الجامع في ذكر قراءات القراء العشرة، والكامل في وجوه القراءات ودرة الوقوف الجامع لأبي القا

ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[26 عز وجلec 2010, 09:35 م]ـ

فمن المعلوم أن أبا القاسم الهذلي قد صنف كتباً في القراءات، ذكر منها في مقدمة كتابه " الكامل " المفقودة: ((الوجيز، والهادي، وغيرهما))، فجعل " الكامل " جامعاً للطرق المتلوة، والقراءات المعروفة، ونسخ به مصنفاته السابقة، أما كتبه التي صنفها في القراءات قبل كتابه " الكامل " فلم يوقف لها على خبر سوى ما نقله الإمامان الذهبي وابن الجزري عن مقدمة " الكامل "، واليوم أضع بين يدي إخواني في الله كتاباً جديداً من كتب أبي القاسم الهذلي، صنفه بعد كتابه " الكامل "، وأحال فيه عليه، وهذا الكتاب لم أقف على من ذكره، أو نقل عنه، والذي دفعني لتقديم نبذة عن هذا الكتاب، وغيره ثلاثة أمور:

الأول: خطأ وقعت فيه؛ حيث أعلنت عن وجود نسختين من كتاب الكامل غير نسخة المكتبة الأزهرية والنسخ المستنسخة أو المصورة عنها، نشرته في بعض المنتديات، منها:

http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=18987

http://qiraatt.com/vb/showthread.php?t=1235

http://majles.alukah.net/showthread.php?t=52272

فأردت أن لا ينقل عني هذا الخطأ حتى يأتي من يصححه.

الثاني: الكشف عن هذا الكتاب الجديد لأبي القاسم الهذلي.

الثالث: التأكيد على أن أبا القاسم الهذلي لم يصنف في الوقف والابتداء إلا كتاباً واحداً، خلافاً لما اشتهر من أنهما كتابان.

ولنقف الآن مع كتابه " الجامع في ذكر قراءات القراء العشرة ".

تأكد حتى الآن وجود نسختين من هذا الكتاب، ويحوم الشك حول نسخة ثالثة ضاعت مقدمتها، أترك الحديث عنها لوقت لاحق.

أما النسخة الأولى: فكانت محفوظة في المكتبة الظاهرية بدمشق، تحت رقم: (4425)، وعنها مصورة ميكرو فيلمية برقم: (1055)، ثم نقلت إلى مكتبة الأسد بالرقم السابق، تقع في ثمان ورقات، ضمن مجموع، من ورقة (141 - 148)، مسطرتها: تتراوح بين 17 – 20 سطراً، مقاس: 18 × 13 سم، يرجع تاريخ نسخها إلى القرن التاسع الهجري.

فهرس المكتبة الظاهرية (علوم القرآن – القراءات) 1/ 348 – 349، وفهرس مكتبة الأسد 3/ 80 – 81.

وعنوان الكتاب في الفهرسين: الجامع في ذكر قراءات القراء العشرة، والمؤلف هو: نصر بن عبد العزيز الفارسي (ت 465 هـ).

ويراجع: الفهرس الشامل (القراءات) صـ 64 – 65، ومعجم التاريخ للتراث الإسلامي 5/ 3826، وكشاف الفهارس صـ 287 - 288.

أول الكتاب - بعد البسملة -: ((الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الطيبين أجمعين.

أما بعد: فإن أحق ما يتدبر به ذو النهى بعد المعرفة بالله – تعالى - كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.

سألت - وفقك الله للهدى، وجنبك الردى - أن أجمع لك في " الجامع ذكر قراءات القراء العشرة "، وهم أهل الحجاز والشام والعراق، وأن أختصره بألفاظ لطيفة وتراجم موجزة، وأن أذكر من القراءات مأثورها، ومن الروايات مشهورها؛ ليسهل حفظها على مريدها، وأن لا أحشوها بالأسانيد، وأن لا أعيد ذكر الكلمة المختلف فيها وأشباهها بعد أن ذكرناها في مواضع عدة؛ إما في الحاشية، أو في أبواب " الجامع "، إذا وجد نظيرها في مواضع من كتاب الله؛ مثل: (الصراط وصراط وعليهم ويؤمنون من ربهم ومن الناس أبصارهم وإذا قيل بالكافرين يا أيها الناس ويا ءادم أصحاب النار من الأبرار) وأشباههن في باب الإمالة والإدغام والهمز والمد، فأجبتك إلى اختصار هذه الحروف في " الجامع " إذ كنا قد أتينا في " كتاب الكامل في وجوه القراءات " من أصولهم في ذلك أجمع مشروحاً مبيناً مع اختلافهم في الروايات وحجج القراء في الكلمات والحروف، وذكرنا في رءوس السور عدد حروف السورة، وعدد كلماتها، وعدد آياتها، واختلاف العادين فيها، وذكر أنساب القراء وأنساب رواتهم وفضائلهم بالأسانيد التي سمعناها من المشايخ، وبالله التوفيق.

ذكر ترجمة أسامي القراء العشرة على أطراف الأوراق وترجمة أسامي رواتهم:

نافع: (ع)، ورواية ورش: (ش)، وقالون: (ن) من طريقين، وإسماعيل: (ل) من طريقين، والمسيبي: (مس) ............

فصل: اعلم أن أئمة هذه الأمصار الذين اعتمد الناس في زماننا هذا على قراءتهم هم عشرة أنفس؛ فالحجازيون هم: أهل مكة والمدينة؛ فمن أهل مكة: أبو معبد عبد الله بن كثير الداري المكي ........... ))

ثم أورد باب الإدغام، ثم باب الهمزة، ثم باب الإمالة والتفخيم، ثم باب القراءات في فاتحة الكتاب، ثم باب القراءات في البقرة، ثم باب المد، وفي أثنائه تنتهي تلك القطعة، في الورقة رقم (8 أ)؛ حيث نجد في التعقيبة أسفل الصفحة كلمة: (في)، وفي اللوحة المقابلة ذكر الأوجه السبعة في قوله تعالى " قل أؤنبئكم "، أولها:

((الحمد لله. قل أؤنبئكم فيه وجوه .......

وآخرها: (( ... هذا حكم " قل أؤنبئكم " بالنسبة إلى حمزة في الوقف، وأما بالنسبة إلى ورش يجوز حذف الهمزة الأولى ....... ويجوز إبقاء الهمزة عند حمزة في الوقف على المهموز كما يجوز حذفه ويجوز السكتة)).

وفي هذه القطعة أحال أبو القاسم الهذلي على كتابه " الكامل في وجوه القراءات " ثلاث مرات، في اللوحات 1 أ، 2 ب، 3 ب.

وعنها مصورة في مركز جمعة الماجد، ويرجع الفضل في تصوير هذه النسخة والتكرم بإرسال مصورة منها إلى أخي الكريم عبد الله الفقيه، فجزاه الله خيراً.

وقد كتبت هذه القطعة بخط نسخي مستعجل، وقد أصيبت بالرطوبة التي أثرت عليها، وبالأرضة التي أساءت إليها.

وهذه القطعة هي الكتاب العاشر، ضمن مجموع كبير، يقع في 188 ورقة، يضم خمسة عشر كتاباً ورسالة في القراءات والتجويد وعلوم القرآن وغيرها.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015