ـ[محمد بن زين العابدين رستم]ــــــــ[03 - 02 - 08, 05:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل خاصة نبيه أهل الحديث، وميزهم بصحبة أشرف خلقه، وفضلهم بمخالطة أنفاسه، وخدمة حديثه وآثاره، والصلاة والسلام على النبي الأمي، أهدى من دعا وجاهد ونصح وارشد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحبه الغر الميامين، وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
أما بعد: فلقد تشرف أهل الأندلس بمعرفة الجامع الصحيح للإمام البخاري، مبكرا عن طريق رواته الأوائل من الراحلين منهم إلى الحجاز، كعبد الله بن محمد الجهني الطليطلي، وابي محمد الأصيلي، محمد بن يحيى ابن برطال، وحرص الأندلسيون بعدُ على كتابة هذا الديوان الجليل، والأثر الرائع النبيل، فنسخوا منه نسخا صارت أعلاقا عليها المعول في الضبط والإتقان، كما أقبل من الأندلسيين نفر منذ المائة الخامسة الهجرية على وضع الكتب على هذا الجامع الصحيح، شرحا لمتونه وكلاما على إسناده، وحلا لعويصات مشكل حديثه، فكان منهم المهلب بن ابي صفرة المري، وابن بطال وابن المرابط المري، وابن ورد المري، وغيرهم ممن ألممت بهم في بجثي:"المدرسة الأندلسية في شرح الجامع الصحيح .. "، ولقد أداني البحثُ والإجتهاد بفضل من الله وتوفيق منه سبحانه وتعالى، لا بجهدي وحولي، إلى الوقوف على شرح أندلسي جديد لم أحْلَ به في تلك الدراسة، ولا كنت أعرفه وقت كتابتها، ولا عرفه من حكَّم الدراسة وأجاز نشرها من أصحاب الفضيلة العلماء جزاهم الله عنا خيرا، ونفع بهم الباحثين والدارسين ..
وهذا الشرح الأندلسي النادر، إنما رغبني في الكتابة عنه اليوم، ما انا فيه من التربص والإنتظار متوقعا بشرى تأتيني- ولكن هيهات- من مركز الملك فيصل عن الكوكب الساري للمهلب بن أبي صفرة ..
فرجعتُ أقلبُ أوراقي القديمة بخصوص المهلب وشرحه، فألفيتُ بين ثناياها الحديث عن شرح أخيه للبخاري.
بلى للمهلب أخ هو محمد بن أبي صفرة الأسدي المري، وكنيته ابو عبد الله، ترجمهُ الحميدي ترجمة قصيرة جدا، وقال:"فقيه مشهور"،ونقل ذلك الضبي وابن بشكوال، وابن فرحون والشيخ مخلوف.
توفي محمد بن ابي صفرة قبل 420هـ، وعلى هذا يكون شرحه للبخاري أقدم شرح أندلسي للبخاري، نقف على خبر عنه حتى الآن، ولا يعترضن معترض بما قد يجدُّ له، فلا علم لنا بالغيب، حتى إذا ظهر شرح أقدم، بادرنا إلى نسخ ما قررناه، وكذا يكون سبيل البحث العلمي فافهم!!!
ولقد وقفت على خبرعن هذا الشرح مذ أربعة أعوام، وكتبت عنه في موضوع ندوة فقه الحديث في الغرب الإسلامي، التي عقدت في آكادير في المغرب، ثم نشرت البحث في جريدة النور التطوانية سنة1427هـ في العدد449 و450، ولما كانت هذه الجريدة لا يتتابع صدورها، ولا يعرفها إلا أهل شمال المغرب، ولا يعرفها إخواننا في المشرق، كتبت أنوه ههنا بهذا الشرح وبصاحبه.
وبالجملة، فمادة هذا الشرح-ا لذي أحسبه ضائعا بعد السؤال والتقصي ومن كان عنده علم بمكانه فليُفدنا- توجد في شرح ابن بطال، ولقد جمعتها متتبعا لها من الشرح المذكور، وكتبت عنها الدراسة التي أومأت إليها ....
وبعد فهذه منقبة جديدة لأهل الأندلس، أنْ يوجد فيهم أخوان يتوارد كل واحد منهم على شرح كتاب واحد، فهل يوجد ذلك عند غيرهم؟؟
ألا يحثنا ذلك على الجدِّ في البحث عن حقيقة الشرح المنسوب للمهلب، الموجود
في مركز الملك فيصل بالرياض؟؟؟
ثم قد يُسلمناالموجود من ذلك الأثر المهلبي، إلى مادة جديدة عن هذا الشرح النادر.
اللهم هيئ لنا من أمرنا رشدا، اللهم إن عبادك الصالحين في أندلس القرن الخامس الهجري، قد خدموا حديث نبيك، ثم شاء الله أن يضيع ما تركوا من تراث، وخلف من بعدهم خلف تزينوا بهذا الترات، فأودعوه خزائنهم، واستكثروا منه ليقال عندهم ألف ألف الف مخطوط، والمكتبة الفلانبة فيها العشرات بل الآلاف من الوثائق .. و .. و، ومنعوا الباحثين من إرث هذه الأمة ... إلا أن فلانا له حق النظر والتصوير ... اللهم إنا نشكو إليك وحدك صدود هؤلاء عنا ... اللهم وأدركنا برحمة من عندك، تشفي بها أمراضنا، وتذهب بها عنا البغضاء والأثرة والغل، وتجعلنا إخوة متحابين خداما لحديث نبيك وخليك صلى الله عليه وسلم، آمين والحمد لله رب العالمين ...
وكتب أد محمد بن زين العابدين رستم
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[03 - 02 - 08, 05:17 م]ـ
أحسن الله إليك، ويسّر لك تحصيل ما ترجوه.
نقل المهلب عن شرح أخيه أبي عبد الله محمد في مواضع، منها موضعان في ص209، وآخر ص211.
ورأيته ترحم عليه، فالظاهر أن المهلب اختصر الجامع الصحيح بعد موت أخيه، رحمهما الله.
ولا جديد عن نسخة المركز، والله المستعان.
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[03 - 02 - 08, 05:48 م]ـ
مما كنت أود أن أشير إليه البارحة ما يلحظه الناظر في شرح ابن بطال وغيره من النقل عن أبي الزناد بن سراج، ولو تم التعرف عليه لأمكن كشف بعض النتائج المبتكرة في مجال الدراسات التي تناولت الشروح الأندلسية على الجامع الصحيح للإمام البخاري.
¥