القرآن كله.
والذي يؤخذ على هذا النوع من التفسير أنّه أمر بديع قابل للاعتماد، غير أنّه لا يكفي في تفسير الآيات الفقهية بلا مراجعة السنّة، لأنّها عمومات فيها مخصصها، أو مطلقات فيها مقيدها، أو مجملات فيها مبينها.
نعم هذا النمط من التفسير يُغني عن كثير من الأبحاث اللغوية التي طرحها المفسرون، لأنّ المفسّر في هذا النمط يريد أن يستخرج معنى اللفظ من التدبّر في النص القرآني، نعم معاجم العربية وكتب التفسير تعينه في بداية الأمر. (عن المناهج التفسيرية في علوم القرآن تأليف العلامة الفقيه الشيخ جعفر السبحاني)
مقارنة بين كتاب (شواهد القرآن) وكتاب التفسير البياني.
كتاب (شواهد القرآن) للعلامة أبي تراب الظاهري رحمه الله , من الكتب التي اعتنت ببيان مفردات ألفاظ الكتاب العزيز من الناحية اللغوية , وقد جعل الأصل الذي ينطلق منه في بحثه وتأليفه: سؤالات نافع الأزرق لابن عباس رضي الله عنهما. وهذا مشابه لعمل عائشة بنت الشاطئ في كتابها التفسير البياني. غير أن أخص الفروق بين هذين الكتابين هو أن كتاب شواهد القرآن ينطلق في بحثه من منطلق لغوي بحت فيتعرض للشواهد الشعرية , وتصرفات اللفظ في اللغة، مع عنايته بالجمع والمقارنة بين معلومات الكتب اللغوية.
بخلاف كتاب التفسير البياني الذي يعنى بالدرجة الأولى بمعاني المفردات القرآنية، والفروق اللغوية، مع تلمس المناسبات السياقية في اختيار المعاني.
وأما الدكتورة بنت الشاطي رحمها الله فقد شابهت أبا تراب في عدم توقفها عند مسألة صحة المسائل من عدمها، غير أنها نظرت للمسائل من طريق أخرى وهي الموازنة بين اللفظة التي وردت في الآية المسئول عنها والشاهد الشعري، وحاولت أن توظف السياق في استخراج معنى اللفظة في الموقفين. وخرجت بنتيجة مفادها أنه لا يستشهد بالشعر في تفسير القرآن إلا من باب الاستئناس في مواطن كثيرة من القرآن لأن الألفاظ القرآنية قد اكتست معاني جديدة لم تكن معروفة للعرب قبل القرآن. وهي تشير إلى ما يسمى بالألفاظ الإسلامية الذي أرجو أن أطرح موضوعاً مطولاً عنه في الملتقى إن شاء الله. وقد أجادت في بحثها في الجملة رحمه الله. http://www.tafsir.net/vb/archive/index.php/t-2777.htm