والسؤال الثاني للأخ عبيد، عن عده ما لا يعد، من كلمات خارجة عن القرآن مثل حسابه جمل المسجد الحرام ... الخ، ولعلي لم أفهم ما يريد أيضا .. إنما تكلمت عن ما علق بفهمي. وكثيرا ما أتبلد، حتى أني نسيت ترتيب المحاضرات في المساء مع أني حضرتها كلها، فلا أدري إن كنت رتبتها على النحو الذي كانت أم لا.

عند المساء، ومع رجوعنا إلى الفندق، كنت استوقفت الأخت الفاضلة إيمان وسألتها لي الدعاء .. فقالت لي: تعرف .. أنا أسميك عصفور المؤتمر .. فقلت في نفسي: شيء جميل أن يصبح الكتكوت عصفورا .. وكنت أذكر أن الأخ ذا الكفل يوسف قد سماني في المؤتمر الأول كتكوتا.

بعد صلاة العشاء كنت زرت الأخ نعيمان في غرفته مرتين، أطرق الباب فلا يفتح. وقد كان متعبا .. وكان قد علق الباب لافتة " أرجو عدم الإزعاج" وكان أخذني الشوق لوداعه فلم أرها في المرة الثانية .. في المرة الثانية كنت طرقت الباب مرتين وأردت أن أطرقه ثلاثا فإذا باللافتة تظهر لي، قلت: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .. وعدت أدراجي.

صعدت إلى غرفة الأخ جلغوم فوجدت عنده الأخ حسن عبد الجليل العبادلة .. جمعنا حديث جميل عن يومي المؤتمر .. عن ما كان وما ينبغي أن يكون، عن عامل الوقت وعن مستوى البحوث. ودار بيننا حديث عن التأصيل وأفادنا الأخ حسن بكثير في هذا الجانب، فقد كانت محاضرته حول تأصيل فكرة الإعجاز العددي في القرآن الكريم. لكن الوقت حال دون أن يعطينا كثيرا من جزئيات بحثه .. ولا يجوز أن يقدم تلك الجزئيات على عمقها دون أن يقدم لها، لأنها لن تصل إلى أفهامنا إلا بذلك التقديم. وكنت حدثتهما عن بحث الأخ السعدي وقد كان بحثا رائعا، ومع ذلك غلبنا الوقت عليه، فكنت تمنيت لو استطاع الأخوان السعدي والعبادلة تبليغ كل شيء في بحثيهما، لكنه الوقت في كل مرة.

فسبحان من نزل الكتاب، ومن آتى محمد جوامع الكلم .. كانت الكلمة جامعة، والجملة جامعة والآية جامعة .. فسبحان الله.

ونحن كذلك، إذ طرق الباب، فإذا هو الأخ نعيمان، قلت: نعيمان؟ أزعجناك يا أخي، فقال لي باشا: ما أزعجتني يا أخي، رفع الله قدرك .. وكان هذا من بين دعائه الذي حفظته منه، رفع الله قدره وجزاه الفردوس الأعلى.

ودار بيننا حديث طويل نسيت أغلبه، ربما على حد قول الأخ عبيد سليمان الجعيدي أنه لأجل انه ما كان عندنا جلسة شاي، مع أني لا أشرب الشاي. ثم ودعنا الأخ الجليل حسن عبد الجليل .. وعدنا ثلاثة مرة أخرى بعد أن كنا أربعة.

لست أدري كيف مر الوقت سريعا تلك الليلة، عند الساعة الثانية كنت أنا من سينسحب، لأني مسافر تلك الليلة، حين أردت الخروج خرجا معي .. كان أمرا صعبا علي تركهما .. وقفا عند السلم ونزلت، فكنت أود لو أني صعدت ثانية، لكن كان لابد لي من الذهاب .. سمعتهما يتحدثان فلا أدري ماذا قالا، لكني أعلم أنهما أيضا تركاني ولهما إلي شوق عظيم.

إن كنت أغضبت أحدا بكلماتي فله أعتذر .. وإن كنت نسيت أحدا لم يذكره لساني فله في القلب منزلة. فإني نسيت أكثر ما جرى.

وكما قلت: لو ما جنيت من المؤتمر إلا محبة هؤلاء الناس لكفاني .. والحمد لله قد جنيت الكثير.

أسأل الله المغفرة لي ولكم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمارة سعد شندول

ـ[نعيمان]ــــــــ[30 Oct 2010, 08:06 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما

كان اليومان محملين، فقد كانت البحوث كثيرة والوقت قليلا .. لذلك نسيت الكثير. لكني لن أنس تلك المحبة الغامرة التي ربطتني بكل من التقيت هناك.

بعد صلاة العشاء كنت زرت الأخ نعيمان في غرفته مرتين، أطرق الباب فلا يفتح. وقد كان متعبا .. وكان قد علق الباب لافتة " أرجو عدم الإزعاج" وكان أخذني الشوق لوداعه فلم أرها في المرة الثانية .. في المرة الثانية كنت طرقت الباب مرتين وأردت أن أطرقه ثلاثا فإذا باللافتة تظهر لي، قلت: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .. وعدت أدراجي.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015