ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[12 Nov 2010, 03:22 م]ـ

حسناً أخي عصام وأين هو الرخاء في قوله تعالى:

أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ (126) فهل ترى في الفتنة رخاءً للكافرين؟؟

وأما قوله تعالى: حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ) فهل تظن أن أول أربعين سنة من عمر الإنسان فيها كد ومشقة؟؟ فأين إذاً هي حياة الرخاء والراحة في حياة الإنسان إن لم تكن في صباه وطفولته وقمة شبابه؟؟ أم هي في السبعين أو الثمانين من العمر؟؟

أكتفي بذلك الآن ولدي مزيد بانتظار ردكم

أخي الكريم تيسير

سؤالك هذا صادر عن المقصود.

فقد قلتُ في المشاركة رقم (1):

السنة تتقيد بقيود ثلاثة، إذا نقص منها واحد كانت عاماً.

.....

فإذا تخلف قيد من هذه القيود الثلاثة (العدد [له مبدأ ومنتهى] / الحضور [يكون حياً حاضراً] / الشدة [شدة ما]) فهو عام؛ لأن العام أعم من السنة، فلا يشترط له ما يشترط للسنة من تلك القيود.

وأنت يا أخي جعلت الرخاء ملازماً للعام، وليس بلازم، بدليل ما ذكرتَ.

وهناك سبب ثان في آية التوبة: وهو أن الفتنة الواقعة على الكفار لا تستغرق السنة كلها ولذا قال: (في كل عام)، ولم يقل (كل عام).

أما الشدة التي في الأربعين الأولى فظاهرة جداً من جهة أن الإنسان يكد ويجهد ويبتلى في رحلة حياته الأولى وبداياته المحرقة وانطلاقاته في مجالات الحياة التي يتحدد فيها اتجاهه في العلم والإيمان والعمل .. حتى يبلغ سن الرشد بعد المراهقة ويبلغ مرحلة الأشد بعد نعومة الأظفار.

قال الشاعر:

مضى ما مضى منك، والأربعون رباً، كل ما بعدها منحدر.

والانحدار هنا معناه احدار قوى الجسم بعد تكاملها وانحدار قوى العقل بعد استجماعها وانحدار قوى النفس بعد تصعدها ..

وانظر معي في الآية الثانية التي تذكر بلوغ الأشد (((هو الذي خلقكم ... ثم لتبلغوا أشدكم ... )))، فبلوغ الأشد لا يأتي إلا بعد مخاض عسير يا أخي تيسير ..

وقال تعالى: (((إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه .. )))، وقال: (((يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا)))، وقال (((لقد خلقنا الإنسان في كبد))).

وشاء الله أن يسأل الإنسان عن قمة شبابه تفصيلاً زيادة عن سؤاله عن عمره إجمالاً "وعن شبابه فيم أبلاه؟ ".

لأن الشباب فترة تحدد أصعب اختيارات المرء كما لا يخفى!

ولو جربت تعليم الصبيان لكان حكمك غير ذلك.

إنها أربعون سنة كما قال الله جل وعلا.

ـ[تيسير الغول]ــــــــ[12 Nov 2010, 03:28 م]ـ

الأخ الكريم عصام حفظه الله،

1. هذا اقتباس مختصر من بحث شيخي يفي بالمطلوب:"يذهب الكثير من أهل التفسير قديماً وحديثاً إلى القول بأن الـ 300 سنة شمسية هي 309 سنة قمرية مما يعني عندهم أن قوله تعالى:"وازدادوا تسعا ً" يقصد به تبيان الزيادة التي تحصل عند تحويل الـ 300 سنة شمسية إلى قمرية: (300× 365,2422) ÷ (354,367) = (309,2). وعندما نتكلم بلغة السنين لا يكون هناك وزن للأعشار القليلة التي تزيد عن (9) سنوات. ويمكن اعتبار قول المفسرين هذا مما يحتمله النص القرآني.

ولنا في "مركز نون" الملاحظات الآتية:

الـ 300 سنة شمسية هي (109572,66) يوما، في حين أن الـ 300 سنة قمرية هي (106310,1) يوما، وهذا يعني أن الفرق هو: (3262,56) يوماً. وهذا العدد من الأيام أقرب إلى أن يكون (9) سنوات شمسية، وليس (9) سنوات قمرية، مما يعني أن أصحاب الكهف لبثوا 300 سنة شمسية. أي 300 سنة قمرية مضافاً إليها (9) سنوات شمسية. فالعدد 300 هو هو، وتأتي الزيادة عن اختلاف مفهوم السنة الشمسية والقمرية وتكون هذه الزيادة عندها (9) سنوات شمسية.

قد أبطل هذا المعنى الذي ذهب اليه الكثير وليس شيخك فقط. ابطله الشيخ ابن عثيمين رحمه الله لعدم وجود الدليل القائم عليه. وبسبب اعتماد أهل الفقه وأهل العد للسنة القمرية فقط في حساباتهم وفقههم.

ـ[تيسير الغول]ــــــــ[12 Nov 2010, 06:21 م]ـ

أخي الفاضل الأستاذ عصام

مناقشة جميلة. ولكن ارجو أن تكون أكثر اقناعاً ودقة. فكلامك يقرأه كثير من المتخصصين.

لقد قلت في مشاركة سابقه في قوله تعالى (قال بل لبثت مئة عام) وفندت أن استخدام كلمة عام هنا لأن السنوات مرّت بسرعة ولم يشعر بطولها. ثم اتجهت الى نص قرآني آخر وقلت حول قوله تعالى (ولبثوا في كهفهم ثلاث مئة سنين) أن استخدام السنين هنا لأنهم كانوا رقود. ولا أدري ماذا قصدت بذلك رغم أن العزير حينما أفاق قال: لبثت يوماً أو بعض يوم. وأصحاب الكهف أيضاً رغم أنهم رقود قالوا أيضاً أنهم لبثوا يوماً أو بعض يوم. فكلاهما ظن أنه لبث فترة وجيزة بغض النظر للذي حصل معهم موت أو رقود أو حتى نوم. فالمهم أن السنين مرّت بحقة مرّ السحاب البارق السريع. فما رأيك؟؟؟

أما بالنسبة لتفنيدك لعمر الإنسان قبل الأربعين بأنه كله مشقة. فهذا أيضاً دليل قاصر لأن أجمل مافي حياة الأنسان مرحلة طفولته ولعبه واستمتاعه. وقد قمت أنت بشطبها واعتبارها من المنكدات. وهذا لا يوافقك عليه أحد. فما أجمل الطفولة وبرائتها ولعبها وضحكها وجمالها وسحرها البديع. وما أجمل أن يعيش الإنسان بلا التزامات وبلا كد اوعمل اوشغل أو ارتباط أو مشاكل أو هموم. ولا يكون ذلك إلا في مرحلة الطفولة التي شطبتها لتستحلب وتستجلب معنىً ربما يأتي اليك من غير هذا العناء ومن غير اعتداء على أجمل ما في حياة الإنسان. أرجو أن تحاول إيجاده وأنا معك دون أن نأتي على أجمل ما في حياتنا من سنين وأعوام وحجج. وبارك الله بعمرك أخي الحبيب.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015