وهنا يأتي دور فحص النسخ لاعتماد مايجب الاعتماد عليه منها وإهمال ما ينبغي إهماله. وهذا الدور من أهم أدوار هذا الفن، لان نتيجة التحقيق وثمرة جهد المحقق مبنيتان عليه. وقد اعتورت مخطوطاتنا ظروف كانت حسنة حينا سيئة أحيانا كثيرة. وتداولتها ـ بعد أيدي النساخ ـ أيد كانت في الغالب غير أمينة:
فمن متولي وقف حسن له الشيطان وألجأه فقر المجتمع المتخلف إلى بيع ما تحت يده، فمزق الورقة الاولى ليضيع أثر الوقف، ففوت علينا معرفة عنوان الكتاب واسم مؤلفه وفوائد اخر.
ومن متعصب ضيق الافق ساءه أن يرى لعالم من غير أهل نحلته أثرا، فعدا عليه تمزيقا أو شطبا أو محوا أو تحريفا لما لا يروقه ...
ومن وارث جاهل صار ما وصل من ذخيرة الامة إليه لعبة لاُطفاله، مبذولاً لكل من هب ودبّ من معارفه.
ومن. . ومن. .