الأمر مشكلة، ولكن لأحتمل!

انسحاب القوات

الخميس 21 شباط 1974م = 29 محرم 1394هـ

انتشرت التصريحات والصيحات، فرح وحزن، فقد تم انسحاب القوات الإسرائيلية التي تسللت غربي قناة السويس، وكان قد تم الاتفاق بين مصر وإسرائيل على ما يسمى فصل القوات والذي بموجبه ستنسحب إسرائيل من غربي قناة السويس إلى الشرق بعمق عشرين كيلو متراً تقريباً، تشغل عشرة منها قوات الطوارئ الدولية والعشرة الأخرى تبقى بيد القوات المصرية على أن تُخَفَّفَ الأسلحة من جانب الطرفين في المنطقة القريبة من الجبهة، ويوصف انسحاب إسرائيل من غربي القناة بأنه انتصار، كما وُصِفَت حرب أكتوبر (كما يسميها المصريون) بأنها انتصار، إن إسرائيل عبرت حين أرادت العبور وانسحبت بعد أن حققت بعض ما كانت ترجوه من عبورها كورقة تساوم بها في المحادثات مع مصر فحققت إعادة أسراها، لا أحد ينكر كون حرب رمضان قد جاءت بجديد لصالح العرب، ولكن هذا الجديد أصغر مما يوصف ويروج له بل ما هو إلا خطوة نحو تثبيت وتأكيد وجود إسرائيل، لا إزالة إسرائيل (شعارات قبل 5 حزيران 1967) الآن المهمة تحرير الأرض التي احتلها إسرائيل في 1967، ثم لتعش بأمان بعد ذلك في ما اغتصبته من قبل، وحتى الانسحاب الكامل يبدو أنه لن يتم، أما في الجبهة السورية فلم يتم الفصل بين القوات لحد الآن، والأنباء تؤكد أن كيسنجر سيقوم بجولة جديدة في الشرق الأوسط لتحقيق ذلك الفصل الذي ستقدم عليه سوريا باستحياء، حرب أكتوبر أقنعت اليهود بالاكتفاء بما حققوه وأقنعت العرب باستحالة ما يطلبونه، وتضيع القدس!

مؤتمر رؤساء الدول الإسلامية

الجمعة 22 شباط 1974م = 30 محرم 1394هـ

ربما اتُّخِذَ الدين شعاراً للدعاية والتجارة والمساومة، قل لي بربك في أي بلد يَحْكُمُ الإسلام أو يُحَكَّمُ؟ في أي بلد يستطيع المسلم أن يجهر بكل أبعاد إيمانه؟ في أي بلد قُضِيَ على الرذيلة بأي شكل كانت، وفي أي بلد حُمِلَ لواء الجهاد خفاقاً باسم الإسلام؟ ليس من ذلك شيء، إنما هم أفراد، نعم هم كثيرون ولكنهم يجاهدون أفراداً، والقوة والسلطة بيد أناس لبسوا مسوح الدين وقالوا لأولئك الذين يدعون إلى الله ورسوله علام تتعصبون ونحن الذين نحمي الإسلام ونحن الذين نجاهد، إن أنتم إلا مفترون! وهكذا يذهب الدعاة ضحية هذه السياسات المجرمة، واليوم عُقِدَ في لاهور في باكستان مؤتمر لرؤساء الدول الإسلامية – ندعو بكل قلوبنا أن يكون الإخلاص رائد هؤلاء المجتمعين – ولكن يبدو أنه لا يعدو عن كونه تظاهرة سياسية تؤدي دورها في خدمة غرض ما، رئيس جمهورية يريد أن يجعل لنفسه في نفوس شعبه محبة أو احترام، أو دولة تريد أن تظهر للدول الأخرى أنها معها في الضراء والسراء، وأن يقال ويقال، ولكن هل كان هذا كله في خدمة الإسلام ومن أجل تطبيق الإسلام، هل قالوا تعالوا نطبق شريعة الله، لا، قالوا تعاون بين الدول الإسلامية في مجال الاقتصاد وإسناد سياسي – ولكن ما لهذه الدول من الإسلام إلا الاسم , ماذا نقول لو أن أمريكا دعت إلى تعاون باسم الإسلام أو روسيا! المهم الأعمال وليس الأقوال.

شرح المُفَصَّل

الخميس 28 شباط 1974م = 6 صفر 1394هـ

خرجت من البيت صباحاً عجلا , أريد الذهاب إلى المكتبة المركزية لجامعة القاهرة فقد عزمت على أن أنجز البحثين في أقرب وقت، وهما: الأصوات عند ابن يعيش، والأبجدية العربية، ولا شك أن الأصوات عند ابن يعيش تحتاج مني أن أجلس في المكتبة وأقرأ ما يقرب من جزئين في شرح المفصل لأن هذا الكتاب نادر ولا يمكن أن يستعار، ووصلت المكتبة وجلست أقرأ في الصفحة الأولى والثانية وأُدَوِّن ما يمكن أن أستفيد منه في هذا البحث الموجز , ولكني شعرت أن هذه القراءة تحتاج إلى ساعات كي أنجز قراءة القسم الذي يتضمن الدراسات الصوتية , فجأة قفزت في ذاكرتي فكرة شراء الكتاب، فقمت من مكاني ولم أكتب سوى صفحتين وعزمت على شراء الكتاب، واتجهت إلى العَتَبَة وما حولها أبحث في المكتبات عن هذا الكتاب، ولم أجده هناك وذُكِرَ لي أني يمكن أن أجده قرب الأزهر , وذهبت إلى هناك وبحثت في المكتبات وعثرت على نسخة في مكتبة قرب الجامع الأزهر وتفحصتها، إنها هي ولكن بكم الثمن يا عم؟ قال بدون معاملة: بـ (25) جنيهاً، ماذا هذا؟ إن الكتاب ثمين ولكن

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015