ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[28 عز وجلec 2010, 01:19 ص]ـ
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: ".وهذه طريقة أهل البدع؛ ولهذا كان الإمام أحمد يقول: أكثر ما يخطئ الناس من جهة التأويل والقياس .. ولهذا تجد المعتزلة والمرجئة والرافضة وغيرهم من أهل البدع يفسرون القرآن برأيهم ومعقولهم وما تأولوه من اللغة ولهذا تجدهم لا يعتمدون على أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين وأئمة المسلمين فلا يعتمدون لا على السنة ولا على إجماع السلف وآثارهم وإنما يعتمدون على العقل واللغة وتجدهم لا يعتمدون على كتب التفسير المأثورة والحديث وآثار السلف وإنما يعتمدون على كتب الأدب وكتب الكلام التى وضعتها رؤوسهم وهذه طريقة الملاحدة أيضا إنما يأخذون ما في كتب الفلسفة وكتب الأدب واللغة."اهـ. مجموع الفتاوى (7/ 119):
فهل تنطبق هذه الأوصاف على بعض من يبحثون في بعض أنواع الإعجاز؛ حيث إن بعض منتقديهم يقول إنهم لا سلف لهم فيما يقولون ويدعون من أنواع الإعجاز؟
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[28 عز وجلec 2010, 07:55 ص]ـ
أظن أنهم إن اتبعوا قواعد أصولية لعلمهم وضوابط محددة لتلك العلوم المستحدتة يرضى عنها أهل الرأي فلا بأس بذلك حتى ولو لم يقله الأولون. فالعبرة في أي علم جديد ليس في افتقاره لعلم الأولين بقدر افتقاره للضوابط الشرعية والعلمية الرصينة التي تحفظه من الزيغان والتقوّل.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[28 عز وجلec 2010, 01:20 م]ـ
المشكلة أن بعض المتعاطفين مع الإعجاز العلمي لا يرون التخبط الذي يقع فيه بعض من يتعاطى الإعجاز العلمي.
وترى بعض من يتعاطف مع الإعجاز العلمي يصوِّرُه بصورة حسنة، وكأنه مما اتفقت عليه الأمة، وأن المخالفين فيه إنما هم قِلَّةٌ من الباحثين.
وهذه النظر ـ مع الأسف ـ تدلُّ على أن عاطفتنا تسبق تقريراتنا العلمية، والله المستعان.
وبين يدي كتاب في الإعجاز العلمي أقوم بتحكيمه يقول فيه صاحبه: (إذا العلاقة التي تربط الأجرام السماوية هي التجاذب (طوعًا)،والعلاقة التي تربط الموجات والأشعة هي التجاذب والتنافر ((طوعًا وكرهًا)) ... وعليه لابدَّ من رفض التفسيرات التي قيلت في معنى طوعًا وكرهًا عن المؤمن والكافر؛ لأنه لا يمكن لمخلوق أن يعصي أمر الله أو يأتيه مكرهًا ... )).
فانظر كيف خطأ علماءنا السابقين بجرة قلم، دون اعتبار لمنهج التفسير، ولا للمنهج العلمي المنطقي الذي يلزم من أبطل شيئًا أن يدلل عليه بالدليل العلمي، وليس لأنه لا يوافق رأيه، أو أنه لا يتصور كذا، أو أنه لا يفهم كيف يكون كذا ... من الاستعمالات التي يظنها بعضهم أدلة كافية في الردِّ على المفسرين.
ومثل هذا المثال فيمن يتعاطون الإعجاز العلمي كثير، ولا نجد من يقوِّمهم ويتصدَّى لهم، حتى عند من يدَّعي أنه معتدل في تعاطيه للإعجاز.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[28 عز وجلec 2010, 01:26 م]ـ
أظن أنهم إن اتبعوا قواعد أصولية لعلمهم وضوابط محددة لتلك العلوم المستحدتة يرضى عنها أهل الرأي فلا بأس بذلك حتى ولو لم يقله الأولون. فالعبرة في أي علم جديد ليس في افتقاره لعلم الأولين بقدر افتقاره للضوابط الشرعية والعلمية الرصينة التي تحفظه من الزيغان والتقوّل.
أخي تيسير: ما مفهومُ قولكم أعلاهُ (قواعد أصولية).؟
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[28 عز وجلec 2010, 02:43 م]ـ
أخي تيسير: ما مفهومُ قولكم أعلاهُ (قواعد أصولية).؟
لكل علم من العلوم قواعد أصولية تحتكم الى صحته بالدليل القطعي الثابت الذي لا يتغير وهذه القواعد هي الميزان والضابط للأدلة العلمية بحيث تكون قطعية لا اختلاف فيها مثل كروية الأرض وتنفس النبات والبخار وتكون الغيوم وغيرها من المسلمات. وهذه القواعد يجب أن تكون كلية تنطبق على كل جزئيات العلوم على اختلافها. وعند تثبيت هذه القواعد أو الضوابط يراعى تطبيقها بحذافيرها. لا أن يُغفل عنها حيناً ويؤخذ في بعضها حيناً آخر.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[28 عز وجلec 2010, 02:51 م]ـ
أشكر الإخوة الذين أفادوني بجوانب حول هذا الموضوع؛ وخاصة الدكتور مساعد حفظه الله تعالى.
وبناء على ما تقدم أقول لعل مشكلة "الإعجازيين" في تفسيرهم الآيات القرآنية بالمكتشفات العلمية أو المعادلات الرياضية - وكثير من ذلك لا يرقى إلى مستوى المعادلات؛ بل أغلبه عمليات حسابية بسيطة - تتمثل في النقاط التالية:
1 - أنهم لا يعتمدون منهجا واضحا سليما في المقدمات سليما في المسلكيات سليما في النتائج.
وهذه من أساسيات العلم حتى يسمى علما.
2 - أنهم لا يعتمدون الوسائل التي درج عليها عليها العلماء في التفسير؛ بأنواعها المختلفة؛ بل حتى اللغة التي التزم بها أهل البدع في كثير من تفاسيرهم - ولو احتمالا - رمى بها كثير من "الإعجازيين" وأتوا بلغة جديدة غير مسبوقة في عهود العرب على مر التاريخ.
3 - أن النتائج التي توصلوا إليها - رغم تلك الآفات السابقة وبغض النظر عنها - لم تكن نتائج مقنعة؛ بل توصل الإعجازيون العلميون إلى نتائج مبنية على أبحاث من أعداء الإسلام قد تكون من ضمن خدعهم السابقة أو الحالية أو المستقبلية؛ وأحسن الظن بها أن تكون نتائج غير نهائية؛ وقد أثبت التاريخ أن بعضا منها يكون قطعيا في فترة تاريخية ثم يأتون يفندونه من أساسه؛ وأكبر مثال على ذلك قولهم باستقرار الشمس، ودوران الأفلاك حولها ثم قالوا لاحقا عكس ذلك .. والأمثلة كثيرة.
أما ما يسمى بالإعجاز العددي فلا يحتاج إلى أمثلة.
4 - أنهم لا سلف لهم في كثير من آرائهم، وهذه وحدها تكفي؛ فالحق لا يمكن أن يغيب عن كافة الأمة في أي فترة تاريخية بحال من الأحوال.
والله تعالى أعلم.
¥