ليه لأن هو جزء من هذا الكل فكيف بالجزء أن يحيط بالكل، النقطة الأولى العقل لا يمكن أن يبرهن إطلاقاً عن نفسه ليه؟ لأنه لكي يبرهن عن نفسه يحتاج إلى عقل فوقه، يعني له وسائل أقوى وإذا أردنا أن نبرهن على العقل الثاني نحتاج إلى عقل من فوقه وهكذا دواليك في تسلسل لا ينتهي وإما إذا بقينا في الحلقة الأولى يعني نبرهن على العقل بالعقل كما هو بوسائله فنقع في حلقة مفرغة، يعني بمعنى آخر أن العقل له حدود لا يمكن أن تتجاوز ومبرهن عليها رياضياً ببراهين طويلة ومعقدة جداً وليست في متناول إلا الرياضيين، في متناول الرياضيين، فإذاً مسألة الحدود تكلم عنها القدماء ولكن بلغة أخرى إما بلغة عقائدية أو بلغة صوفية،

مسألة عقائدية باعتبار يعني فقهية باعتبار أن العقل لا يصل إلى معرفة العالم الغيبي،

صوفية بمعنى أن العقل أطوار هناك طور لا يمكن أن يتجاوزه، هناك حدود أو باللغة الفيزيائية والطبيعة أن العقل هو ينظر في الظواهر أما ما سوى الظواهر لا يمكن أن ينظر فيها إطلاقاً وهو غير قادر عليها وهذه النظرية بدأت من كونت ولازالت إلى يومنا هذا، فإذاً ولكن الآن الأمر ما بقاش فقط فقهي أو صوفي أو فلسفي بل أصبح اليوم مسألة حدود، مسألة علمية ثابتة بالبرهان الذي لا يمكن رده واعتباره مثلاً فاسداً كالبراهين الفلسفية التي يمكن بمعنى آخر أصبحت حساب يعني

أصبح اليوم حدود العقل يبرهن عليها حسابياً.

مالك التريكي:

أهمية هذه النقطة دكتور هي في المسائل المعرفية وليست بالضرورة في المسائل الاجتماعية أو في المسائل السياسية.

طه عبد الرحمن:

حق جداً طبعاً العقل هذه مسألة نحن نتكلم على العقل كما يفهمه الفلاسفة وكما يفهمه العلماء ..

مالك التريكي [مقاطعاً]:

وتصور خاص جداً للعقل.

طه عبد الرحمن [متابعاً]:

يعني يفهمه العلماء باعتباره أنه طريق في البرهان، يعني تبرهن .. يعني البرهان له ضوابط معلومة ولا نريد الدخول فيها إنما بالنسبة للعقل الحياتي فهو عقل آخر، لأن عقل البرهان عقل صناعي، يعني صناعي عبارة عن آلات يصنعها العالِم للوصول إلى إثبات بعض الحقائق ولكن هل لها وجود في الواقع؟ لا وجود لها، ليه؟ لأنها عبارة عن أشكال وصور وعلاقات صورية في حين العقل في الحياة الاجتماعية هي عبارة عن عقلانية، دائماً تكون فيها المضامين متداخلة مع أشكالها، مع العلاقات، بحيث لا يمكن أن نفرق بين المضمون والعلاقة، بحيث أحياناً يُغلّب المضمون على العلاقة وعلى الصورة ويحتكم إلى المضمون ولا يحتكم إلى الصورة من حيث صحة الدليل أوعدم صحة الدليل.

مالك التريكي:

لذلك تسميها بالعقلانية الحجاجية.

طه عبد الرحمن:

الحجاجية.

مالك التريكي:

نعم وليست بالعقلانية البرهانية.

طه عبد الرحمن:

ليست بالعقلانية البرهانية فنحن يعني في حياتنا اليومية نتعامل بعقلانية حجاجية.

!؟!

انتهى الحوار ج1

طور بواسطة نورين ميديا © 2015