الثاني: تميّز المؤلف في هذا الفن وعلوّ كعبه فيه، فقد تمَّيز بكتاباته ودراسته المتعمّقة في هذا العلم ...

إصدارات الشيخ السّابقة ونبذة من سيرته:

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=59181 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=59181)

فقرة الميزان:

المقدّم: الكتاب "هو مفردات ألفاظ القرآن للرَّاغب الأصفهاني"،، قبل أن نتكلم عن هذا الكتاب نرغب بتعريف عن هذا المؤلف

الضيّف: هو أبو القاسم الحسين بن محمد بن المفضّل المعروف بالرّاغب الأصفهاني، وهو من علماء مدينة أصفهان وهي مدينة من مدن فارس، توفي سنة 425 على الصّحيح مما ذكره المترجمون ولذلك هو متقدِّم الوفاة، وأخطأ من كتب أنّه توفيَ سنة 502

قد أدرك الصّاحب بن عبّاد، قد أدرك ابن فارس صاحب (مقاييس اللُّغة) ولذلك يُعتبر كتاب (المُجمَل في اللُّغة) لابن فارس من أبرز مصادره التي اعتمد عليه في كتابه هذا وهي من مميزاته. كذلك لم أجد في ترجمته أنّه أدرك ابن فارس وقد أخذ عنه ولكنّي لمست في الكتاب تأثُّراً بكتاب (المجمل لابن فارس)، وابن فارس له كتابين في المعاجم في اللُّغة بعض النَّاس لا يعرف إلاّ كتاب (مقاييس اللُّغة) اعتنى فيه بالاشتقاق الكبير،وكتاب (المجمل في اللُّغة) فقد رتَّب هذا الكتاب ترتيباً معجمياً، وحَرَصَ فيه على ألاّ يذكُر فيه إلاّ الصَّحيح ممّا صحّ عن العرب من اللُّغة. ولذلك هو يَكاد يُضاهي الصِّحاح للجوهري في جودة اللُّغة، لذلك اللُّغة لو وجدتها في كتاب المجمل فهي أشبه ما يكون بالأحاديث الصحيحة.

وللرَّاغب الأصفهاني كتباً كثيرة من أشهرها:

محاضرات الأدباء وهي اختيارات أدبية وهي مثل عيون الأخبار لابن قتيبة

وله كتاب اسمه (الذَّريعة في مكارم الشَّريعة) وله غيرها من الكتب.

وله كتاب في التّفسير طُبع جزءاً منه محقَّقاً في دار الوطن بتحقيق الدكتور عادل الشِّدي

المقدّم: له كتاب اسمه (الكُليّات) لا أدري إذا كان موجوداً أم مفقوداً

الضيّف: ليس موجوداً. وله أيضاً كتب جيِّدة في القرآن ولكنّها ليست موجودة.

المقدّم: بالنسبة لكتاب (مفردات القرآن) هل سُبِق إليه غيره؟

الضيّف: مفردات ألفاظ القرآن هي تتحدَّث عن ألفاظ القرآن الكريم وليست فقط عن غريب القرآن الكريم، فهو حاول أن يستوعب كل الكلمات التي وردت في القرآن الكريم ويتحدّث عنها، وفاته تقريبا ثمان مفردات فقط. فهو جهد رائع جدّاً. يعتبر الكتاب من أجود معاجم المفردات القرآنية ولذلك أثنى عليه العلماء بعد الزّركشي وغيره، ولذلك بعضهم يوصي بحفظه وبعضهم يُكثر من النّقل عنه.

من ميزات هذا الكتاب:

أوّلاً: أنّه حاول استيعاب مفردات القرآن، ثانياً: أجاد في البيان عن المفردات فهو عندما يتحدّث عن مُفردة إنّما يتحدّث حديث عالم متّتبع مستقصي للمعاني ولذلك يُعتبر من أقدم من تحدَّث عن المفردة من زاويتين من زاوية (جانب الحقيقة في المفردة) ثمّ التَّعبيرات المجازية، لذلك هو قد سبق الزمخشري في كتابه (أساس البلاغة) يعتبر من مميزاته أنّه يتحدّث عن المعانيى الحقيقية للمُفردة ثم يأتي بالمجازية.

أيضاً حسن ترتيبه فقد رتبّه ترتيبا معجميا، والمعجم المقصود به هو الكتاب الذّي رُتِّبت فيه المواد ترتيباً ألف بائياً أو أبجدياً حسب حروف المعجم. وأصل كلمة معجم تكلّم عنه ابن منظور في (لِسان العرب) كلاماً جيِّداً.

طبعاً المؤلف رتّب كتابه ألف بائياً، ثم يأتي في داخل كل كتاب فسمّاه (كتاب الألف، كتاب الباء، كتاب التّاء) إلى آخره، فيُرَتِّبها داخل المفردة على حسب الألف ثم الباء ثم التاء إلى آخره. فيبدأ بكلمة (أبى)، فمثلاً تُريد أن تبحث عن كلمة (حَرَد) كما في سورة القلم (وغَدَوا على حَردٍ قادرين)، زمان قبل الرَّاغب الأصفهاني بل قبل السجستاني صاحب كتاب (نزهة القُلوب). لعلّنا نتحدّث عنه عندما نتحدّث عن المعاجم، أوّل من ابتدأ في المعاجم القرآنية فكرة ترتيب المفردات على حسب الألف بائي دون السُّور، كان ابن قُتيبة يُرَّتبه على حسب السُّور، فأنت الآن كلمة (حَرَد) مباشرة تذهب إلى سُورة القلم تجد الكلمة، لكن هنا لا، تذهب كتاب الحاء ثم تتبَّع الحاء ثم الباء ثم التَّاء إلى آخره حتى تصل إلى حرَث ثم حَرَجَ ثمّ حَرَد، فتجد كلمة (حَرَد) يقول الحَرد المنعُ من حِدَّةٍ

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015