إسرائيل وهم يريدون أن تتطبّع الدول العربية مع الدولة العبرية, فقالوا دعونا نعبّر بتعبير يتضمن إسرائيل "الشرق الأوسط", وهناك جريدة الشرق الأوسط وهناك مركز دراسات الشرق الأوسط, حتى نحن استمرأنا هذا المصطلح وأمثاله! ما أكثر المصطلحات

د. الخضيري: الآن حتى المصطلح دولة إسرائيل, يعني في أول الأمر كان الناس كلهم يقول دولة العدو الصهيوني أو العدو الصهيوني أو اليهود

د. الخضيري: في قوله (وَطَعْنًا فِي الدِّينِ) ما معناها دكتور مساعد؟!

د. الطيار: وطعناً في الدين, الدين هنا المراد به الإسلام, يعني كون هؤلاء أهل كتاب ويفعلون هذا الفعل ولم يُؤمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وحاربوه حتى بألسنتهم, يعني أقل ما يوصلوا إليه الأذى صلى الله عليه وسلم فعلوا, إنّما فعلوا هذا طعناً في دينكم دين الإسلام

د. الخضيري: يعني أنت الآن تتبّع العبارات من أوّلها يُحرّفون الكلم عن مواضعه طعناً في الدين , ويقولون سمعنا وعصينا طعناً في الدين, واسمع غير مسمع طعناً في الدين, وراعنا أيضاً طعناً في الدين

د. الشهري: وهذا فيه إشارة إلى أنّ سبّ النبي صلى الله عليه وسلّم طعنٌ في الدين لأنّ الذين يسبّون النبي صلى الله عليه وسلم اليوم هم يطعنون في الدين ولا يطعنون في النبي صلى الله عليه وسلم لذلك عندما نغضب نغضب لهذا ولهذا

د. الخضيري: في قوله (وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ) يعني أرشدهم إلى ما ينبغي أن يكون منهم من الفعل الصحيح والحسن (وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا) الثانية أطعنا, لمّا سمعنا نُطيع وهذا هو مقتضى العقل, لمّا تسمع الكلام الطيب ثم تمتثل لأنّه ما ذكرتم في موطن واحد أنّ رسول الله جاء بشيء تعيبُونه عليه لا مناقض للعقل ولا منافي للفطرة ولا منافي لما جاءت به الأنبياء والرسل, فما هي حجتكم في ترك ما جاءكم به؟! الواجب أن تقولوا سمعنا وأطعنا

د. الشهري: يعني هذا الأدب الربّاني في هذه الآية العظيمة, كيف أنّ الله سبحانه يذكر مساوئ هؤلاء الأعداء ويذكر قبائحهم وأسلوبهم حتى في الكلام مع النبي صلى الله عليه وسلم ويُنبّهك حتى إلى لحن القول عندهم, إنهم يقولون (رَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ) يقصدون بها شيئاً غير ما يقصده المسلمون ثم يقترح البديل, وهذا في الحقيقة فيه فتحٌ لباب التوبة للعقلاء منهم, فقال الله سبحانه وتعالى (ولَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا) بدل ما كانوا يقولون سمعنا وعصينا (وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا) بدل قولهم واسمع غير مسمعٍ, وبدل قولهم (وراعنا) قال (وانظرنا) يعني انظر إلينا بدل هذه الكلمة التي تحتمل الشتيمة وتحتمل غيرها (لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ)

د. الخضيري: الخيرية في الدنيا والآخرة وأقوم

د. الشهري: فيه أول شيء إشارة إلى العقلاء منهم أنّ هذا هو الطريق الأقوم إلى التوبة, وفيها إشارة إلى المسلمين عليهم رضوان الله الذين حول النبي صلى الله عليه وسلم لكي يتأدبّوا ويستخدموا الألفاظ الصحيحة, وهذا فيه إشارة إلى أنّك إذا منعت شيئاً فأوجد البديل

د. الخضيري: ينبغي لك أنت تُوجد البديل وتدلّ على الفعل الصحيح

د. الشهري: ثم قال الله سبحانه وتعالى (و َلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً) يعني ذكر علّة عدم استجابة هؤلاء اليهود وإصرارهم على هذه الأساليب في التعاون مع المسلمين ومع النبي صلى الله عليه وسلم

د. الخضيري: المعنى فلا يؤمنون إلا إيماناً قليلًا أو فلا يؤمنون هم إلا قليلاً منهم؟!

د. الطيار: فلا يؤمنون إلا إيماناً قليلاً لا ينفع, يعني هم عندهم إيمان لكنّه إيمان لا ينفع

د. الخضيري: ويمكن أن تكون أيضاً فلا يؤمنون إلا قليلًا أي لا يؤمن منهم إلا القليل لكثرة ما منهم

د. الطيار: هذا يذكرونه لكن احتمال أبعد, ويكثر القرآن هذا الأسلوب فلا يؤمنون إلا قليلًا

د. الخضيري: هذه الآية فيها دلالة على أنّ الإنسان ينبغي له أن يجتنب ملاعن الله سبحانه وتعالى, يعني أسباب التي توجب اللعنة من الله لأنّ الله يقول (ولَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ) فقوله لعنهم الله, أي كان هذا اللعن بسبب كفرهم, أي طردهم الله وأبعدهم, ولمّا طردهم وأبعدهم عن رحمته جلّ وعلا كان ذلك سبباً لأن تصدر منهم هذه التصرفات ويحصل منهم هذه الأخلاق المشينة ويُصرّون على الكفر.

الحقيقة الحديث في الآيات ممتع وعظيم أسأل الله أن ينفعنا بها, مشاهدي الكرام إلى هذا الحد نصل إلى نهاية الكلام في هذه الآية العظيمة ونُواصل ما تبّقى من هذه السورة في حلقات قادمة نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بُثّت الحلقة بتاريخ 24 رمضان 1431 هـ

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015