الدرس الرابع:؟

رفع الله قدركن في الآخرة لإهتمامكم وهمتكم بنشر فهم كلامه.

ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[15 Oct 2010, 09:15 م]ـ

إن شاء الله، الأخت سعاد، أبشري خيراً، لكن فيما بعد سأكون معكم بحول الله

شكر الله لكم حُسن ظنّكم بأختكم

ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[15 Oct 2010, 09:34 م]ـ

وعُرِف عن أهل العلم أنّ لهم قراءات متنوعة، فقراءة لتحصيل أجر الحروف وقراءة للتّفقه من القرآن، وقراءة للتدّبر والتأثّر بالقرآن، وذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله عن بعضهم أنّه كان يقرأ القرآن في كلّ يوم، يعني يختم كلّ يوم، وله ختمةُ تدّبر أمضى فيها عشرين سنة، كثير من المسلمين لا يتسنّى له أن يتدبّر القرآن بمفرده لأنه ليست لدّيه الأهلية لتدبّر القرآن من عامّة النّاس ومبتدأي طلبة العلم هؤلاء يستعينون على ذلك بكتب الغريب والتّفاسير المختصرة، والذّي يصحب معه تفسيره ويُراجع عليه معاني الآيات أثناء حفظه هذا يستفيد كثيراً لكن لا يكون التّفسير مُطوّلاً بحيث يعوقه عن حفظ القرآن في أقرب مدّة وأقصر مدّة إذا تطرّق إليه الملل والسآمة.

وهذه الدورة المُباركة يُرجى منها الثّمرة العُظمى وهي التدّبر لكلام الله جلّ وعلا ...

فتدبّر القرآن إن رُمت الهُدى .. فالعلم تحت تدبّر القرآن ..

تجد الإنسان يقرأ القرآن في سبع، أو في ثلاث، أو في أقل من ذلك سنين طويلة لكن إذا سألته عن شيء من معاني كلام الله جلّ وعلا، أو ممّا يُستنبط منه تجد أنّه لم يستفد كثيراً، نعم استفاد الأجر المرّتب على الحروف وهذا بحد ذاته نافعٌ جِدّاً هذا رصيد للمسلم يثقل به ميزان حسناته، لكن أعظم من ذلك التدّبر الذّي فيه النّفع الأعظم. هذا الكتاب كلام الله الذي فضله على سائر الكلام، كفضل الله على خلقه.

هو الكتاب الذّي من قام يقرأه .... كأنّما خاطب الرّحمن بالكّلِم

ومن أعظم كتب التّفسير وأكثرها فائدة التّفاسير الموثوقة التفسير المشهور " تفسير الحافظ ابن كثير" لكنّه لا يصلح لعامّة النّاس ومبتدأي الطلبة لوجود التّكرار والأسانيد، فوُجِد له مختصرات كثيرة، كثير من طُلاّ ب العلم يسأل عن أفضل المختصرات، فنقول أفضل هذه المختصرات التي يستفيد طالب العلم مختصر الشيخ أحمد شاكر "عمدة التفسير" لا سيما في الثُّلث الأوّل الذّي توّلاه الشيخ بنفسه، هناك أيضاً "المصباح المنير" و أيضاً " اليسير في اختصار تفسير ابن كثير" كلّها طيّبة وبحروفها المنقولة من تفسير الحافظ ابن كثير. هناك أيضاً " مختصر للشِّيخ نسيب الرِّفاعي" وهو مختصر نافع وعلى جادّة السَّلف في العقيدة. من الكتب التي يُستفاد منها في هذا الصّدد " تفسير الشِّيخ عبدالرّحمن بن سعدي" إلاّ أنّه صاغه بأسوبه، وما فهمه من كلام السَّلف في تفسير القرآن ويُستفاد منه. ومن الكُتُب التي يُستفاد منها أيَضاً تفسير الشِّيخ فيصل بن مبارك المسمّى" توفيق الرّحمن في دروس القرآن" وهذا بحروفه من كلام السَّلف، انتقاء بالحرف من كلام السَّلف والشيخ ما تصرّف في شيء، إذا كان الشيخ ابن سعدي صاغ كلام السّلف بأسلوب سهل ميسّر، فإن الشيخ فيصل ما تصرّف إطلاقاً، إنّما انتقى من كلام السّلف تفسير القرآن مختصر جِدّاً ونافع.

بعض طُلاّب العلم يسأل عن مختصر لتفسير ابن كثير، وبعضهم يُدَل على المختصر يُقال له الأفضل كذا وكذا، وبعضهم يُقال له إذا رُؤيَ عليه علامات النّباهة والقُدرة يُقال له أفضل مختصر لابن كثير (مختصرك أنت)، امسك ابن كثير وبيدك القلم وضع أقواس على الكلام المكرّر إذا رأيت أنّ الحاجة إليه ليست داعية أو أنّ فائدته أقل.

لماذا يُقال مثل هذا لبعض الطُّلاب النَّابهين؟ أولاً: لأنَّ لديهم القُدرة، ثانياً: أنّ بهذا تتم الفائدة، لأنّ كثيرمن طُلاّب العلم يقول قرأت ابن كثير مرار أكثر من مرّة وما استوعبت ولا جمّعت، نقول له: اختصر الكتاب بعد ذلك تستوعب وتُجمّع، لأنَّك إذا أردت الاختصار أحضرت ذهنك. ولعل المختصِر الذّي تُدَل عليه على أنّه أفضل المختصرات قد يكون حذف شيئا في تقديره أنّه لا داعي له، وهو في حقيقة الأمر بالنّسبة إليك أهم ممّا أبقى فيكون أحياناً المحذوف أولى بالبقاء من المذكور، فكون الإنسان يختصر بنفسه ليكون على علم بما يحذف كعلمه بما يُبقي. وبهذه الطّريقة يرسخ العلم ويكون ثابتاً في ذِهن الإنسان ويكون العلم مقرونا بكلام الله

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015