د. فاضل: أرسلناه بهذا، أرسلناه بـ (ألا تعبدوا إلا الله). يمكن أن تتعلق بأرسلناه ويمكن أن تتعلق بنذير (إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ) أنذركم بألا تعبدوا إلا الله نذير بهذا، احتمال أن تكون متعلقة بنذير مثل (إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ (25) أَن لاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ (26)). فيها احتمالان إما متعلقة بالإرسال يعني أرسلناه بذلك وإما متعلقة بنذير يعني أنذركم بهذا. ويحتمل أن تكون تفسيرية إما مفسِّرة لإرسال أرسلناه والرسالة هي (ألا تعبدوا إلا الله) والإنذار هو (ألا تعبدوا إلا الله)

المقدم: يجوز أن تكون رسالة وإنذار في آن واحد. أيهما ترجح؟

د. فاضل: الإثنان مقصودان الرسالة والإنذار. إذن سبحانه أرسل نوحاً بعبادة الله وعدم عبادة غيره وهو بلّغهم بذلك، أرسلهم بالعبادة، ربنا أرسل نوح بالعبادة أنه يعبد وأن ينذر قومه ونوح بلغهم بذلك، الآية دلت على ما قال نوح وما أُرسل به. ماذا قال؟ (إني لكم نذير مبين) وماذا أُرسل به؟

المقدم: (ألا تعبدوا إلا الله).

د. فاضل: ربنا قال في الأعراف (لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ (59))

المقدم: هذا قوله

د. فاضل: أيضاً في المؤمنون قال (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (23)). لاحظ التعبير (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ)

المقدم: هذا قول نوح عليه السلام

د. فاضل: وفي المؤمنون الآية 32 (فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ) هذا ليس قولاً، أرسله بهذا. إذن هناك أمرين: الرسالة والتبليغ أرسل الرسول بهذا وبلغهم بها، إذن هناك أمران.

المقدم: ليس مجرد قول فقط، هو رسالة وتبليغ.

--------فاصل--------

المقدم: كنا نتكلم عن الرسالة والقول الذي قاله سيدنا نوح، إذن هو قال وهي رسالة (ألا تعبدوا إلا الله)

د. فاضل: يمكن أن يثار سؤال ما الدليل على أنه قال هذا؟ من يقول هذا هو قوله؟ من يقول هذا على إضمار القول؟ (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ (25) هود)؟ ما الدليل؟ هو كسر الهمزة.

المقدم: ولو قال (أني)؟

د. فاضل: هناك فرق. إذا قال (إني) هذا قول وإذا قال (أني) قطعاً ليس قولاً وإنما أرسلناه بهذا

المقدم: من المواضع الذي يجب فيها كسر همزة إن بعد القول

د. فاضل: إذا قال (إن) قول وإذا قال (أن) ليس قول. هذه الآية فيها قراءتان متواتران، الأولى (إني) والقراءة المتواترة (أني)

المقدم: ربنا أرسله بـ (أني) أو (إني)؟

د. فاضل: المعنى مختلف، "أرسلنا أني" يعني أرسلناه بهذا تبلغهم بهذا، هذا الذي أرسله به ربه، (إني) هو بلّغهم قال (إني)

المقدم: هذا كلام سيدنا نوح

د. فاضل: هذا قول نوح. أما "أرسلناه أني" هذا ما أُمر به

المقدم: أي النص أصح؟ أيهما نرجح؟

د. فاضل: لا ترجح وإنما القراءتان تدلان على أنه أُرسل بذلك وقال لهم هذا الأمر

المقدم: أرسل بالرسالة وبلغهم بها

د. فاضل: ولذلكجاءت قراءتان متواتراتان حتى يدلنا على أنه أُرسِل بذلك وهو بلَّغ ما أرسل به. إذن (إني) معناه أنه قال لهم، (أني) معناها أُرسِل بذلك. فإذن القراءتان متواترتان تدل على أنه أُرسل بذلك وبلّغهم ما أرسل به

المقدم: وقفنا أمام هذه الآية كثيراً لكن في آية مثل الأعراف قال (لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (59)) القرآن حدد بأن سيدنا نوح قال هذا، هل هذا يختلف عن ذاك؟ ولماذا اختلف التعبير؟

د. فاضل: تلك بداية التبليغ أنه بلّغهم، الآن هو ذكر الأمرين ذكر بمَ أُرسِل وكيف بلّغ، ذكر الجانبين جانب ما أرسل به صار تفصيل. ويمكن أن تسأل لم حذف القول كما قال في الأعراف؟

المقدم: بالضبط ويرتفع الإشكال!

د. فاضل: ليس فيها إشكال

المقدم: ما موقع (إن) من الإعراب؟

د. فاضل: أولاً نحل ما سميته إشكالاً وهو ليس بإشكال. هو لمَ لم يذكر القول؟ لو ذكر القول لوجب كسر همزة (إنّ) لا بد من ذلك قولاً واحداً

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015