من قسّم القرآن إلى ثلاثين جزءا، ولماذا؟

ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[29 عز وجلec 2009, 12:11 م]ـ

سؤال ...

الأخوة الأفاضل:

من قسّم القرآن إلى ثلاثين جزءا؟ ما الأسس التي استُند إليها في هذا التقسيم؟ ومتى ظهر هذا التقسيم؟ هل كان معروفا زمن الصحابة؟

لماذا ثلاثون , وليس واحدا وثلاثين أو ثلاثا وثلاثين مثلا؟

وأخيرا لو أخذنا الصفحة الثانية مثلا في المصحف الحالي المتداول، فهل هي مماثلة لصفحة قديمة من مخطوطات المصحف؟

بعد الإجابة على هذه الأسئلة، لنا حديث زاخر بالمفاجآت ..

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[29 عز وجلec 2009, 12:59 م]ـ

تقسيم المصحف إلى أجزاء وأحزاب

السؤال: على أي أساس تم تقسيم المصحف لأجزاء وأحزاب؟ ولماذا يكون ربع الحزب صغيرا، وآخر كبيرا؟

الجواب:

الحمد لله

أولا:

تقسيم المصاحف إلى أجزاء وأحزاب وأرباع تقسيم اصطلاحي اجتهادي، ولذلك يختلف الناس في تقسيماتهم، كل بحسب ما يناسبه ويختاره، وبحسب ما يراه الأنفع والأقرب، إلا أن التحزيب المشهور عن الصحابة رضوان الله عليهم هو ما يرويه أوس بن حذيفة قال: (سَأَلْتُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ يُحَزِّبُونَ الْقُرْآنَ؟ قَالُوا: ثَلَاثٌ، وَخَمْسٌ، وَسَبْعٌ، وَتِسْعٌ، وَإِحْدَى عَشْرَةَ، وَثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَحِزْبُ الْمُفَصَّلِ وَحْدَهُ) رواه أبو داود (1393).

والمعنى: ثلاث سور: وهي بعد الفاتحة: البقرة، وآل عمران، والنساء.

ثم خمس سور، وهي: المائدة، والأنعام، والأعراف، والأنفال، والتوبة.

ثم سبع سور، وهي: يونس، وهود، ويوسف، والرعد، وإبراهيم، والحجر، والنحل.

ثم تسع سور، وهي: سورة الإسراء، والكهف، ومريم، وطه، والأنبياء، والحج، والمؤمنون، والنور، والفرقان.

ثم إحدى عشرة سورة، وهي: الشعراء، والنمل، والقصص، والعنكبوت، والروم، ولقمان، والسجدة، والأحزاب، وسبأ، وفاطر، ويس.

ثم ثلاث عشرة سورة، وهي: الصافات، وص، والزمر، وحَواميِم السَّبع، ومحمد، والفتح، والحجرات.

ثم الباقي، وهو: من سورة ق إلى الناس.

قال الزرقاني في "مناهل العرفان في علوم القرآن" (1/ 283)، تحت عنوان " تجزئة القرآن ":

" كانت المصاحف العثمانية مجردة من التجزئة التي نذكرها، كما كانت مجردة من النقط والشكل. ولما امتد الزمان بالناس جعلوا يتفننون في المصاحف وتجزئتها عدة تجزئات مختلفة الاعتبارات:

فمنهم من قسَّم القرآن ثلاثين قسما، وأطلقوا على كل قسم منها اسم الجزء، بحيث لا يخطر بالبال عند الإطلاق غيره، حتى إذا قال قائل: قرأت جزءا من القرآن، تبادر إلى الذهن أنه قرأ جزءا من الثلاثين جزءا التي قسموا المصحف إليها.

ومن الناس من قسموا الجزء إلى حزبين، ومن قسموا الحزب إلى أربعة أجزاء، سموا كل واحد منها ربعا.

ومن الناس من وضعوا كلمة " خمس " عند نهاية كل خمس آيات من السورة، وكلمة " عشر " عند نهاية كل عشر آيات منها، فإذا انقضت خمس أخرى بعد العشر أعادوا كلمة خمس، فإذا صارت هذه الخمس عشرا أعادوا كلمة عشر، وهكذا دواليك إلى آخر السورة.

وبعضهم يكتب في موضع الأخماس رأس الخاء بدلا من كلمة خمس، ويكتب في موضع الأعشار رأس العين بدلا من كلمة عشر.

وبعض الناس يرمز إلى رؤوس الآي برقم عددها من السورة، أو من غير رقم.

وبعضهم يكتب فواتح للسور كعنوان ينوه فيه باسم السورة وما فيها من الآيات المكية والمدنية، إلى غير ذلك.

وللعلماء في ذلك كلام طويل بين الجواز بكراهة، والجواز بلا كراهة، ولكن الخطب سهل على كل حال ما دام الغرض هو التيسير والتسهيل، وما دام الأمر بعيدا عن اللبس والتزيد والدخيل، وعلى الله قصد السبيل " انتهى.

ثانيا:

أما التحزيب الموجود اليوم في المصاحف فليس هناك جزم بأول من وضعه واختاره، ولكن الذي ينقله بعض أهل العلم أن واضعه هو الحجاج بن يوسف الثقفي المتوفى سنة (110هـ)، وأن مناط التقسيم فيه كان على عدد الحروف.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – كما في "مجموع الفتاوى" (13/ 409) -:

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015