المقدِّم: نرجع فضيلة الشيخ لموضوعنا عن المعاجم القرآنية.
الضيّف: طبعاً الكتاب المشتمل على ترتيب معيّن يقال له معجم، معجم الأدباء، معجم الأدوات، معجم الصَّنائع، فالآن نحن نتحدّث عن المعاجم القرآنية، حاولت أن أرِّتبها على حسب الكتب الموجودة عندي في المكتبة فقط وإلا هي أوسع من ذلك فظهر عندي سبعة عشرَ نوعاً
أوّلها: المعاجم القرآنية: وكتب المعاجم كثيرة جِدّاً وأوّل ما يصح ان يُسَّمى معجم كتاب نزهة القلوب في تفسير غريب القرآن الكريم العزيز للإمام للسجستاني، لأنّه رتّبه ترتيباً هجائيا على حسب الحروف، أمّا ترتيب ابن قُتيبة ترتيب أبي عُبيدة معمر بن مُثّنى في المجاز فهو على حسب السِّور وهذا لا يُسمّى معجم.
كتاب نزهة القلوب في تفسير غريب القرآن الكريم العزيز للإمام أبي بكر محمد بن عُزَيز للسجستاني وليس ابن عُزير هناك خلاف طويل في اسمه لكن الرَّاجح هو هذا عُزِيز، توفي 330 هجرية وهذا الكتاب ميزته أنّه قرأه على شيخه أبي بكر بن الأنباري وهو من الكبار الذي تُوفي سنة 328 رتبّه على تريب الحروف وليس على ترتيب السُّور، ثمّ رتّب كل مادّة داخل الحروف حسب الترتيب الألف بائي، مثال: باب الجيم المضمومة طبعاً هو يُقدِّم الكلمة المفتوحة ثمّ المضمومة ثمّ المكسورة، مثال: (جُناح): إثمٌ، ثمّ جُنبٌ غريب وجُنُبٌ بعيد كما في قوله تعالى (فبصُرَت به عن جُنُب) أيّ عن بُعدٍ، وجُنُبٌ الذي أصابته جنابة إلى آخره. فالكتاب مُركّز فكان ترتيبه للكتاب مفاجئ للنّاس وغير معهود فجاء ابن الهائم فرتّبه على حسب سور القرآن الكريم وأجاد في ذلك.
من كتب المعاجم: قاموس الألفاظ القرآنية، المستشرقين كتبوا عن هذا النُّوع عدّة كتب منها (سلك البيان في مناقب القرآن) لجوهان بيرنيس، وقاموس الألفاظ القرآنية لأحد المستشرقين، أيضاً معجم الكلمات الأثرية في القرآن والمعلّقات لأحد المستشرقين كتبه وشرح فيه 96 كلمة من غريب القرآن الصعبة وشرحها على المعلّقات واستشهد عليها من الاشعار التي وردت في المعلّقات بالذّات، أيضا كتاب معاصر جميل جِدّاً: اسمه كتاب معجم ألفاظ القرآن نادرة الاستعمال في لغتنا المعاصرة للدكتورين نشأت صلاح الدِّين، وحامد عبدالهادي، هذا كتاب جيّد طُبِع في الوقف السُّني في العراق مؤخّراً، هذا جيّد للبَّاحثين الآن أنصح به لأنّ على الأقل لو لم تستفد منه إلا أنّه يجمع لك الألفاظ الغريبة، لأنّ غريب القرآن مسألة نسبية فما هو غريب عند شخص قد لايكون غريب عند شخص آخر وأيضاً ما هو غريب علينا اليوم قد لا يكون غريب على المتقدِّمين، فحاولوا أن يذكروا الألفاظ الغريبة في الواقع.
المقدِّم: لكن هل كان الأئمة في السّابق كالسجستاني مثلاً يرى أنّها غريبة على مجمل النّاس، او أنّه يخشى أنّه ياتي في زمن لا يفهمه النّاس.
الضّيف: الحقيقة هذه مسألة درستها في أحد البحوث وهو (غريب القرآن مسألة نسبية من حيث الزَّمان ومن حيث المكان) فمجاز القرآن لأبي عبيدة العدد فيه قليل، وكنت أجريت موازنة لعدد من السّور، فوجدت أنّ أي ّسورة من السُّور خذها عند أبي عبيدة تجد عنده سبع كلمات شرحها، أمّا ابن قتيبة تجد أنّها قد زادت، تأتي عند الإمام السجستاني تجد أنّها قد زادت اكثر، عند المفردات للرّاغب الأصفهاني استوعب المفردات كلّها ولم يقتصر على الغريب فقط، فأنا قدّمت الغريب وقلت معاجم الغريب التي رأى أصحابها أنّها غريبة فعلاً.
النوّع الثاني من المعاجم: معاجم الألفاظ مع شرحها،، والغريب أقل من معجم الألفاظ،، من أمثلة معجم الألفاظ: (معجم الألفاظ) للرّاغب الأصفهاني، ومثل (عمّدة الحُفّاظ) للسَّمين الحلبي، ومنها (معجم ألفاظ القرآن الكريم) الذي صدر عن مجمع اللغة العربية في القاهرة (هذا كتاب ثمين وأنا أنصح به) وطُبع على سنوات وكانت فكرته أنّه قد اقترح محمد حسين هيكل رحمه الله عام 1360 اقترح أن يُصنّف معجم لمفردات القرآن الكريم بحيث يتناول معاني هذه المفردات في الوقت الذي نزلت فيه في وقت الوحي، ثمّ كيف تطوّرت بعد ذلك، وهذه فكرة رائعة جِدّاً، وبالمناسبة هو الذِّي قدّم لكتاب (المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم) لمحمد فؤاد عبدالباقي، فبقي الكتاب عشرين سنة وهم يكتبون فيه ثمّ أصدرته دار الشُّروق بطبعة أنيقة، وقام على هذا
¥