وذكرت أن الله تعالى لا يقبل إلا ما كان خالصا وصوابا .. فالخالص هو ما خلص له سبحانه وتعالى، والصواب هو ما كان أساسه وفق ما أنزل الله تعالى على عبده .. وكانت ذكرت أشياء كثيرة عن تعامل الصحابة مع العدد، نسيتها، لكني أذكر كلمات الفاروق عمر بن الخطاب لابن عباس رضي الله تعالى عنهما لما ذكر أن العدد يفيد في معرفة ليلة القدر، وبين ذلك، قال عمر رضي الله عنه: لقد فطنت لأمر ما فطنا له.

وقالت من جملة ما قالت أن الصحابة لو عاشوا عصرنا المترع بالتقدم لكان كذا وكذا .. وأردت أن أعلق أن هذا العصر كله عصر نستهلك ما بناه أولئك الرجال ..

المحاضرة الثانية كانت بعنوان: حساب الجمل، أساسه ومصدره .. للدكتور صلاح عيسى .. وقد أطال الدكتور المقدمة حتى أنه أخذ ثلاثين دقيقة في المقدمة فقط، ولم يذكر شيئا عن الموضوع الذي جاء من اجله، وكان يظن أنه سيعطى ثلاثين دقيقة أخرى لذلك .. فلما انتهت الثلاثين دقيقة الأولى، قال له رئيس الجلسة: لم يبق وقت، قال له: وقت؟ قال له لقد أنهيت الآن ثلاثين دقيقة، فقال له: أنا مازلت لم أبدأ محاضرتي، فقال له: أعطيناك ثلاثين دقيقة فلا تتجاوزها، فنظر الدكتور صلاح إلى رئيس الجلسة وقال له: وهل بدأت؟ كنا في كل ذلك نضحك، ورئيس الجلسة لا يدري ما يقول، إلتفت إلى الدكتور صلاح مبتسما وقال: بل قد انتهت، فأخذ العجب الدكتور صلاح الذي نظر إليه وقال: بل الآن تبدأ ... تكلم قليلا ثم أعلن رئيس الجلسة وقت صلاة العصر .. خرجنا لنصلي .. وكنت رافقت وقتها الدكتور صلاح عيسى إلى المصلى .. دار بيننا حديث، أحسست من خلال روعة الدكتور صلاح .. كنت وددت لو طال بنا الزمن فسمعنا محاضرته، لكنه قد استوفى الوقت المحدد ..

لما عدنا من المصلى، كان رئيس الجلسة أعلن بدأ الجلسة التالية، حول المنهجية، وكان المحاضر هو الدكتور أحمد قاسم الكسار عن الدكتور ذي الكفل محمد يوسف. وكان عنوان المحاضرة: منهجية البحوث في الإعجاز العددي: دراسة وصفية، عدد فيها المهتمين بهذا الباب، الذين هم بحسب ما ذكر، المبالغون والمتجاوزون والمقتصرون والمكثرون والمعتدلون والمعارضون .. وتكلم عن صلة الإعجاز العددي بالمدعو رشاد خليفة ..

كنت جالسا وبجانبي الأخ محمد بن جميل الوحيدي، وكان أغلب المؤتمر مصاحبا لي، وكنا تحاببنا عن طريق ملتقى أهل التفسير، والأستاذ جلغوم، فلما تعارفنا، كبر معنا ذلك الحب في الله الذي ملأ قلبينا. ربما لا أكذب إن قلت أني أشتاق إليه وهو معي .. وأنا الآن مشتاق إليه، وأعلم أنه كذلك.

كنت من حين لآخر أتحدث معه، لكن ليس كلاما، بل كتابة .. حتى لا نحدث ضجيجا .. قال لي في تلك المحاضرة أنه قرأ بحثا رائعا حول الإعجاز العددي، أحسبه ذكر لي اسم الباحث لكني نسيته .. المهم أن هذا الباحث ينظر إلى الإعجاز العددي من ثلاث زوايا: من حيث من ألزمه بعدد محدد كرشاد خليفة الذي قدس العدد 19، ومن لم يلزمه بعدد معين ومنه عامة الباحثين قديما وحديثا، وأظنه قال والمنكرون للإعجاز العددي جملة.

بعد انهاء المحاضرة تلك، نبهنا الدكتور أحمد قاسم الكسار أنه سيلتقينا بعد فاصل مع الدكتور فهد بن عبد الرحمن الرومي الذي حاضرنا هو الآخر ذلك المساء وكان عنوان محاضرته: ضوابط الإعجاز العددي ..

وذكر أن أبحاثه السابقة لا يجب أن تحمل على إنكار الإعجاز العددي إنما هي نقد لبعض الأخطاء التي وقع فيها البعض بينها لكي يستمر الحذر منها.

وقال إنه لا يحق أن نرفض حق محق لباطل مبطل.

ثم ذكر جملة من هذه الأخطاء التي من بينها الخطأ في فهم رسم المصحف العثماني ..

ولم يسعني أن أحفظ كل الضوابط التي عددها، ولكن رسخ في الذهن:

- وجوب الالتزام بقراءة واحدة في القضية الواحدة فلا يذكر أخرى إلا أن يظهر الباحث وجها إعجازيا آخر.

- عدم تعداد ما لا يعد، وضرب لذلك أمثلة منها من عد الناقة مع جملة الرسل.

- بيان توافق الأعداد فيه.

- كل نتيجة تخالف النص مرفوضة.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015