لقد أصبحت مدينة دبي نموذجاً يشار إليه بالبنان في هذا المجال. فعلى الرغم من صغرها وحداثتها كمدينة عصرية، أصبحت مدينة دبي تحتضن العديد من المؤتمرات العلمية الجيدة سنوياً، وهو ما انعكس على اقتصاد وتعليم المدينة بالإيجاب، وجعلها مدينة معروفة عالمياً من حيث قدرتها على تنظيم واستضافة المؤتمرات العلمية الدولية، وهو ما لم يتوافر لغيرها من الكثير من المدن والعواصم الخليجية والعربية.

ولكن، كيف يمكن تعزيز صناعة المؤتمرات العلمية في المملكة وجعلها محط أنظار الباحثين في العالم؟

أعتقد أن الإجابة عن هذا السؤال تبدأ من وزارة التعليم ومؤسساته التعليمية العليا. لا يمكن أن تكون لدينا صناعة مؤتمرات جيدة في ظل غياب البحث العلمي الجيد ووجود باحثين متميزين في مجالاتهم العلمية يدعمون قيام مثل هذه الصناعة في المملكة. لقد أدرك قائد هذه البلاد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - حقيقة حاجة مؤسساتنا العلمية إلى بذل المزيد في مجال البحوث العلمية، حيث قال عند افتتاحه للجامعة الواعدة جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية إننا مقصرون في مجال البحوث العلمية، وعلينا بذل المزيد. إن في هذه النظرة الفاحصة وهذا التشخيص الدقيق من قائد مسيرتنا الخيرة تأكيد على ضرورة اهتمام مؤسساتنا العلمية العليا بالبحث العلمي ونشره في المجتمع من خلال وجود المؤتمرات العلمية الجيدة التي هي بمثابة سوق يرتاده من يرغب في المعرفة العلمية.

إن ما نراه في صحفنا اليومية من إعلانات لمؤتمرات وضم لخبرات دولية في مجال العلوم المختلفة وإنشاء كراسي بحث في مؤسساتنا العلمية العليا من قبل شخصيات اعتبارية في المجتمع ومؤسسات رائدة كصحيفة الجزيرة هو دليل ملموس على استجابة مؤسساتنا العلمية بمختلف أطيافها ومؤسسات المجتمع بكل أنواعها لدعوة قائد بلادنا بالاهتمام بالبحث العلمي وصناعته وتسويقه لتكون المملكة شريكاً فعالاً في النهضة العلمية الدولية. جميع هذه المؤشرات الإيجابية تبشر بمستقبل كبير للبحوث العلمية وصناعة المؤتمرات في المملكة في ظل عهد خادم الحرمين الشريفين وولي عهده - حفظهما الله -. إلى الأمام يا موطني.

ـ[مازن مطبقاني]ــــــــ[12 Oct 2010, 07:32 ص]ـ

مقالة جميلة وفي وقتها كما يقولون، تناولت أموراً وسكتت عن أمور، وسأتحدث عن المسكوت عنه، ففي البداية ارتبطت الموافقة على المؤتمرات بالموافقة السامية، وهذا إجراء يستغرق زمناً طويلاً في الأحوال العادية. وقد رسخت هذه الثقافة لأن المؤتمرات كانت تعتبر منبراً لا يمكن السيطرة عليه، ولما جاء عصر الإنترنت والفضائيات أصبحت هذه القضية من الماضي لأن ما يقال ويكتب اليوم أكثر بكثير مما يمكن أن يقال ويكتب في المؤتمرات. فالخطوة الأولى أن تصبح المؤتمرات شأناً داخلياً داخل الجامعة ولا مانع أن تشعر الإدارات المختلفة بحصول المؤتمر إن أرادت أن تعرف ما يدور فيه. والأمر الثاني أن المؤتمرات يجب أن يكون فيها رسوم تسجيل (وليس الرسوم التي تكسر الظهر أو تكون استغلالية) وهذه الرسوم جعلت بعض الجامعات تجعل المؤتمرات فرصة لكسب المال غير الحلال. ولكن إن فرضنا الرسوم فعلينا أن نحرص على دعوة المتخصصين الذين يمكن أن يقدموا بحوثاً علمية رصينة، كما أنه ينبغي أن يكون لدينا آليات لنشر الأخبار عن المؤتمرات، فما زلنا في مؤتمراتنا العربية نعتمد على الأساليب القديمة من إرسال خطابات إلى السفارات فالوزارات فمدراء الجامعات وهذا يستغرق وقتاً طويلاً فخبر عن مؤتمر عام 2000 استغرق من وقت إرساله إلى وصوله إلى كلية الدعوة (فرع جامعة الإمام حينذاك) أربعة أشهر وقد وصل مكتب العميد بعد يوم من آخر موعد لتقديم المقترحات. (وعلى الهامش عرفت عن الخطاب ليس لأن العميد أطلعني عليه ولكن تفرسي بما على مكتب العميد من أوراق -استراق النظر الحلال- فقلت له أعطني نسخة من هذا الخطاب. وأرسلت إليهم بانه نظراً للبيروقراطية في جامعتي لم أعلم عن مؤتمركم إلاّ اليوم فهل يمكن أن أبعث مقترحاً، وكانت المراسلة بالبريد الإلكتروني في بداية دخوله المملكة، ووافقوا وقبلوا الموضوع ولكن العميد رأى أن العولمة لا علاقة لها بالاستشراق جهلاً منه)

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015