إلا المودة في القربى ـــ أين الدليل؟!

ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[16 Nov 2009, 12:28 ص]ـ

" قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى" الشورى:23

يورد الشنقيطي رحمه الله أقولاً في تفسير قوله تعالى:"إلا المودة في القربى"، والذي يعنينا هنا القول الأول:

"الأول: ورواه الشعبي وغيره عن ابن عباس وبه قال مجاهد وقتادة وعكرمة وأبو مالك والسدي والضحاك وابن زيد وغيرهم كما نقله عنهم ابن جرير وغيره، أن معنى الآية:" قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ المودة فِي القربى "، أي إلا أن تودّوني في قرابتي التي بيني وبينكم، فتكفوا عني أذاكم وتمنعوني من أذى الناس، كما تمنعون كل من بينكم وبينه مثل قرابتي منكم، وكان صلى الله عليه وسلم له في كل بطن من قريش رحم، فهذا الذي سألهم ليس بأجر على التبليغ لأنه مبذول لكل أحد، لأن كل أحد يودّه أهل قرابته وينتصرون له من أذى الناس. وقد فعل له ذلك أبو طالب ولم يكن أجراً على التبليغ لأن لم يؤمن. وإذا كان لا يسأل أجراً إلا هذا الذي ليس بأجر تحقق أنه لا يسأل أجراً كقول النابغة:

ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم ... بهن فلول من قراع الكتائب

ومثل هذا يسميه البلاغيون تأكيد المدح بما يشبه الذم.

وهذا القول هو الصحيح في الآية، واختاره ابن جرير ..... " انتهى.

وهذا ما صح عن ابن عباس رضي الله عنه في تفسير الآية الكريمة، بل هو الظاهر المتبادر. ومن المناسب أن نلفت الانتباه إلى أنه لم ترد لفظة القربى في القرآن الكريم إلا في هذه الآية؛ أعني أنّ ما ورد من صيغ هو: ذوي القربى، ذي القربى’ أولوا القربى، ذا قربى، أولي القربى. وهذا يؤكد التفسير الذي صح عن ابن عباس رضي الله عنه.

على الرغم من وضوح هذا الوجه فقد وجدنا من يتعسف في التفسير ليزعم أن ما يطلبه الرسول عليه السلام هو مودة أقربائه. ولن يُعدم المتعسف أن يجد في اللغة مداخل، وإن تعرّجت، ليصل إلى مبتغاه.

معلوم أن أقرباء الرسول عليه السلام قد مُنِعوا أخذ الزكاة، ولذلك حِكَم. ولم أجد في القرآن الكريم ما يشهد لأقرباء الرسول عليه السلام بتميّز. أما السنة فقد صح أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بأهل بيته خيراً، ومعلوم أن أهل بيته هم المخالطون له عليه السلام في بيته، كأزواجه وأصهاره وأحفاده. وبموت هؤلاء لم يبق من أهل بيته أحد يمكن أن يزعم بعد سنين أنه من أهل بيت الرسول عليه السلام، وإن كان من أقربائه أو من ذريته. ولتقريب الفكرة نقول: نحن من ذرية آدم ولسنا من أهل بيته عليه السلام لأننا لم نره ولم نخالطه في بيته.

والآن ما أطلبه من الأخوة الكرام وأرجوه أن يسعفوني بدليل من القرآن الكريم أو السنة الشريفة يشير إلى مناقب أقرباء الرسول بصفتهم أقرباء. ولا أريد أدلة على مناقب بعض الصحابة ممن هم ينتسبون أو لا ينتسبون إلى الرسول عليه السلام. ولا يهمني هنا ما تقوله الشيعة من قريب أو بعيد، ولكنني أدهش من مزاعم لدى أهل السنة أبحث لها عن دليل نصّي، وأنا جاد في البحث ولا أبغي الجدل.

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[16 Nov 2009, 10:36 ص]ـ

" والآن ما أطلبه من الأخوة الكرام وأرجوه أن يسعفوني بدليل من القرآن الكريم أو السنة الشريفة يشير إلى مناقب أقرباء الرسول بصفتهم أقرباء. ولا أريد أدلة على مناقب بعض الصحابة ممن هم ينتسبون أو لا ينتسبون إلى الرسول عليه السلام. ولا يهمني هنا ما تقوله الشيعة من قريب أو بعيد، ولكنني أدهش من مزاعم لدى أهل السنة أبحث لها عن دليل نصّي، وأنا جاد في البحث ولا أبغي الجدل.

من هم آل البيت؟

القولُ الصحيحُ في المرادِ بآل بيت النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم هم مَن تَحرُم عليهم الصَّدقةُ، وهم أزواجُه وذريَّتُه، وكلُّ مسلمٍ ومسلمةٍ من نَسْل عبدالمطلب، وهم بنُو هاشِم بن عبد مَناف.

ويدلُّ لدخول بنِي أعمامه في أهل بيته ما أخرجه مسلم في صحيحه (1072) عن عبدالمطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب أنَّه ذهب هو والفضل بن عباس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلبان منه أن يُولِّيهما على الصَّدقةِ ليُصيبَا مِن المال ما يتزوَّجان به، فقال لهما صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الصَّدقة لا تنبغي لآل محمد؛ إنَّما هي أوساخُ الناس))، ثمَّ أمر بتزويجهما وإصداقهما من الخمس.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015