إذا تعارضت هذه الحقائق في النصوص الشرعية أيهما نقدّم؟ الشرعية، ما لم يدل دليل على تقديم الحقيقة اللغوية مثل قول الله عزّ وجلّ ({وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم} التوبة84)

هناااا

الحقيقة اللغوية هي ماذا؟؟ ولا تدعو، لكن عندنا ماذا؟؟ أدلة تثبت على أن الصلاة (ولا تصلِّ (المراد هنا ماذا؟ هل هو مجرد الدعاء وإلا صلاة مخصوصة؟ صلاة الجنازة.

ولهذا قرر أهل العلم ومنهم ابن القيم رحمه الله أنه لا يجوز أن يُحمل كلام الله ويفسّر بمجرد الاحتمال النحوي الإعرابي الذي يحتمله تركيب الكلام، ويكون الكلام به له معنى فإنّ هذا غلط فيه أكثر المعربين للقرآن.

ولذا وضعوا قاعدة: ليس كل ما جاز إعرابًا جاز تفسيرًا, وليس كل ما جاز لغة جاز تفسيرًا.

ولذلك تلاحظون أن المؤلفين في التفسير الّذين لهم إهتمام بالجانب النحوي يذكرون احتمالات كثيرة للآية ,هي غير مرادة في الآية لكن يذكروها من باب الاحتمال النحوي مثل تفسير أبي حيّان في البحر المحيط، يذكر الاحتمالات النحوية لهذه اللفظة , لكن في الحقيقة هل هي مرادة في القرآن؟ بعضها مراد وبعضها يقينًا غير مراد.

عُرف القرآن أضرب لكم مثال في عُرف القرآن حتى لا أطيل:

قال الله عزّ وجلّ (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا) النور31 ظهر منها: اختلف الصحابة رضي الله عنهم في تفسير المستثنى هنا، فقال ابن عباس: الوجه والكفان وإلا لا؟؟ وقال ابن مسعود: ما لا يمكن تغطيته أي الزينة الظاهرة مثل العباءات وغيرها .. هذه لا يمكن تغطيتها لو أردت أن تستر العباءاتفستسترها بعباءات أخرى لا يمكن تسترها، ولذلك قال (إلا ما ظهر منها) هي الزينة الزائدة ابن عباس فسرها بالزينة الأصلية.

دعونا نرى عُرف القرآن حتى نفسر هذه الآية ونرى أنها مع ابن عباس أو مع ابن مسعود كل ما ذكر الله عزّ وجلّ الزينة في القرآن كما ذكر الشنقيطي أكثر من سبعة عشر مرة كلها أراد بها الزينة الزائدة وليست الزينة التي هي من أصل الخلقة.

(يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ) الأعراف31 لا يقصد بها خذ نفسك التي زيّنك الله بها ,لكن خذ الزينة الزائدة قدر زائد، (حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ) يونس24زينة الربيع، فهي قدر زائد عليها، فتتبع الشنقيطي رحمة الله عليه لفظ الزينة فوجد أن القرآن عُرفه أنه يقصد بالزينة هي القدر الزائد .. فإذاً أيهما أولى أن نفسّر الزينة هنا بالوجه والكفين أم بما زاد عن الخلقة؟ ما زاد،لأن هذا هو عُرف القرآن هذا هو عُرف القرآن؟

مثله المسجد الحرام وهذا في مسألة تضعيف الصلاة، تضعيف الصلاة مثلاً الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن المسجد الحرام المقصود به مسجد الكعبة فقط وإلا المسجد الحرام كله؟ أغلب ما ورد في القرآن لما يطلق المسجد الحرام يراد به ماذا؟ يقصد به الحرم كله

) إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ) التوبة28 هل المقصود يدخلون مكة بس فقط لا يدخلون أبواب الحرم؟؟ لا، يقصد لا يدخلون الحرم كله وهكذا (هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ} المائدة95) يعني هديًا بالغ الحرم .. إذا ً القرآن له عُرف خاص ينبغي معرفته عند الترجيح بين الأقوال، فلا ينبغي أن نحمل القرآن ونفسره بمجرد الاحتمال النحوي فقط لابد من معرفة عُرف القرآن.

ثم قال شيخ الإسلام:

(ثم هؤلاء كثيرًا ما يغلطون في احتمال اللفظ لذلك المعنى في اللغة} يعني زيادة على ذلك أنهم أحيانًا يغلطون في نفس احتمال اللفظ في اللغة، فيكون الغلط من جهتين أيضًا من شيء آخر {كما يغلط في ذلك الذين قبلهم كما أن الأولين كثيرًا ما يغلطون في صحة المعنى الذي فسروا به القرآن كما يغلط في ذلك الآخرون وإن كان نظر الأولين إلى المعنى أسبق ونظر الآخرين إلى اللفظ أسبق والأولون صنفان)

من هم الأولون؟ قوم اعتقدوا معاني ثم أرادوا حمل ألفاظ القرآن.

يقول شيخ الإسلام رحمه الله أنهم صنفان:

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015