهذا معضل، وله ديوان شعر، وله في التاريخ "فتوح المغرب" ترجم فيه للإباضية، ويذكر أبو اليقظان واطفيّش أنه توجد منه نسخة بألمانيا، وله سفر كبير في الفقه كانت له فيه فتاوى وأجوبة كثيرة.

قيل إنه توفي سنة 570هـ عن سبعين عاما تقريبا، والله أعلم بحقيقة الحال.

ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[16 - 11 - 09, 04:34 م]ـ

مجلة الأصالة المحكّمة التي أسسها المجلس الإسلامي الأعلى، كتب فيها خيرة الناس من أمثال الدكتور عمار طالبي، والدكتور أبو القاسم سعد الله، وفقيد الجزائر والأمة الإسلامية الدكتور يحيى بو عزيز ...... وفيها عناوين مفيدة ومباحث جيدة نورد منها ما تيسر من فوائد إن شاء الله:

قال شيخ المؤرخين عبد الرحمن الجيلالي تحت عنوان "أبو يعقوب يوسف الورجلاني وكتابه الدليل والبرهان" ص 163 - 164: " ... وكانوا إباضية المذهب يكرهون الشيعة إلى حد أنهم كانوا لا يعتبرونهم من الناس، بل هم عندهم من قبيل النسناس"

وقال ص 163: "وتلك هي واحة بني (وارْجَلان) أو (وارجلن) كما كتبها البكري [الإباضي] (460هـ) في مسالكه ... وجاء بعده الإدريسي فوضع جغرافيته سنة (548هـ) فكتب اسم هذه الناحية هكذا (وارقلان) ... وذكرها الدرجيني [الإباضي] في طبقاته ... فكتبها هكذا (وارجلان) ... وذكرها ياقوت (626هـ) في معجمه الجغرافي الجامع وكتبها هكذا (ورجلان) ... وجاء ذكرها في تاريخ ابن خلدون مكررا مكتوبا بالكاف هكذا (وارْكلا) ... وزار هذه المدينة العياشي (1059هـ) ... وكتب اسم المدينة كذلك بالكاف مل ابن خلدون (واركلا) غير أنه زاد في ضبط مخرج الكاف هنا بجعل ثلاث نقط من أسفل الحرف [قلت: مخرج هذا الحرف بين حرف الكاف والجيم، وهو حرف G بالفرنسية، وتسمى القاف المعقودة، وهذا الحرف أكر ما يجيء في لغة البربر، وهي نفسها نطق الجيم عند المصريين وبعض عرب المشرق] ... كما ورد ذكر هذه المدينة في قصيدة ميمية لأبي حمو الزياني الثاني (971هـ) ... مكتوبا بالجيم هكذا (ورجلان) فقال: وجئت ورجلان وجزت مصابها ** ولا مخبر غير الصلاد الأعاجم [قلت: قوله جزت مصابها هو بلد غرداية الحالية التي كانت تسمى (بني مصاب) ثم أبدلت الصاد زايا فصارت

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015