ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[13 Jul 2005, 07:32 ص]ـ

لم تكن علوم القرآن بخافية على العلماء المبرزين قبل التدوين بل كانت مجموعة في صدورهم إلا أن اصطلاح (علوم القرآن) لم يظهر إلا في فترة متأخرة، حيث ظهر هذا الاصطلاح في أول ما ظهر في أواخر القرن الثالث وأوائل القرن الرابع الهجري حين ألف محمد بن خلف بن المرزبان (ت309هـ) كتابه (الحاوي في علوم القرآن).

واعتقد بعض الباحثين أن أول عهد لظهور اصطلاح (علوم القرآن) هو بداية القرن الخامس حين ألف علي بن إبراهيم الحوفي (ت430هـ) كتابه (البرهان في علوم القرآن) وهذا غير صحيح؛ لأن اسم كتاب الحوفي (البرهان في تفسير القرآن)؛ ولأنه ظهرت كتب في القرن الذي قبله تناولت علوم القرآن بمعناها المدون وأسبقها ما ذكرت لابن المزربان وغيره.

أهم المؤلفات في علوم القرآن (كفن مدوّن) قديماً:

ظهرت مؤلفات كثيرة بعد ذلك في علوم القرآن كفن مدون ففي القرن الرابع الهجري. ألف أبو الحسن الأشعري (ت324هـ) كتابه (المختزن في علوم القرآن)، وألف محمد بن علي الأدفوي (ت388هـ) كتابه (الاستغناء في علوم القرآن).

وفي القرن السادس الهجري ألف ابن الجوزي (ت597هـ) كتابه (فنون الأفنان في عجائب علوم القرآن) و (المجتبى في علوم القرآن) و (المجتنى من المجتبى).

وفي القرن السابع الهجري ألف القزويني (ت625هـ) كتابه (الجامع الحريز الحاوي لعلوم كتاب الله العزيز) وألف أبو شامة المقدسي (ت665هـ) كتابه (المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز)، وألف ابن تيميه (ت827هـ) كتابه (مقدمة في أصول التفسير) وهي مع إيجازها قيمة جداً وطبعت مراراً.

وفي القرن الثامن الهجري ألف بدر الدين الزركشي (ت794هـ) كتابه (البرهان في علوم القرآن) وطبع في أربعة مجلدات بتحقيق الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم، وهو من أفضل المؤلفات في علوم القرآن الكريم ومن أحسنها تنظيماً وتبويباً وأسلوباً.

وفي القرن التاسع الهجري ألّف جلال الدين السيوطي (ت911هـ) كتابه (التحبير في علوم التفسير) ذكر فيه 102 نوعاً من علوم القرآن، ثم ألف كتابه القيم (الإتقان في علوم القرآن) ذكر فيه ثمانين نوعاً من أنواع علوم القرآن على سبيل الإجمال والدمج، ثم قال بعد سردها (ولو نوعت باعتبار ما أدمجته في ضمنها لزادت على الثلاث مائة)، وقد طبع الكتاب عدة مرات وصدر أخيراً في أربعة مجلدات بتحقيق الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم، ويعد هذا الكتاب أصل من الأصول المؤلفة في هذا العلم ولئن قيل أن المفسرين عيال على تفسير الطبري، فإن علماء علم القرآن عيال على الإتقان.

فترت همة التأليف بعد ذلك بل قال بعض العلماء أن التأليف تلك الفترة توقف أو كاد وظهرت مؤلفاته معدودة مثل (الفوز الكبير في أصول التفسير) تأليف ولي الله الدهلوي (ت1176هـ)، وألف ابن عقيله (ت1150هـ) كتابه (الزيادة والإحسان في علوم القرآن).

المؤلفات في علوم القرآن بمعناه المدون في العصر الحديث:

وقد نشط التأليف في العصر ا لحديث فصدرت مؤلفات كثيرة وأبحاث عديدة ليس المقام مقام إيرادها ولا حصرها ولعل من أشهرها:

1. "مناهل العرفان في علوم القرآن": للشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني، وطبع في مجلدين وهو بحق من أ فضل المؤلفات في هذا العلم، فهو إضافة إلى اشتماله على كثير من علوم القرآن، فقد اعتنى صاحبه بالرد على الشبهات الواردة في كل علم قديماً أو حديثاً وهو حين يوردها يسوق حججها وبراهينها ثم يكر عليها فلا يبقى لها أثراً، وإضافة إلى هذا فإنه يقدم هذه العلوم بأسلوب أدبي يشدك إليه شداً حتى لتحسب نفسك، وأنت تخوض عويص القضايا تقرأ قطعة أدبية ولست أعنى بها سلامته من كل عيب ففيه هنات لا تكاد تذكر.

2. "المدخل لدراسة القرآن الكريم": للدكتور محمد محمد أبو شهبه ألفه لطلبة الدراسات العليا في الجامعة الأزهرية، ويقع في مجلد تبلغ صفحاته نحو خمس مائة صفحة.

3. "مباحث في علوم القرآن": للدكتور صبحي الصالح ألفه لطلبة كلية الآداب بجامعة دمشق ويقع في نحو ثلائمائة صفحة.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015