سؤال -سورة الزخرف-

ـ[امة الوهاب]ــــــــ[25 Sep 2008, 06:51 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جاء في الاية 8 من سورة الزخرف. (ولئن سالتهم من خلق السماوات والارض ليقولن العزيز العليم.) هل معنى هذا ان المشركين يعترفون باسماء الله الحسنى. ام ان هذا هو الجواب الذي ينبغي ان يجيبوا به.

ـ[حادي الحجيج]ــــــــ[25 Sep 2008, 08:25 م]ـ

كتاب إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد صالح الفوزان

[الباب الأربعون]

باب من جحد شيئا من الأسماء والصفات

وقول الله تعالى: وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ الآية.

--------------------------------------------------------------------------------

قول الشيخ رحمه الله: "باب من جحد شيئا من الأسماء والصفات " أي: ما حكمه؟ وما دليل ذلك؟.

ومناسبة الباب: أنه لما كان التوحيد ثلاثة أنواع توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات، وكان غالب هذا الكتاب في النوع الثاني، وهو توحيد العبادة، لأن فيه الخصومة بين الرسل والأمم، وهو الذي كثر ذكره في القرآن الكريم وتقريره والدعوة إليه، فهو الأساس، وهو معنى شهادة أن لا إله إلا الله، وهو الذي خلق الله الخلق من أجله كما قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ.

وأما النوع الأول وهو توحيد الربوبية: فهذا أكثر الأمم مقرة به، خصوصا الذين كانوا في وقت نزول القرآن من كفار قريش وكفار العرب كانوا مقرين بتوحيد الربوبية، فهم يعتقدون أن الله هو الخالق الرازق، المحيي، المميت، المدبر يعترفون بذلك كما جاءت آيات في القرآن الكريم تبين ذلك: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ هذا شيء متقرر، ولكنه لا يدخل في الإسلام، فمن أقر به واقتصر عليه ولم يقر بالنوع الثاني وهو توحيد العبادة، ويأت به فإنه لا يكون مسلما ولو أقر بتوحيد الربوبية.

أما النوع الثالث: وهو توحيد الأسماء والصفات، فهو في الحقيقة داخل في توحيد الربوبية.

ومن أجل هذا؛ بعض العلماء يجمل ويجعل التوحيد نوعين:

توحيد في المعرفة والإثبات، وهو توحيد الربوبية والأسماء والصفات وهو التوحيد العلمي.

وتوحيد في الطلب والقصد وهو التوحيد الطلبي العملي، وهو توحيد الألوهية.

ولكن لما وجدت طوائف من هذه الأمة افترقت عن مذهب السلف، وصار لها رأي في الأسماء والصفات تخالف الحق؛ جعل هذا قسما ثالثا من أجل الرد عليهم وبيانه للناس، فجعل التوحيد ثلاثة أقسام: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات، لأن هذا التقسيم تفصيلي، والتقسيم الأول إجمالي.

وقد وجدت نابتة في الآونة الأخيرة على طريقة علماء الكلام تجعل التوحيد قسما واحدا هو: توحيد الربوبية فقط، وتنكر ما عداه، فلم يزيدوا على ما أقر به المشركون، ولم يعلموا - أو هم يتجاهلون - أن القرآن الكريم قد دل على التوحيد بأقسامه الثلاثة في آيات كثيرة.

وجدت طائفة أخرى تقول: إن التوحيد أربعة أقسام، وتزيد من عندها توحيد الحاكمية، ولم تعلم أن هذا القسم الذي زادوه هو قسم من توحيد الألوهية، وليس قسيما له. ويجوز اعتباره من توحيد الربوبية من ناحية أن التشريع من اختصاص الرب سبحانه وتعالى.

وقد تكلم الشيخ على توحيد الألوهية في معظم أبواب هذا الكتاب أول باب منه يقول: "كتاب التوحيد، وقول الله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ فاعتنى بتوحيد الألوهية، لأنه هو المقصود، وتوحيد الربوبية دليل عليه، وداخل في ضمنه.

ثم ذكر في هذا الباب توحيد الأسماء والصفات، ولم يذكر توحيد الربوبية، لأن توحيد الربوبية معترف به عند جميع الخلق، وتقر به حتى الأمم الكافرة على جاهليتها وشركها، ولكنه خص باب الأسماء والصفات هنا لأن منكريه من هذه الأمة من الفرق الضالة كثيرون.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015