ـ[أم الأشبال]ــــــــ[28 Nov 2009, 07:24 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
ما الحكمة من الاستغفار بعد أن غفرت الذنوب؟
قال تعالى:
{لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّآلِّينَ} (البقرة:198)
{ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (البقرة:199)
فبعد عرفات تغفر ذنوب العباد، وقد أتت الآيات الكريمة تحث على الاستغفار بعد هذا اليوم العظيم، يا ترى ما الحكمة؟
وقد أستمعت لتوجيه من أحد الدعاة؟
ولكني أريد توجيه أهل العلم المختصين.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[28 Nov 2009, 11:38 ص]ـ
غفرت الذنوب ولكن:
من يعلم أنه قد غفر له أم لم يغفر؟
من يعلم أنه قد غفرت له كل ذنوبه أم لم تغفر جميعها؟
ثم إن الذنب حاصل في كل لحظة إما تقصير في واجب أو ارتكاب ما لا يجوز ارتكابه من قول وعمل.
ثم إن في الاستغفار تواضع لله تعالى واعتراف بالتقصير وهذا الحبيب صلى الله عليه وسلم قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ومع هذا قال له ربه:
(إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)) سورة النصر
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[28 Nov 2009, 12:31 م]ـ
السلام عليكم،
1. أعمال الحج لا تنتهي بالوقوف بعرفة. ولما يرجع الحاج بعد إلى أهله.
2. الاستغفار في حد ذاته عبادة، فإذا لم يحط الذنوب رفع الدرجات.
3. غُفر للرسول عليه السلام ما تقدّم من ذنبه وما تأخر. وعندما سألته عائشة رضي الله تعالى عنها عن قيامه الليل حتى تتفطر قدماه قال:" أفلا أكون عبداً شكورا".
4. الأصل أن يستشعر المؤمن عظيم نعم الله عليه، فهو يستغفر دائما لشعوره بالتقصير في جنب الله. من هنا نجد أن الأنبياء أكثر الناس استغفاراً.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[28 Nov 2009, 03:05 م]ـ
هنا كلام مهم جداً للعلامة ابن القيم رحمه الله حول هذه المسألة في مدارج السالكين، وهذا نصه: (رضا العبد بطاعته دليل على حسن ظنه بنفسه وجهله بحقوق العبودية وعدم عمله بما يستحقه الرب جل جلاله ويليق أن يعامل به.
وحاصل ذلك أن جهله بنفسه وصفاتها وآفاتها وعيوب عمله وجهله بربه وحقوقه وما ينبغي أن يعامل به يتولد منهما رضاه بطاعته وإحسان ظنه بها ويتولد من ذلك من العجب والكبر والآفات ما هو أكبر من الكبائر الظاهرة من الزنا وشرب الخمر والفرار من الزحف ونحوها
فالرضا بالطاعة من رعونات النفس وحماقتها
وأرباب العزائم والبصائر أشد ما يكونون استغفارا عقيب الطاعات لشهودهم تقصيرهم فيها وترك القيام لله بها كما يليق بجلاله وكبريائه وأنه لولا الأمر لما أقدم أحدهم على مثل هذه العبودية ولا رضيها لسيده.
وقد أمر الله تعالى وفده وحجاج بيته بأن يستغفروه عقيب إفاضتهم من عرفات وهو أجل المواقف وأفضلها فقال: {فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم} وقال تعالى: {والمستغفرين بالأسحار} قال الحسن مدوا الصلاة إلى السحر ثم جلسوا يستغفرون الله عز و جل. وفي الصحيح أن النبي كان إذا سلم من الصلاة استغفر ثلاثا ثم قال اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، وأمره الله تعالى بالاستغفار بعد أداء الرسالة والقيام بما عليه من أعبائها وقضاء فرض الحج واقتراب أجله فقال في آخر سورة أنزلت عليه: {إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا}
ومن ههنا فهم عمر وابن عباس رضي الله عنهم أن هذا أجل رسول الله أعلمه به فأمره أن يستغفره عقيب أداء ما كان عليه فكأنه إعلام بأنك قد أديت ما عليك ولم يبق عليك شيء فاجعل خاتمته الإستغفار كما كان خاتمة الصلاة والحج وقيام الليل وخاتمة الوضوء أيضا أن يقول بعد فراغه سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين
فهذا شأن من عرف ما ينبغي لله ويليق بجلاله من حقوق العبودية وشرائطها لا جهل أصحاب الدعاوى وشطحاتهم
وقال بعض العارفين متى رضيت نفسك وعملك لله فاعلم أنه غير راض به ومن عرف أن نفسه مأوى كل عيب وشر وعمله عرضة لكل آفة ونقص كيف يرضى لله نفسه وعمله.) انتهى
¥