ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 عز وجلec 2009, 12:14 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد قص الله تبارك وتعالى علينا من خبر خليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام في مواضع متفرقة من كتابه الكريم والمتأمل في تلك المواضع يرى أن هناك مسافات زمنية قد طويت في حياة الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
في سورة الأنبياء يقول تبارك وتعالى:
(قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ) سورة الأنبياء (60)
الفَتى والفَتَاةُ: الشاب والشّابَّةُ، فَتِيَ يَفْتى. وفَعَلَ ذاكَ في فَتَائِه - مَمْدُوْد -. وجَمْعُه فِتْيَة وفِتْيَان وفُتُو وفَتَيَاتٌ وأفْتَاءٌ وفَتْيَاء. وفُتْيٌ: جَمْعُ الفَتى. (المحيط في اللغة)
(ف ت ي): (الْفَتَى) مِنْ النَّاسِ الشَّابُّ الْقَوِيُّ الْحَدَثُ وَالْجَمْعُ فِتْيَةٌ وَفِتْيَانٌ. (المغرب).
ثم في نفس السورة وفي نفس السياق يخبرنا الله تعالى أنه نجاه إلى الأرض المباركة ووهب له إسحاق ويعقوب:
(وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ (72))
وفي سورة الصافات:
(قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (97) فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ (98) وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99) رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101))
ولا شك أن البشرى جاءت متأخرة جداً عن هذا الحدث، قال تعالى:
(وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ (51) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ (52) قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (53) قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (54) قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ (55)) سورة الحجر
وفي سورة هود:
(وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) قَالَتْ يَا وَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (73)
من خلال هذه الآيات نرى أن هناك مسافة زمنية قد تصل الستين عاما أو أكثر، الله أعلم كيف عاشها الخليل وأين عاشها.
وإذا تقرر هذا نعلم أن الأحداث الكبيرة في حياة الخليل عليه السلام بعد أن أنجاه الله من النار كانت في سن متأخرة:
إسكان إسماعيل وأمه في وادي مكة، الأمر بذبح ابنه، بناء البيت، الأذان في الناس بالحج.
هذه أبرز الأحداث في حياة إبراهيم والتي قصها القرآن.
ثم أختم بقول الله تعالى:
(إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) سورة آل عمران (68)
فهل كان لإبراهيم عليه السلام أتباع غير ذريته؟
أطرح هذا السؤال من أجل استجلاء الحلقات المفقودة ـ إذا صح التعبير ـ في حياة الخليل عليه الصلاة والسلام.
أرجو من الإخوة الأفاضل المشاركة
وجزاكم الله خيرا ووفقنا جميعا لفهم كتابه
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[10 عز وجلec 2009, 01:28 ص]ـ
الأخ الكريم حجازي حفظه الله،
1. حادثة تحطيم الأصنام كانت في أور في العراق، وكان إبراهيم عليه السلام شاباً فتيا. وبعد الحادثة هاجر عليه السلام إلى فلسطين. وأقام فيها. وقد ورد أنه زار مصر مع زوجته سارة. وفي هذه الحقبة لم يشر القرآن الكريم إلى أي نوع من المعارضة لدعوة إبراهيم عليه السلام، مما يوحي بنجاحه وتأثيره الإيجابي.
2. المشهور الذي لا يمكن الجزم به أن إسماعيل أكبر من إسحق بـ 13 سنة، والإشارة إلى الشيخوخة كان في قصة ميلاد إسحاق.
3. تنقّل إبراهيم عليه السلام بين فلسطين ومكة، وعندما كبر إسماعيل عليه السلام كانت قصة الفداء ثم بناء الكعبة.
4. توفي عليه السلام في فلسطين ودفن في مدينة الخليل وقبره معروف المكان، أي المغارة التي دفن فيها من غير تعيين لقبره متميزاً عن باقي القبور في المغارة.
5. مرحلة وجوده عليه السلام في فلسطين غامضة. ويبدو أن فلسطين كانت الأرض الأنسب لنشر الدعوة لتوسطها وكثافة القوافل التي تمر بها. وقد لاحظ شيخي أن الدين البرهمي يزعم أن الآلهة براهما زوجته اسمها ساراي. وتنص التوراة المزعومة أن سارة كان اسمها ساراي قبل أن تصبح سارة. وهي تنص على أن إبراهيم كان اسمه أبرام قبل أن يصبح أبراهام، والتي هي: (آب راب هام) أي أب كبير للجمهور. وهذا يشير إلى انتشار دعوته بين الأمم.
¥