ولو أن أهل العلم صانوه صانهم

ـ[عبد الحميد البطاوي]ــــــــ[27 عز وجلec 2010, 11:58 م]ـ

قصة سمعتها في أحد البرامج الإذاعية وكتبتها إحدى الصحف يكيها الدكتور محمود حافظ .. رئيس مجمع اللغة العربية وهو رائد علم الحشرات فى مصر فعلياً، أى أنه أول مصرى يحصل على شهادات الدكتوراه فى هذا العلم قبل ما يزيد على 70 عاماً، وهو ثانى مصرى يجمع بين رئاسة مجمع اللغة العربية والمجمع العلمى بعد عميد الأدب العربى طه حسين. والرجل أكمل المائة حفظه الله يقول

فى الصف الثانى الثانوى جاءت الأميرة عين الحياة أخت الملك فؤاد والسلطان حسين وأحضرت ولديها إلى داخلية المدرسة السعيدية وطلبت من الناظر ألا يضعهما فى عنابر مثلنا، فأقام لهما شقة داخل المدرسة، وكانت تأتي لهما بما لذ وطاب وفى أحد الأيام وأثناء توجهنا إلى الفصل، دخل علينا الولدان، وكانا يتمتعان بملامح شركسية، دخلا وأحدهما لا يرتدى الطربوش، فقال له المدرس «أين طربوشك ياولد؟»، فنظر إليه الولد نظرة غير لائقة، فرفع المدرس الحصة وذهب إلى الناظر، طالباً منه معاقبة الولد، فقال له الناظر إن معاقبته ستسبب لنا مشكلة لأنه ابن الأميرة عين الحياة، فرهن المدرس استقالته بتأديب الطالب.

وبعد تفاقم المشكلة اتصل الطالب بوالدته، التى حضرت إلى المدرسة، وكانت غاضبة لأنهم أخبروها بأن المدرس أهان ابنها، وتم استدعاء المدرس فى غرفة الناظر لمقابلة الأميرة، وقال لها «يا سيدتى الأميرة إذا كنت تريدين أن تعلمى ابنك تعليماً خاصاً، فليكن ذلك فى بيتك أو فى قصرك، أما هنا فالكل سواسية مادامت تجمعهم جدران الفصل»، وظنت أن كلمة سواسية فتركت المدرس وتوجهت لمقابلة على الشمسى باشا وزير المعارف فى ذلك الوقت.

وما كان من الشمسى باشا إلا أن نصر المدرس على ابن الأميرة، مستشهدا ببيت الشعر «قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا»، وطلب من الأميرة أن يذهب ابنها ويعتذر للمدرس.

وسانده وشجعه أرسلت القصة إلى بقية المدارس تشجيعا لذلك المدرس وليقتدي به بقية المدرسين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015