ـ[أبو المهند]ــــــــ[09 صلى الله عليه وسلمpr 2006, 11:36 ص]ـ
جزى الله الدكتور مساعد وكل المشاركين من قبلي خير الجزاء وأضيف ـ في هذا الموضوع الذي يثير شجوني ـ قائلا:
إن الموضوع يجب دراسته من الجذور ولو من قريب جذوره "مرحلة البكارليوس" مثلا
فالتدريس بصورته التلقينية هذه لا يفيد نفعا " فطريقة ابتلع ما يأتي" لا تصلح إلا في وصفة الأطباء فحسب، وللأسف هي طريقتنا الآن في جامعاتنا، وكم حاولتُ استنطاق تلاميذي لمجرد الإجابة عليّ بالفهم من عدمه فلا أجد جوابا، الطالب يستحيي أن يجيب بنعم أو لا على استاذه؛ لأنه ما تعلم أن يتكلم أصلا في الفصل الدراسي أو يبدي رأيا والمرء يشيب على ما شب عليه، هذه واحدة.
أما الثانية: فمن المعلوم أن البحوث التي تجود بها قرائح الأساتذة ليست كلها مما يصلح للدرس في قاعات الجامعة، ولكن منها ما هو جدير بالدرس والتعميم والطبع فلماذا لا ينتخب وينتقي مجلس الأقسام من ثمرات بحوث أعضاء هيئة التدريس ما ينع ونضج واجمعت الآراء على نفعه دون أدنى مجاملة؟!!
إنني أعرف كتبا فيها صريح الخطأ والزيف والانحراف ولكن تدرس على الطلاب لأن كاتبها "فلان"
ثالثا: إن جامعة الأزهر لها دور هام في مجال الدراسات العليا أوجزه فيما يلى:
1ـ يدرس الطالب في قسم التفسير مثلا ما يتعلق بالتفسير التحليلي والموضوعي وعلوم القرآن والدخيل ومناهج المفسرين بتوسع وجمع بين التراث والمعاصرة وتحاور فكري شيق ممتع ومتعب ـ في نفس الوقت ـ مع الأساتذة الحاصلين على درجة أستاذ فحسب، يتم الامتحان في السنة الأولى ثم الثانية تحريريا،ويمتحن شفهيا في مواد معينة كالقرآن والتفسير وعلوم القرآن ليعرف ما تحت لسان الطالب من علم ومطابقته بالتحريري ويمتحن في القرآن الكريم كاملا قبل مناقشة الماجستير والدكتوراه شفهيا وتحريريا ثم تنتهي الاختبارات نهائيا من حياته، وبذا يعدّ الطالب لإنجاز بحث الماجستير الذي يختار موضوعه بعد مناقشة لخطته بمجلس القسم ثم أعضاء المجلس العلمي للكلية والكل يمحو ويثبت إثراء لخطة البحث وخدمة الطالب، ثم بعد الموافقة يجوب الطالب جامعات مصر المناظرة من الاسكندرية وحتى أسوان معاينا بنفسه أن موضوعه لم يطرق بعد.
ثم تكتب هذه العباره الهادفة في نهاية كل خطة بحثية " و الخطة قابلة للتغيير حسب متطلبات البحث"
وهذا المنهج الذي اختطه أساتذتنا يقوم على صقل الطالب بمحاورته ومناقشته وربطه بالتراث والمعاصرة
والذي أرجوه في مسيرتنا العلمية أن نتعامل مع الموضوعات العلمية بروح الفريق فلو أننا نظرنا إلى التقدم في البحوث العلمية الطبية مثلا لوجدنا أن سببا رئيسا من أسباب تقدمها كون القائم على إنجازكل بحث من هذه البحوث فريق من المتخصصين وليس باحثا واحدا فحسب، فماذا لو اشترك جمع من الباحثين في موضوع وأخذ كل باحث عدة نقاط، والآخر مثله ثم قرأ الكل للكل ونقد الجميع للجميع نقدا بناء، فهل القاريء معي في أن حياتنا البحثية ستتقدم تقدما مشرقا يسر المخلصين.
وأحب أن أقدم تجربتي الخاصة من مرحلة الدراسات العليا وحتى الحصول على درجة أستاذ والتي تتلخص في:
عمل جلسة علمية أسبوعية لكل أبناء قريتى المنتسبين للجامعة من أول مرحلة الدراسات العليا وحتى آخر الدرجات الجامعية المتاحة لدينا في المجموعة، تقوم هذه الجلسة علي خطة منهجية نقرأ خلالها بعض الكتب في كافة الفنون المعرفية مجدولين ذلك، ثم نجعل وقتا معينا للمستجدات ومنها البحثية، ومن حق الأحبة في ملتقانا أن يصدقوني أن هذه الجلسة المباركة أنتجت ـ بفضل الله ـ لديّ كعضو فيها موضوع الماجستير والدكتوراه وثلاثة عشر بحثا حتي الآن، ألستم معي في أن هذه الجلسات العلمية المجدولة بركة ما بعدها بركة على أهل العلم قاطبة لو التزموها، وفرغوا لها من أوقاتهم جزءا.
وفي النهاية أحب أن أقول: إن لم يُربط النتاج العلمي بمصدر تمويل ينشره ويتبناه، ولو قياسا على كرة القدم فلن تفلح محاولاتنا فنحن في ظل الوضع الراهن كمن " يلد للموت ونبني للخراب "
فمن لي بدارنشر تنشر لي وتتعامل معي ومع أمثالي بما يرضى الله تعالى؟؟؟!!
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[07 Nov 2006, 11:01 ص]ـ
يرفع
ولي عودة إن شاء الله لذكر بعض المتممات.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[07 Nov 2006, 12:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل: الأستاذ الدكتور مساعد الطيار ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد، فإني أقدر فيكم غيرتكم على الدراسات الشرعية عامة و القرآنية خاصة. وما أثرتموه حديث ذو شجون، ويحتاج منا ـ أقصد الأساتذة الباحثين ـ إلى صدق و إخلاص وتجرد للحق و الحقيقة.
وحتى نوفق في مقاربة هذا الموضوع الهام و الخطير لانعكاساته على واقع الأمة سلبا أو إيجابا بحسب وضعيته.فإني أرى أن تكون المناقشة ذات بعد شمولي.
1 - مشكل إصلاح التعليم مشكل هيكلي، فلا يمكن الحديث عن إصلاح التعليم العالي بمعزل عن المستويات الأخرى.
2 - لا بد من توفر إرادة سياسية، بحيث تصبح لدى مسؤولينا قناعة " التعليم قاطرة التنمية، و البحث العلمي ركيزة أي نهضة حقيقية "، وذلك حتى ينهض الجميع لدعم هذا المشروع باعتبارها استثمارا في رأسمالنا البشري.
3 - لا بد من القيام بنقد موضوعي لواقع تعليمنا الحالي.
4 - لا بد لأساتذتنا المحترمين من وقفة مع الذات، نتبين من خلالها عوامل النجاح و الإخفاق، باعتبار الأستاذ الباحث مكونا أساسا من مكونات المجتمع الجامعي.
5 - اقتراح البدائل.
وسنعمل ـ إن شاء الله تعالى ـ على نشر التجربة المغربية في إصلاح التعليم العالي.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
¥