ومن أحسن الكتابات التي تحدثت عن هذا التفسير كتاب: (اتجاهات التجديد في تفسير القرآن الكريم في مصر) للدكتور/ محمد إبراهيم الشريف، نال بها درجة الدكتوراة بامتياز من جامعة القاهرة، خصص جزءا كبيرا منها للحديث عن مدرسة المنار وبذور التجديد فيها وتأثيرها على الحركة العلمية التفسيرية من بعدها إلى اليوم ..

وهو كتاب جدير بالقراءة، ولعله يتيسر نقل بعضا منه أو التعريف به باستقلال.

ـ[مرهف]ــــــــ[03 Nov 2009, 05:38 م]ـ

عرض موفق لتفسير المنار وبيان وجهات النظر حول هذا السفر الضخم، ولكن ما أغفله الكاتب من بيان منهجه كثرة نقوله من كتب اليهود والنصارى مع تشدد رضا بترك رواياتهم في تفسيره وقد بين ذلك الدكتور فهد الرومي في اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر، كما أن الكاتب أشار إلى تأويله المعجزات النبوية إشارة فقط دون التوقف عليها ببيان أكثر مع الأمثلة وبيان وجهة نظر رشيد رضا في ذلك وهي تقريب وجهات النظر بين الغرب والمسلمين ليقتنع بهذه المعجزات، وللشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله رسالة عتاب ينتقد فيها منهج رشيد رضا في تفسيره حول ذلك أرسلها له وقد ذكر هذه الرسالة د. محمد عبد الله السلمان في كتابه الشيخ رشيد رضا السلفي المصلح.

وأود التعليق على بعض مضمون هذه الدراسة حول تفسير المنار أننا إذا أردنا النظر إلى هذا التفسير من منظار الانتصار لفكرة أو مذهب أو تيار فإنك ستجد هذا التنازع في نسبته لمدرسة وتيار، أو نفيه عن هذه أو تلك ولذلك - وبهذا الاعتبار - لا أخفي عجبي من اعتبار الشيخ رضا سلفياً مع تأويله المعجزات وإسرافه في عدم تقبل الغيبيات والتسليم بها وتفسير بعضها بالماديات كالملائكة بقوة الخير والشياطين بقوة الشر ... الخ، هل لأنه فقط أكثر الثناء على حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الجزيرة العربية وأكثر الاستشهاد بكلام ابن تيمية!!

أما إذا نظرنا إلى التفسير من جهة علمية شرعية مبتعدين عما سبق فسنخرج بنتيجة أخرى وهي أن الشيخ رشيد رضا كان يهدف إلى مسايرة الغرب الذي انطبع بالماديات ورفض الغيبيات بقوة وأثر هذا الجو على العالم الإسلامي وطغى عليه وأحدث فتنة عظيمة كادت أن تحول قبلة المسلمين إلى أوربا وترافق ذلك مع نشاط الاستشراق ودعمه لتلامذة المستشرقين من أبناء جلدتنا الذين رجعوا من أوربا باسم العلمانية، هذا مع تنازعه الفكري مع ما تعلمه من أصول الدين والشريعة التي يصطدم بها عند المقارنة فيجد نفسه أمام منهجين أساسيين:

- الأول: تأويل ما يثبت من الغيبيات وهو المنهج الأصلي الذي كان يتبعه محمد عبده.

- الثاني: تضعيف الروايات أو ردها ورفضها والطعن بها مهما كانت درجة ثبوتها عند المحدثين.

هذا مع تأثره بما يحصل في العالم من حركات وتيارات يقترب منها تارة ويبتعد عنها أخرى حسب الجو العلمي والسياسي، ولذلك كان يتأرجح بين هذه وتلك.

وإذا نظرنا إلى منهجه بالمقارنة مع أمثاله في العالم الإسلامي فسنجد أنه كان بهذا قريبا لمنهج أحمد بهادر خان في الهند حتى إن رشيد رضا لا يخفي إعجابه بمقالة نشرتها في ذلك الوقت جريدة الرياض الهندية وعنوانها: (هل ولد السيد أحمد خان ثانية بمصر وظهرت جريدته تهذيب الأخلاق بشكل المنار؟).

ولذلك استحوذت مدرسة محمد عبده التي نشطها رشيد رضا بالاهتمام والدراسة من قبل المستشرقين الذين كانوا يحرصون على تسميتها بالمدرسة الإصلاحية وخص ج. جومييه تفسير المنار بدراسة (تفسير القرآن عند مدرسة المنار) عام 1954

وأختم بما قاله اللورد كرومر الحاكم البريطاني في مصر: (إن محمد عبده كان مؤسساً لمدرسة فكرية حديثة في مصر قريبة الشبه من تلك التي أسسها السيد أحمد خان في الهند .. )، ثم يقول كرومر: (إن أهمية السياسة ترجع إلى أنه يقوم بتقريب الهوة التي تفصل بين الغربي وبين المسلمين، وأنه هو وتلاميذ مدرسته خليقون بأن بقدم لهم كل ما يمكن من العون والتشجيع، فهم الحلفاء الطبيعيون للمصالح الأوربية .. ). آراء المستشرقين حول القرآن 2/ 810.

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Nov 2009, 06:03 م]ـ

بارك الله فيكما على هذه التعليقات العلمية المفيدة، والتي زادت الموضوع ثراء.

ـ[سُدف فكر]ــــــــ[05 Nov 2010, 07:42 ص]ـ

كلام نفيس بارك الله فيكم.

وللدكتور عادل الشدي -حفظه الله- كلاما حول موقفه من التفسير العلمي , ومدى وجود شيء من ذلك في تفسيره.

لعلي أنقله قريبا بإذن الله.

ـ[سُدف فكر]ــــــــ[05 Nov 2010, 07:54 ص]ـ

وإن كان من "العلماء السعوديين" -على حد تعبير الكاتب- من انتقد هذا التفسير، فإن آخرين أثنوا عليه ونصحوا بقراءته، وعلى رأسهم العلامة ابن عثيمين -رحمه الله تعالى-. QUOTصلى الله عليه وسلم]

أين أجد نصيحة الشيخ محمد -رحمه الله-؟

وهل علق عليه؟

[ QUOTصلى الله عليه وسلم= محمد العبادي;90165]

ومن أحسن الكتابات التي تحدثت عن هذا التفسير كتاب: (اتجاهات التجديد في تفسير القرآن الكريم في مصر) للدكتور/ محمد إبراهيم الشريف، نال بها درجة الدكتوراة بامتياز من جامعة القاهرة، خصص جزءا كبيرا منها للحديث عن مدرسة المنار وبذور التجديد فيها وتأثيرها على الحركة العلمية التفسيرية من بعدها إلى اليوم ..

وهو كتاب جدير بالقراءة، ولعله يتيسر نقل بعضا منه أو التعريف به باستقلال.

هل بالإمكان تعريفنا بهذا الكتاب أكثر , لأني وجدت من أشكل عليه شيئا مما فيه؟

بارك الله فيكم ونفع بكم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015