ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[04 Oct 2008, 08:10 م]ـ
و هذا فصل نفيس استللته من كتاب " جمع الجيوش و الدساكر، على ابن عساكر " ليوسف بن حسن بن عبد الهادي الحنبلي.
[81/ب]
(فصل): و نحن نذكر جماعة ممّن ورد عنهم مجانبة الأشاعرة، و مجانبة الأشعري و أصحابه، من زمنه، و إلى اليوم، على طريق الاختصار، لا على باب التطويل في التراجم ـ كما فعل (1) ـ و الاتّساع، و لو فعلتُ ذلك؛ لوضعتُ مجلداتٍ عديدةً في هذا الباب.
منهم:
1ـ أبو محمد الحسن بن علي البربهاري (2)، الفقيه القدوة، شيخ العراق قالا و حالا، و كان له صيت عظيم، و حرمة تامّة، أخذ عن المرّوذي (3)، و صحب سهل بن عبد الله التستري (4)، و صنّف التصانيف (5).
جاء إليه الأشعري، فجعل يقول له: رددت على الجُبَّائيّ (6)، و المعتزلة، و فعلتُ، و قلتُ، فقال له: لا أعرف ممّا تقول قليلا و لا كثيرا، و إنما نعرف ما قاله أحمد بن حنبل (7).
--------------------------------------------- -
1 ـ يعني: ابن عساكر، في الفصل الذي ترجم فيه لجماعة، ذكر أنهم أشاعرة، في كتابه» تبيين كذب المفتري «.
2 ـ أخباره في طبقات الحنابلة 2/ 18 ـ 45، و السير 15/ 90 ـ93، و المقصد الأرشد 1/ 328 ـ 330.
3 ـ ترجمته في السير 13/ 173 ـ 175.
4 ـ أخباره في السير 13/ 330 ـ 333.
5 ـ أشهرها: " شرح السنة "، و هو مطبوع متداول، و قد لخّصه ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة 1/ 18 ـ 43.
6 ـ هو: الضال المبتدع، محمد بن عبد الوهاب المعتزلي
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[04 Oct 2008, 08:10 م]ـ
و كان المخالفون يغلظون (8) قلب الدولة عليه، فقُبِض على جماعة من
أصحابه، و استتر هو في سنة إحدى و عشرين (1)، ثم تغيّرت الدولة، و زادت حرمة البربهاري، ثم سَعَت المبتدعة به، فنُودي بأمر الراضي (2) في بغداد: لا يجتمع اثنان من أصحاب البربهاري، فاختفى إلى أن مات في رجب سنة إحدى (3) و عشرين و ثلاثمئة، رحمة الله عليه.
و كان إماما مُقدَّما في سائر العلوم، مُعظّما، مجانبا للأشعري، لا يرى شيئا من كلامه، و لا يقبل له قولا.
-------------------------
2 ـ و منهم: أبو زيد (4)، قد ذكره هو (5) من أصحابه / و ذكر
ترجمته، و يَرُدّ قوله فيه، ما: أخبرنا جماعة من شيوخنا، أنا ابن الزعبوب (6)، أنا الحجّار (7)،
أنا ابن اللتي (1)، أنا السجزي (2)، أنا الأنصاري (3): سمعتُ غير واحد من مشايخنا ـ منهم: منصور بن إسماعيل الفقيه (4) ـ، قال سمعت محمد بن محمد بن عبد الله الحاكم (5) يقول: سمعت أبا زيد = قال شيخ الإسلام: و كتب به إليَّ أحمد بن الفضل البخاري: سمعت أبا زيد الفقيه المروزي يقول: أتيتُ الأشعري بالبصرة، فأخذت عنه شيئا من الكلام، فرأيت من ليلتي في المنام كأني عَمِيتُ، فقصصتُها على المعبّر، فقال: إنك تأخذ علما تضلّ به؛ فأمسكتُ عن الأشعري، فرآني بعدُ يوما في الطريق فقال لي: يا أبا زيد، أما تأنَف ترجع إلى خراسان، عاما بالفروع، جاهلا بالأصول؟! فقصصتُ عليه الرؤيا، فقال: اكتُمْها عليَّ ههنا.
------------------------------------------------
7 ـ روى القصة الأهوازيُّ ـ و من طريقه ـ ابن أبي يعلى في الطبقات 2/ 18، و في سندها ضعف و جهالة، و قد طعن فيها ابن عساكر في تبيينه. و انظر التسعينية 3/ 1027، 1030.
8 ـ كذا في الأصل، و العبر، و السير 15/ 91، و في طبقات الحنابلة 2/ 44:» يغيظون «.
--------------------------------------------
1 ـ يعني: و ثلاثمئة.
2 ـ أخباره في السير 15/ 103.
3 ـ كذا في الأصل، و الصواب أنه (ت 329)، كما في مصادر ترجمته، و كأن المصنف وقع في الغلط بسبب انتقال بصره، و زوغان نظره، في ترجمته ن فقد تقدّم أنه استتر سنة 321 ... و لم ينبّه الأخ فوزي ص 196 ـ 197 على هذا الخطأ.
4 ـ ترجمته في تاريخ مدينةالسلام 1/ 314، و السير 16/ 313 ـ 315.
5 ـ يعني: ابن عساكر، راجع التبيين.
6 ـ مترجم في الدرر الكامنة 1/ 193 رقم: (1669)، و له ذكر في الجوهر المنضد ص 126، 183.
7 ـ قال الذهبي في معجم شيوخه (115): و كان أمّيّا، لا يكتب، و لا يقرأ إلا اليسير من القرآن ...
و قد روى عنه ابن كثير في تفسيره، الحديثَ المسلسل بقراءة سورة الصف، ثم قال 4/ 421 ـ 422:» تسلسل لنا قراءتها إلى ... الحجّار، و لم يقرأها؛ لأنه كان أمّيّا، و ضاق الوقت عن تلقينها إياه «!
و تأمّل، و تذكّر وصف (نعيم العرقسوسي) إياه بـ (الحافظ)! في مقدمته على توضيح المشتبه 1/ 69! =
= و تحسَّر معي على ابتذال هذا اللقب الرفيع، و إطلاقه على من لا يستحقّه، و الله المستعان.
1 ـ سيأتي برقم: ().
2 ـ سيأتي ().
3 ـ ستأتي ترجمته برقم: ().
و روايته في كتابه» ذم الكلام و أهله «4/ 392 ـ 393 ـ و من طريقه رواها ـ أيضا ـ المصنف في» كشف الغطا «(ق 7/ب ـ 8/أ)، و في» جمع الجيوش «(ق 47/أ ـ ب).
4 ـ سيأتي برقم: (27).
5 ـ ستأتي ترجمته برقم (19 و 81).
¥