مشاهديّ الكِرام بهذا نصل إلى ختام حلقتنا هذه، نسأل الله - بمنِّه وكَرمه – أن ينفعنا وإيّاكم بما قيل فيها. أيُّها الإخوة المشاهدون هذه عِظات، وعِبَر، ودروس، وأحكام، وحِكَم، لا نريد أن تستمتعوا بها وأن تترنَّموا بسماع ما فيها، وإنّما نريد أن نَخرُج من حلقاتنا هذه بعلمٍ وعمل، أسأل الله أن يُعِينني، ويُعِين أَخَويَّ الفَاضليين، ويُعينكم على القيام بِحقِّ هذه الآيات وأن نكون ممّن يستمعون القول فيَتَّبِعُون أحسنه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بُثّت الحلقة بتاريخ 25 رمضان 1431 هـ
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[14 عز وجلec 2010, 09:02 ص]ـ
الحلقة 26
تأملات في سورة النساء الآيات 49 - 55
د. مساعد الطيار: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. أرحب بكم أيها الإخوة المشاهدون، والأخوات المشاهدات ونحن في هذا الهزيع من الليل مع كتاب الله سبحانه وتعالى نقدم تفسير آيات من سورة النساء مع أخويّ الفاضلين الدكتور محمد الخضيري والدكتور عبد الرحمن الشهري. وقبل أن نبتدئ بتفسير هذه الآيات لعلنا نستمع للآيات ثم نبتدئ بتفسيرها.
? (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (49) انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا (50) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا (51) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا (52) أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا (53) أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا (54) فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا (55)) ?.
بعد أن استمعنا إلى هذه الآيات الكريمة ننتقل إلى تفسيرها وكان قد بقي عندنا في الآية السابقة شيء يتعلق بهذه الثمرة
د. عبد الرحمن الشهري: التي هي التمرة
د. مساعد الطيار: نعم، التمرة وهي قوله تعالى (وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا) فلعلنا نستمع من الدكتور محمد نهاية هذا المقطع، ونحن نجهز الفتيل من هذه التمرة، تفضل يا شيخ محمد.
د. محمد الخضيري: طبعًا نذَّكر بمعنى الآية أولاً وهي قول الله – عز وجل - (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ) طبعًا هذا استفهام للتقرير يعني أرأيت هؤلاء الذين (يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ) أي يمدحونها ويثنون عليها، وهذا كان من خصال اليهود
د. عبد الرحمن الشهري: يعني استنكارًا لفعلهم
د. محمد الخضيري: اسستنكارًا لفعلهم نعم، فهؤلاء اليهود كانوا يزكون أنفسهم ويدعون أنهم أهل كتاب، وأن نبيهم موسى –عليه الصلاة والسلام –وأنهم أفضل ممن جاء بعده إلى آخر ما كانوا يقولونه من التزكية ولكنها لفظها عام، نزلت فيهم ولفظها عام، والعبرة بعموم اللفظ لابخصوص السبب. ثم إن التزكية هي مدح النفس، والثناء عليها، يعني الإدمان على ذلك بحيث يجعل الإنسان هذه الطريقة طبيعة له وسجية. ثم قال (بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ?) التزكية والمدح الحقيقي إنما هو من عند الله –جل وعلا-فلا عبرة بما يفعله الإنسان مع نفسه عندما يزكيها، بل العبرة الحقيقة والفرح الحقيقي عندما يزكيك الله ويمدحك ويثني عليك أو يثني عليك رسول الله –صلى الله عليه وسلم –الذي لاينطق عن الهوى. قال (بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا) يعني لم ينقصوا من عملهم شيئًا، ولما أراد أن يبين أن الله –سبحانه وتعالى –سيحسب عليهم جميع أعمالهم بيَّن أن أعمالهم جميعها موصولة وأنهم لن يُنقَصوا منها شيئًا ولو قلّ ذلك الشيء. ثم قال (وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا) أشار إلى الفتيل لأن الفتيل شيء معروف عند العرب في قِلّته، وما هو؟ قيل إن الفتيل هو ما يحصل من فتل اليد، إذا فتل الإنسان يده أو عرك جسمه خرج شيء ينفتل بين أصبعيه أو في جسمه فهو لقلّته
¥