ـ[المنصور]ــــــــ[18 Jun 2005, 12:51 م]ـ

أشكر أخي الفاضل: الشيخ عبد الرحمن الشهري، وأسأل الله تعالى لي وله ولإخواني المسلمين التوفيق والسداد، وأن يرزقنا الإخلاص فيما نأتي ونذر.

أما بالنسبه لعرض أهم النتائج، فبعضها موجود في آخر البحث، إلا أنني أحب أن أركز الحديث حول نقطة مهمة تم استنتاجها من البحث:

كنت أتمنى أن تتم الموافقة على أن أكمل البحث في مرحلة الدكتوراه، بحيث إنه بعد التأسيس النظري للموضوع يبدأ التطبيق العملي في مرحلة الدكتوراه.

ولكن قدر الله تعالى وما شاء فعل.

ومع ذلك فقد قمت بجمع الآيات المشكلة على المفسرين ضمن مشروع خاص، دون دراسة الإشكال ودفعه، ويصح أن يسمى هذا الأمر: فهرس الآيات المشكلة، وذلك تمهيداً لدراستها بتوسع، وبدأت بسورة البقرة، وبعد تتبع النصف من السورة: ظهر لي أن الموضوع عميق جداً لدرجة أنك تقرأ الآية ولاتظن أن أحدا من المفسرين قد يستشكل فيها شيئاً، ولكن عندما تتوسع في دراستها يظهر لك من المفسرين من يورد أسئلة حول الآية تحتاج لمزيد من النظر والتأمل.

لذلك، كان لابد من التفكير في طريقة لحل هذا الأمر، خاصة في نطاق أهل السنة والجماعة، فرصدت عدداً من المقترحات، أطرحها على إخواني في هذا المنتدى المبارك، لعل النفع يعم - إن شاء الله تعالى -،:

لابد من التعرف على جهود العلماء المتقدمين والمتأخرين فيما يتعلق بدفع الإشكال حول الآيات، وذلك عن طريق إعداد فهرس متكامل حول الآيات؛ مثال ذلك:

سورة الفاتحة / هناك إشكال حول طلب الهداية للصراط المستقيم، والقارئ للسورة هو من أهل الهداية إن شاء الله تعالى، وذلك لكونه من أهل الأسلام، وقد أورد بعض المفسرين الإشكال وجوابه، والمطلوب في الفهرس الذي أشرت إليه سابقاً هو عدد من الخطوات كالتالي:

السورة---------- رقم الآية-------- نوع الإشكال -------- من تكلم عليه من المفسرين ضمن التفاسير ------------من تكلم عليه من العلماء بمؤلفات مفردة واسم كتابه.

هذا الفهرس سوف يختصر العمل علينا بشكل كبير، لكونه سيعرف بجهود السابقين في دفع الإشكالات الواردة عند بعض المفسرين.

وأود كذلك التنبيه إلى نقطة مهمة:

قد يرى البعض أن آية كذا ليست مشكلة عنده، وهذا لأسباب كثيرة، ولكن ليس له أن يقول إن هذه الآية لاينبغي أن تشكل على أحد، وذلك لكون المسلمين فيهم العالم وفيهم الجاهل، والمطلوب هو بيان القرآن الكريم لهم.

بعد إعداد الفهرس ننتقل إلى مرحلة أكبر: وهي دراسة الاستشكال، ومعرفة مدى صحته، لأن بعض الاستشكالات باطلة من أساسها، فلاينبغي بذل الجهد في دفعها، مثال ذلك:

ماتوهمه البعض حول قوله تعالى (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) فقال: إننا نرى بعض أصحاب الفحشاء والمنكر وهم من المصلين.

قال الألوسي مامعناه: هي تنهاهم وقد يستجيبون وقد لايستجيبون، مثلها مثل بقية الأوامر الإلهية الأخرى، فالصلاة تنهى فقط، ولكن ليس في الآية أن الصلاة تمنعهم من الفحشاء والمنكر قسراً وإجباراً.

ومثال آخر: استشكال أصحاب المذاهب المنحرفة لبعض الآيات بناءً على عقيدتهم، وأمثلته كثيرة، فمثل هذا يذكر فيه أن الإشكال مبني على عقيدة كذا وكذا، أما نحن أهل السنة فليس في الآية إشكال.

ثم بعد التعرف على الإشكال وتحريره ننتقل إلى: دفع الإشكال: وهي مرحلة تحتاج إلى عدة أمور:

منها: استعراض أجوبة العلماء، وترتيبها، وتقديم الأقوى، مع الإشارة لبقية الأجوبة وعدم إهمالها، لأن ماتراه قوياً قد لايراه غيرك كذلك، ويلزم الإجلبة عن الإيرادات العلمية على الترجيح المذكور.

ومنها: ذكر الآيات المتعلقة بهذا الإشكال عند أول ورود لهذا الإشكال، وذلك حتى تكمل الصورة، وتندفع بقية الإشكالات التي ستطرأ بعد جمع الآيات في مكان واحد، ولايبقى لمتعقب مجال.

ولاشك عندي أن خير من يقوك بهذا العمل: هم طلاب الدراسات العليا في رسائلهم العلمية، إلا أن ينشط له أحد من يجتبيهم الله تعالى لذلك.

هذا ماسنح بالبال، ولعل لمتعقب مجال، فالموضوع مهم وطويل الذيول.

أسأل الله تعالى للجميع التوفيق والسداد،،،

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[22 Jun 2005, 03:17 ص]ـ

نفع الله بك يا شيخ عبدالله، وزادك توفيقاً وسداداً.

أشكل علي تمثيلك للاستشكالات الباطلة من أساسها، والتي لاينبغي بذل الجهد في دفعها؛ بآية العنكبوت: (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر). فهي مشكلة عند كثير من الناس، وهذا يعارض ما نبهت عليه في أول كلامك، بقولك: (قد يرى البعض أن آية كذا ليست مشكلة عنده، وهذا لأسباب كثيرة، ولكن ليس له أن يقول إن هذه الآية لاينبغي أن تشكل على أحد، وذلك لكون المسلمين فيهم العالم وفيهم الجاهل، والمطلوب هو بيان القرآن الكريم لهم.)

والذي يظهر والله أعلم أن المراد بالنهي هنا: المنع؛ ويدل على ذلك ما روى أحمد وابن حِبّان والبيهقي عن أبي هريرة قال: «جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن فلاناً يصلي بالليل فإذا أصبح سرق، فقال: سينهاه ما تقول» أي صلاته بالليل. أي ستمنعه.

وقد يكون توجيه أبي حيان أقرب من توجيه الألوسي، فقد قال أبو حيان: (ولا يدل اللفظ على أن كل صلاة تنهى، بل المعنى، أنه يوجد ذلك فيها، ولا يكون على العموم. كما تقول: فلان يأمر بالمعروف، أي من شأنه ذلك، ولا يلزم منه أن كل معروف يأمر به.)

وليس هذا محل بسط هذه المسألة، وإنما التنبيه فقط.

وعلى كل حال، فموضوع الكتاب مهم جداً، وهو من أهم مباحث التفسير،و أدقها. ولو أن أحد الأقسام العلمية تبنت مشروعاً لتفسير ما أشكل من الآيات، وقسمته على رسائل عديدة لكان مشروعاً نافعاً.

وكنت قد اقترحته قبل سنوات على بعض أساتذة قسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بالرياض.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015