طلب التعريف بتفسير جمال الدين القاسمي رحمه الله

ـ[المنتقى]ــــــــ[04 صلى الله عليه وسلمpr 2003, 11:18 م]ـ

مارأيكم في تفسير القاسمي للقاسمي وهل تنصحون بان يبتدي فيه طالب العلم

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 صلى الله عليه وسلمpr 2003, 07:03 ص]ـ

تعريف بالمؤلف

المؤلف هو محمد جمال الدين بن محمد سعيد بن قاسم القاسمي الشامي الحسني. ولد في دمشق في جمادى الأولى سنة 1283هـ وتوفي في دمشق في جمادى الأولى سنة 1332هـ. أي أنه عاش تسعة وأربعين عاماً وما بلغ الخمسين عاماً! بينما بلغت مؤلفاته وأعماله أكثر من مائة كتاب ورسالة. فيالها من حياة مليئة بالعمل والعلم والجهاد والإصلاح والتأليف والتصنيف!

كان رحمه الله إماماً وخطيباً في دمشق، وكان يلقي عدة دروس في اليوم الواحد، للعامة والخاصة، ويشارك في الحياة الاجتماعية، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويقوم بواجبه في الدعوة والإصلاح، والنصح والتذكير، والنقاش والحوار، ومواجهة البدع والخرافات، والانحرافات والضلالات. وكان يلقبه محمد رشيد رضا بعلامة الشام.

من أشهر كتبه المطبوعة: تفسيره محاسن التأويل وسيأتي الحديث عنه، وقواعد التحديث في مصطلح الحديث وهو نفيس، وإصلاح المساجد من البدع والعوائد، وتاريخ الجهمية والمعتزلة، وغيرها. وقد صدرت عنه عدة دراسات من آخرها ما كتبه الدكتور نزار أباظة بعنوان (جمال الدين القاسمي). وقد صدر عام 1417هـ.

تفسيره محاسن التأويل

ابتدأ القاسمي تفسيره في صدر شبابه حيث بدأ في تأليفه في شوال سنة 1316هـ، وهو في الثالثة والثلاثين من عمره، وراجعه سنة 1329هـ قبل وفاته بثلاث سنوات.

ويقع تفسيره في سبعة مجلدات كبار، والطبعة القديمة منه تقع في سبعة عشر مجلداً، وعدد صفحاتهها 6316 صفحة من غير المقدمة، وقد استغرقت المقدمة منها الجزء الأول كاملاً، بينما استغرقت المقدمة من الطبعة التي أملكها 200 صفحة من القطع الكبير.

وقد سبق القاسميَّ إلى تفسير القرآن في زمنه الشيخ الألوسي في روح البيان ومحمد رشيد رضا وشيخه محمد عبده في تفسير المنار وطنطاوي جوهري في الجواهر، وفي هذا المحيط المتنوع لكتب التفسير بدأ القاسمي في تأليف تفسيره.

والحق أن القاسمي قرأ كثيراً في كتب السابقين، ونقل الكثير في تفسيره، حتى إن كثيراً من الآيات جاء شرحها معزواً إلى غيره – وتلك أمانة – دون أن يشترك بتعقيب كاشف، ولكنه تمتع بميزة حسنة، هي البعد عن مسائل النحو والبلاغة، ونظريات الفلسفة والمنطق، مما نجده لدى أمثال الزمخشري والفخر الرازي، وصحيح أن أي تفسير لا يمكن أن يستغني عن شذور من مسائل النحو والبلاغة والمنطق، إذا أعوز المقام تلك الشذور، وقد جاء القاسمي بها في مناسبتها الملحَّة، ولكن الإكثار منها كما في تفسير البحر المحيط للغرناطي، وتفسير الكشاف للزمخشري، ومن نحا منحاهما تضخم يكاد يكون ورماً، وقد خلص منه تفسير محاسن التأويل.

وقد افتتح التفسير بمقدمة حافلة، تتحدث في إسهاب عن أمور جوهرية تتعلق بعلم التفسير، إذ تتضمن الحديث عن معرفة أسباب النزول، والناسخ والمنسوخ، وقصص الأنبياء، وشيوع الإسرائيليات بها، وجريان القرآن على اللسان العربي، ومعنى التفسير الباطن والتفسير الظاهر، وأيهما أصح وأسلم، والسنة المطهرة ومنزلتها من تفسير القرآن، والمكي والمدني في كتاب الله، والاعتدال في التفسير بالمأثور والرأي، وأسرار التكرار في القرآن، والأحرف السبعة التي نزل بها القرآن ومسائل أخرى غاية في الأهمية. وهي مقدمة جديرة بالدراسة والفهم.

وأحسن طبعات (محاسن التأويل) تلك التي أشرف عليها الأستاذ محمد فؤاد عبدالباقي رحمه الله، حيث صحح التفسير ورقمه، وخرج آياته وأحاديثه وعلق عليه. وقد صدرت طبعته الأولى بين عامي 1376 - 1377هـ من دار إحياء الكتب العربية، ثم تتابعت الطبعات بعد ذلك.

وقد تحدث القاسمي عن صلته بالقرآن وتفسيره، فقال: (وإني وإن كنت حركت الهمة إلى تحصيل ما فيه من الفنون، والاكتحال بإثمد مطالبه لتنوير العيون، فأكببت على النظر فيه، وشغفت بتدبر لآلي عقوده ودراريه، وتصفحت ما قدر لي من تفاسير السابقين، وتعرفت – حين درست – ما تخللها من الغث والسمين – ورايت كلاً – بقدر وسعه – حام حول مقاصده، وبمقدار طاقته جال في ميدان دلائله وشواهده.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015