أولها ــ أنه تفسير للفظ بما لا يدل عليه بحال.

الثاني ــ جعل اللفظ منحصرًا في شخص واحد.

إذاً وجه الخطأ في مثل هذه التفاسير هو عدم دلالة اللفظ عليه، الثاني الحصر المجرد، وقلت أن هناك فرق بينه وبين التفسير في المثال الذي قررناه في الجلسة الماضية.

ثم بدأ شيخ الإسلام يتكلم عن بعض كتب التفسير والتي متداولة بين الناس، قال:

وتفسير ابن عطية (ابن عطية أندلسي تفسيره جميل جدًا لكنه على مذهب أهل التأويل-مذهب الأشاعرة- رحمة الله عليه ـ وأمثاله أمثال ابن عطية يقول شيخ الإسلام: وهذا من الإنصاف ,قال:

" أتبع للسنة والجماعة وأسلم من البدعة من تفسير الزمخشري لكن يقول شيخ الإسلام (وهذا يسمى عند العلماء الآن مناهج المفسرين، تقويم المفسرين يقول):ولو ذكر كلام السلف الموجود في التفاسير المأثورة عنهم على وجهه لكان أحسن وأجمل, فإنه كثيرًا ما ينقل من تفسير محمد بن جرير الطبري وهو من أجل التفاسير المأثورة وأعظمها قدرًا ثم إنه يدع ما نقله ابن جرير عن السلف لا يحكيه بحال ويذكر ما يزعم أنه قول المحققين وإنما يعني بهم طائفة من أهل الكلام وهم الأشاعرة

ولذلك إذا قال:وقال أبو محمد يقصد به نفسه أو وقال القاضي يقصد به نفسه من أهل الكلام الذين قرروا أصولهم بطرق من جنس ما قررت به المعتزلة أصولهم وإن كانوا – يقصد الأشاعرة - أقرب إلى السنة من المعتزلة ,لكن ينبغي أن يُعطى كل ذي حق حقه ويُعرف أن هذا من جملة التفسير على هذا المذهب)

يقول لك شيخ الإسلام عندما تقرأ في تفسير ابن عطية وتأتي في باب الصفات فاعلم أن ما فسروه هنا على مذهبهم وليس على مذهب أهل السنة والجماعة، وإذا قرأت في كتب المعتزلة وأتيت من باب الصفات أو باب الرؤية أو خلق أفعال العباد أو غيرها من أصول مذهبهم أو آيات الوعد والوعيد، فاعلم أن ما يقررونه هنا على مذهبهم لا على مذهب السلف عليهم رحمة الله) فإن الصحابة والتابعين والأئمة إذا كان لهم في تفسير الآيات قول وجاء قوم فسروا الآية بقول آخر لأجل مذهب اعتقدوه وذلك المذهب ليس من مذاهب الصحابة والتابعين لهم بإحسان صار مشاركًا للمعتزلة وغيرهم من أهل البدع في مثل هذا)

ولذلك لا يلزم أن يكون الإنسان معتزليًا أو بمعنى أصح ربما يشارك بعض المفسرين معتقدات المعتزلة وهم من الأشاعرة في بعض الأشياء.

أضرب لكم مثال يا إخواني .. تفسير فتح القدير الذي يدرسوه كثير من الطلاب الآن في الجامعة للشوكاني ـ رحمه الله ـ الشوكاني ـ رحمه الله ـ وقع في التأويل في تفسيره , رغم أن له كتاب على مذهب السلف لكن عنده بعض التأويلات.

ولذلك لا يصح أن نقول أن الزمخشري أو تفسير فتح القدير على مذهب الأشاعرة , لكن وقعا في التأويل مثل لما قال {غير المغضوب عليهم} لم يثبت صفة الغضب و إنما قال إرادة الانتقام على مذهب الأشاعرة فلعل هذه الآية وهذا التفسير كتبه قبل أن ينتقل إلى مذهب السلف أو يطلع على مذهب السلف عليه رحمة الله. وبالتالي يقول شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ أنك ربما تجد بعض أقوال المعتزلة في بعض تفاسير الأشاعرة ,وتجد بعض أقوال المعتزلة أن يوافق الخوارج بعض المعتزلة، وتجد بعض الروافض أن يوافقوا المعتزلة في بعض أصولهم .. يقول لك شيخ الإسلام في النهاية: إذا أردت أن تقرأ فاعرف لمن تقرأ حتى إذا أتت هذه المسائل تستطيع أن تتبين وجه الصواب هنا ووجه الغلط في هذه الآية.

يقول: وفي الجملة ـ هذا كلام نفيس من الأشياء التي ينبغي استظهارها وحفظها ـ) وفي الجملة من عدل عن مذاهب الصحابة والتابعين وتفسيرهم إلى ما يخالف ذلك .. كان مخطئًا في ذلك بل مبتدعًا وإن كان مجتهدًا مغفورًا له خطؤه.

يقول من عدل عن مذاهب السلف فالصحابة ـ رضي الله عنهم ـ فسروا القرآن ولذلك لماذا صار ابن جرير إمام المفسرين؟ يا إخواني هذا التفسير الذي كثيرًا من الإخوة زهدوا فيه وتفسير ابن كثير هذا من أحسن وأفضل كتب التفسير, لماذا؟ لأنهم ما خرجوا عن أقوال السلف ولم يخلطوا في التفسير غيره من المعتقدات , ولذلك تجد القراءة فيه جميلة.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015