ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[08 Feb 2010, 11:18 م]ـ

أوّلا أشكرك على اهتمامك بصلب القضية، وهذا هو الأساسي.

ربما العبارة ظهرت لك شديدة نوعا ما، لكني أعتقد أني وضعت دعوى ويحق لك الاعتراض عليها وبيان خلاف ذلك.

وربما قد تأثرنا بعض الشيء من حيث لا نشعر بمنهج ابن تيمية في التهجم على العلماء ووصفهم بأشنع الأوصاف، كما وصف ثلة من خيرة علماء الأمة ـ حجة الإسلام الغزالي وخزانة المغرب أبو بكر بن العربي وغيرهم ـ بأنهم أسوأ حالا من النصارى وأنهم حرفوا كلام الله ثم اتبعوا تحريفهم، وأما النصارى فقد كانوا أهون حالا منهم لأنهم اتبعوا المحرف، وكما وصف سلطان العلماء العز ابن عبد السلام باتباع منهج الملحدين في الدين.

ونحن وإن لم نسلك هذا المسلك في التعامل مع رأي ابن تيمية، لكن يحق لنا الاعتراض عليه ببعض الشدة التي يراعى فيها الأدب، وبناء على المطالبة بالأدلة، لا لمجرد المعارضة، والله الهادي.

أثبت ذلك

وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله تعالى عليه من أكثر أهل العلم تقديراً للعلماء، وتحذيراً من البدعة والمبتدعة، ومن أكثرهم إنصافاً ودقة في الحكم على الرجال.

ولن يسع المنصف إلا قبول ذلك، والاعتراف به.

وأرجو أبا عبيدة أن تتقيد بشروط الملتقى في احترام العلماء الكبار؛ فمن أنا وأنت أمام مثل شيخ الإسلام ابن تيمية، وسلطان العلماء العز بن عبدالسلام، وغيرهم من الأعلام.

وقد قال التلميذ الوفي ابن القيم في مدارج السالكين في سياق كلام له: (وهذه تتضمن الإحسان إلى من أساء إليك ومعاملته بضد ما عاملك به فيكون الإحسان والإساءة بينك وبينه خطتين فخطتك: الإحسان، وخطته: الإساءة، وفي مثلها قال القائل:

إذا مرضنا أتيناكم نعودكم ... وتذنبون فنأتيكم ونعتذر

ومن أراد فهم هذه الدرجة كما ينبغي فلينظر إلى سيرة النبي صلى الله عليه وسلم مع الناس يجدها هذه بعينها، ولم يكن كمال هذه الدرجة لأحد سواه، ثم للورثة منها بحسب سهامهم من التركة.

وما رأيت أحدا قط أجمع لهذه الخصال من شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه وكان بعض أصحابه الأكابر يقول: "وددت أني لأصحابي مثله لأعدائه وخصومه"،

وما رأيته يدعو على أحد منهم قط وكان يدعو لهم وجئت يوما مبشرا له بموت أكبر أعدائه وأشدهم عداوة وأذى له، فنهرني وتنكر لي واسترجع، ثم قام من فوره إلى بيت أهله فعزاهم وقال: إني لكم مكانه ولا يكون لكم أمر تحتاجون فيه إلى مساعدة إلا وساعدتكم فيه ونحو هذا من الكلام، فسروا به ودعوا له وعظموا هذه الحال منه رحمه الله ورضى عنه.)

قال ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة: (ومعلوم أنا إذا تكلمنا فيمن هو دون الصحابة مثل الملوك المختلفين على الملك والعلماء والمشايخ المختلفين في العلم والدين وجب أن يكون الكلام بعلم وعدل لا بجهل وظلم، فإن العدل واجب لكل أحد على كل أحد في كل حال، والظلم محرم مطلقا لا يباح قط بحال، قال تعالى: {ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى}، وهذه الآية نزلت بسبب بغضهم للكفار وهو بغض مأمور به؛ فإذا كان البغض الذي أمر الله به قد نهى صاحبه أن يظلم من أبغضه، فكيف في بغض مسلم بتأويل وشبهة أو بهوى نفس، فهو أحق أن لا يظلم بل يعدل عليه.

وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق من عدل عليهم في القول والعمل. والعدل مما اتفق أهل الأرض على مدحه ومحبته والثناء على أهله ومحبتهم، والظلم مما اتفقوا على بغضه وذمه وتقبيحه وذم أهله وبغضهم.)

وأنا أجزم أخي أبا عبيدة بأنك لو قرأت سيرة هذا الإمام وأنت راغب في الحق باحث عنه لنفعك الله بسيرته، ولاهتديت إلى أشياء كثيرة نحن في أمس الحاجة إليها.

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 Feb 2010, 11:24 م]ـ

أخانا الفاضل أبا مجاهد

جزاك الله خيرا وأحسن إليك وذب عن وجهك النار

ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[08 Feb 2010, 11:28 م]ـ

أثبت ذلك

راجع أول كتاب درء التعارض، وتعليقه على رسالة العز ابن عبد السلام في كتاب نقض المنطق.

يقول ابن تيمية بالحرف الواحد: (النصارى أقرب إلى تعظيم الرسل من هؤلاء) درء التعارض، ج1/ص7

فتصور هذا الإنصاف: النصارى أقرب إلى تعظيم الرسل من أبي بكر الباقلاني، ومن أبي حامد الغزالي، ومن أبي بكر ابن العربي، والفخر الرازي.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015