د. مساعد الطيار: في قوله (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ) أيضًا رجعنا مرة أخرى إلى أهل الكتاب صراحة (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا) طبعًا هذه الآية كما نعلم هي نزلت في حيي بن الأخطب.

د. محمد الخضيري: أو في كعب بن الأشرف

د. مساعد الطيار: أو كعب بن الأشرف لما ذهب إلى مكة يجيّش الجيوش على النبي –صلى الله عليه وسلم –فكفار مكة-وأنا أتعجب الحقيقة لكن نذكر القصة ثم نذكر تعجبنا - كفار مكة يسألون كعب بن الأشرف من هو الذي على الصواب نحن أم محمد صلى الله عليه وسلم؟ فيأتي هذا الكاذب الأفّاك فيقول:بل أنتم، أنتم أهل بيت الله، وأنتم أهل حرمه، وأنتم خصكم الله بكرامته، من هذا الكلام المعسول وأنا يعني أحس أن كفار مكة يعلمون أنه كاذب، وهو يعلم أنهم يعلمون أنه كاذب

د. محمد الخضيري: لكن كل واحد منهم ينافق الآخر

د. مساعد الطيار: ينافق الآخر (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا) لأن هؤلاء خصوصًا كفار مكة خرج منهم محمد –صلى الله عليه وسلم –وهم يعلمون أنه نبي، فنعلم حال أبي جهل -طبعًا هو قتل في غزوة بدر ليس موجودًا – ولكن من جاء بعده كانوا يعلمون بأنه نبي لكنهم حاربوه، فتتعجب من هذه النفسية وهذا التواطؤ على الكذب في حال النبي –صلى الله عليه وسلم –من هذا الملأ من قريش ومن طبعًا كعب بن الأشرف ومن جاء معه من اليهود!.

(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ) يعني جعل من أكبر أوصافهم الإيمان بالجبت والطاغوت فما هما الجبت والطاغوت دكتور عبد الرحمن؟

د. عبد الرحمن الشهري: المقصود هنا بالجبت كل ما يُعبَد من دون الله، فالله سبحانه وتعالى يُعَجِّب من شأن هؤلاء اليهود الذين يؤمنون بهذه الأصنام ويعبدونها من دون الله –سبحانه وتعالى- ويشركون به، وفي نفس الوقت يشهدون شهادة زور وكذب لهؤلاء المشركين الذين يعبدون الأصنام بأنكم أنتم على الهدى وأنتم على الحق وأما محمد وأتباعه من المسلمين فإنهم على الباطل في إشارة إلى -كما تفضلت- كعب بن الأشرف الذي شهد هذه الشهادة الباطلة قال (هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا).

د. مساعد الطيار: سبيلًا يعني طريقًا، الدكتور أبو عبدالله في الطاغوت وهو مأخوذ من الطغيان وكأن الجبت هو من عبد من دون الله وهو غير راض إما لعدم قدرته يعني مثل الأصنام كما ذكرت والطاغوت هو من دعا لنفسه أو تسلّط على الآخرين حتى وصل إلى الناس فعبدوه بسبب طغيانه

د. عبد الرحمن الشهري: يعني مأخوذ من الطغيان

د. مساعد الطيار: الطغيان وعمومًا هي محصلة الأمر أنهم

د. عبد الرحمن الشهري: كل معبود سوى الله

د. مساعد الطيار: أي نعم، عبدوا من دون الله. إذا قلنا أنها في كعب بن الأشرف كيف يوصف بأنه يؤمن بالجبت والطاغوت وهو من أهل الكتاب؟! أهل الكتاب الأصل فيهم ما هو؟ هو الإيمان بالله وإن كانوا قالوا أو قال بعضهم عزير ابن الله، فما معنى وصفهم بهذا الوصف؟

د. محمد الخضيري: طبعًا ذكر الدكتور أبو عبد الرحمن في الحلقة السابقة قول الله –عز وجل- (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ) فاليهود يؤمنون بالله لكنهم يؤمنون مع ذلك بأشياء أخرى تناقض إيمانهم بالله فإيمانهم مثلاً بأن عُزير ابن الله هذا طغيان

د. مساعد الطيار: لا شك

د. محمد الخضيري: إيمانهم بالسحر واعتمادهم عليه، والسحر قد ذكر في تفسير الجبت كما ذُكِرت أيضًا الكهانة في تفسير الجبت، كل ذلك يدل على أنهم كانوا يعملون هذه الأعمال ويقومون بها ويصدقونها ويتزينون أيضًا بها ويدّعون أنهم علماء بالسحر، لازال موجودًا في اليهود، بل الذي سحر النبي-صلى الله عليه وسلم لبيد بن الأعصم اليهودي. فهم يؤمنون بهذه الأشياء وإيمانهم بها يناقض ما جاءهم في الكتاب، ولذلك جاءت السورة فيها شيء من التعجيب (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ) كيف يتم هذا؟! هذا مناقض لما أنزل الله سبحانه وتعالى، كيف

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015