ـ[محمد براء]ــــــــ[06 Feb 2010, 04:05 م]ـ

فما أحوج الكثير من الناس اليوم للموضوعية العلمية ونبذ التعصب وترك الدفاع بالباطل على المذهب الذي ينتمون إليه، وهذا لا يقدر عليه الأتباع المقلدة، بل هو يحتاج إلى علماء منصفين يقومون بمراجعة الذات والتحلي بالاعتدال.

ما أجمل هذا الكلام، و" الكثير من الناس " الذين تتكلم عنهم يشكل الأشعرية جزءاً كبيراً منهم.

وبما أنك تونسي أشعري متعصب، سآتي لك بكلام لتونسي أشعري - غير متعصب -، قال كلمة حق في شأنكم معشر الأشعرية المتعصبة.

قال العلامة المفسر محمد الطاهر بن عاشور رحمه الله تعالى في رسالته أليس الصبح بقريب ص181 - 182 في كلامه عن أسباب تأخر علم الكلام: " رابعها: التنابز وإلزام لوازم المذاهب، وذلك إباية الرجوع إلى الحق، إذ في طبع الإنسان كراهية الرجوع إلى من يجترىء عليه، والخلاف بين العقلاء نادر لو راموا التقارب، ولو اهتدى الناس بهدي السلف لقالوا قولهم: " لا نكفر أحداً من أهل القبلة ".

اتخذ المرتابون في العقائد سلاحهم عند الضعف في تأييد مذاهبهم التكفير سلاحاً، والأخذ بلوازم المذاهب، يدفعون بذلك الذين يخشون قوة جدلهم، أما السلف العلماء فقد كانوا يحبون أن يسألهم المسترشد أو يجادلهم الضال، ليزيلوا عنه ما عساه أن يلم به من الشبه، وما كانوا يتحاشون من موافقة بعض الفرق المخالفة متى اتحد طريق النظر، أما المتأخرون وخصوصاً الأشاعرة، فقد أكثروا من الأخذ باللوازم، وفتشوا لكل طائفة عن مقالة ألزموها بها الكفر، حتى كفروا المعتزلة الذين هم أقرب الناس وفاقاً معهم .. ".

وأقول: هذا الأسلوب نفسه الذي يصفه ابن عاشور، نهجه الأشعرية المتعصبة مع شيخ الإسلام علم الأعلام مفتي الفرق أبي العباس تقي الدين أحمد بن تيمية رحمه الله، حينما ألزموه بالقول بأن الله موجب بالذات لا فاعل بالاختيار، عندما قال بتسلسل الحوادث في الماضي، مع أن هذا اللازم – فضلاً عن كونه صرح بعدم التزامه ورد على الفلاسفة القائلين به – فإنه غير لازم.

لكن السبب الذي دعاهم لذلك، هو عين السبب الذي ذكره ابن عاشور هنا بقوله: "اتخذ المرتابون في العقائد سلاحهم عند الضعف في تأييد مذاهبهم التكفير سلاحاً، والأخذ بلوازم المذاهب، يدفعون بذلك الذين يخشون قوة جدلهم ".

فالتكفير والأخذ باللوازم هو سلاح الأشعرية، الذي خشوا به قوة جدل شيخ الإسلام، بل حاله وحالهم كما قال تلميذه ابن القيم رحمه الله:

أبدى فضائحهم وبيّن جهلهم =وأرى تناقضهم بكل زمان

وأصارهم والله تحت نعال أهـ = ـل الحق بعد ملابس التيجان

وأصارهم تحت الحضيض وطالما = كانوا هم الأعلام للبلدان

ومن العجائب أنه بسلاحهم = أرداهم تحت الحضيض الداني

كانت نواصينا بأيديهم فما = منا لهم إلا أسير عان

فغدت نواصيهم بأيدينا فما = يلقوننا إلا بحبل أمان

وغدت ملوكهم مماليكا لأنصـ = ـار الرسول بمنة الرحمن

وأتت جنودهم التي صالوا بها = منقادة لعساكر الإيمان

يدري بهذا من له خبر بما = قد قاله في ربه الفئتان

والفدم يوحشنا ولكن هناكم = فحضوره ومغيبه سيان

ـ[محمد براء]ــــــــ[06 Feb 2010, 04:15 م]ـ

إذاً لتتسع صدورنا لمن ينتقدنا ولنسمع كلامه بأذن من ينشد الحقيقة، ولنحسن الظن بالآخرين وأنهم لم ينتقدونا إلا لقصد الإصلاح، ولننبذ التعصب وراءنا ظهريا فلن نتقدم خطوة واحدة للأمام ما دمنا نخاف من كل أحد يمد يده لنا

أخي صدور الجميع متسعة، لكن الباحث إذا أراد نقد فكر أو قول أو رأي، فأول ما يجب عليه أن يفهمه، وقد قالوا: الحكم على الشيء فرع عن تصوره.

والمشكلة في طرحك أخي الكريم أنك لم تتصور القول الذي تنقده جيداً، ولذلك حكمت عليه بالأحكام الجائرة أعلاه.

وأنصحك بقراءة هذا الكتاب: http://www.4shared.com/file/66430330/11f6b94/_____.html

وبعد ذلك ستجد كل الإشكالات التي تطرحها قد حُلَّت بإذن الله.

وإن لم تُحل هذه الإشكالات فانقل لنا هنا ما تعترض عليه وإخوانك لا يبخلون عليك بالإجابة عنها.

ـ[أبو حسان]ــــــــ[06 Feb 2010, 04:36 م]ـ

أخي الكريم كلامك يدل على أنك لا تعرف شيئاً عن القول الذي تناقشه، فأنت لا تفرق بين قول آحاد السلف وإجماع السلف، وبين أقوال الصحابة وأقوال غيرهم.

يبدو أنك تفكر بعقلية مشوشة ومرتبكة ومذعورة في آنٍ واحد

لذا صرت تتهمني أني لا أعرف شيئا، وأنت الذي لا تعرف شيئا البتة

وهذه آفة من يناقشونني من الصغار

فكم تمنيت أن لا يدخل في هذه الموضوعات إلا الكبار ممن يفهمون الكلام ويفهمون المشكلة ولديهم اطلاع لا بأس به في علوم الشريعة

أحلتني على كتاب: شرح مقدمة في أصول التفسير للطيار، وطلبت مني قراءة الكتاب، وأعتقد أني قد قرأت الكتاب قبل أن تلدك أمك

ليتنا نتعلم قبل أن نناقش، وليتنا نعرف من نناقش، وليتنا نصبر حتى نكبر ثم نناقش

وليتنا نعرف قدر أنفسنا قبل أن نأتي للنافح عن غيرنا عصبية وحمية ونحن لا ندري أين نحن وأين موقعنا الجغرافي

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015